تعيين غالب مجادلة وزيرا


نُشر: 17/01/07 16:17

تعيين غالب مجادلة وزيرا في حكومة اولمرت خطوة نحو الأمام إذا استنفذت ايجابيا

تعيين النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عن حزب العمل غالب مجادلة وزيرا للعلوم والرياضة والثقافة في إسرائيل في النصف الأول من شهر كانون الثاني 2007 على يد عمير بيرتس زعيم حزب العمل هو خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح حيث يعبر عن اعتراف إسرائيلي رسمي بزيادة قوة تأثير المواطنين العرب على الساحة السياسية الاسرائيلية ويأتي بالمزيد من الإنجازات إذا أحسن السيد مجادلة استعمال منصبه ودعم المواطنين العرب بشكل ملموس. التعيين أمر جديد لم تشهده اسرائيل منذ قيامها لكنه محاط بالكثير من التساؤلات من بينها هل فعلا ستتم المصادقة على التعيين من قبل مؤسسات حزب العمل والائتلاف الحاكم في إسرائيل. ما يهمنا بالأساس هو مدى قيام غالب مجادلة بخدمة مصالح جماهيرنا الجماعية.  إذا كان جادا في خلق واقع جديد عليه, كأول خطوة بعد المصادقة على تعيينه, العودة الى القيادات العربية والمؤسسات المدافعة عن حقوق المواطنين العرب الأساسية والتفتيش سويا عن أنجع السبل لتقدم المجتمع العربي والاهتمام بمئات علماءنا الذين لا يجدون عملا مناسبا, وتخصيص الميزانيات لبناء بنية تحتية رياضية في الوسط العرب لتكون اكبر سد مانع أمام الأمراض, والاهتمام بثقافتنا العربية. كثير من النشاط والتخطيط العلمي تم إنجازه بواسطة مؤسسات عربية ولا يلزمه إلا الاعتراف الرسمي والحصول على ميزانيات.  هناك ما يزيد الأمل رغم أننا لا نتوقع الكثير هو استعداد مجادلة للتحدي حين قال انه لا يهرب من مكان يتواجد به أفيغدور لبرمان, رئيس حزب يسرائيل بيتينو, وإنه يسير في استراتيجية المواجهة.
1. تعيين غالب مجادلة, إذا استطاع استخدامه جيدا, هو تطور طبيعي, فرض اعتراف بزيادة قوة المواطنين العرب الذين يحاولون منذ إقامة دولة اسرائيل وبأشكال مختلفة, انتزاع حقوقهم الأساسية.  ندرك ان عمير بيرتس يرغب تحقيق مآرب خاصة به, إلا ان توجهه للعرب في مواجهة الأسهم الاشكنازية الموجهة ضده تثير تفكيرا لبداية تعاون بين المواطنين العرب واليهود الشرقيين في إسرائيل خاصة حين يزداد الشق الطائفي في اسرائيل تعمقا ويبدأ اليهود الشرقيون خلق روابط بأوطانهم الأصلية.  علينا ان نتساءل, بعيدين عن العواطف  كيف, نحن كقيادات سياسية وجماهير على حد سواء, يمكننا الاستفادة من هذا التطور مدركين جيدا ان القبول بأن نكون أعضاء كنيست ليست بعيدة كثيرا على كوننا في الحكومة وكلاهما مؤسسات أساسية لدولة اسرائيل.  في استطلاع اجري عام 1988 وافق 43.1% من المواطنين العرب مقابل معارضة 35.9% انه "سيأتي يوم تكون فيه الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة جزءاً من الائتلاف الحاكم في إسرائيل." فهل تعيين غالب مجادلة, او التجرأ لتعيينه من قبل عمير بيرتس, مهما كانت النوايا, بحد ذاتها خطوة معينة نحو تحقيق ما توقعه اغلب المواطنين العرب في إسرائيل عام 1988؟
2. الانتقاد الذي يقول ان غالب مجادلة قبل حقيبة كان قد رفضها الوزير اوفير بينس بسبب معارضة الأخير دخول افيغدور لبرمان للحكومة في أكتوبر 2006, هو عقيم وليس له علاقة مع الحدث نفسه, لان المقياس هو ما مدى الإنجاز الذي سوف يأتي به مجادلة للمجتمع العربي في البلاد. اما ان يثبت انه قدر المقام ويمثل المصالح العربية في الحكومة او انه "العوبة" بيد سياسيين يهود يتنافسون على مناصب معينة.
3. يعتبر التعيين بحد ذاته تجسيدا للازمة الشاملة التي تعاني منها القيادات السياسية في إسرائيل بشكل عام وعمير بيرتس داخل حزب العمل بشكل خاص حيث يحاصر من جميع الجهات بمعارضين اغلبهم من الاشكناز. زد على هذا, التعيين هو محاولة للهروب للامام من التحديات التي تواجه عمير بيرتس, وليس تعبيرا عن حبه في خلق مساواة بين الطرفين. نعرف ان فترة عمير بيرتس كوزير دفاع هي اكثر الفترات دموية بحق الفلسطينيين منذ أوقات بعيدة. نعرف أيضا انه لو كان عمير بيرتس صادقا في تنفيذ وعد بتعيين وزير عربي قطعه قبل انتخابات آذار 2006, لعين وزيرا عربيا حين انضم الى حكومة اولمارت كشريك أساسي بعد الانتخابات.
4. للتعيين سلبيات متعددة من بينها استغلال هذا التعيين من قبل آلة الدعاية الإسرائيلية لخلق شرعية لاستمرار تمييزها المقونن ضد المواطنين العرب بإظهار إسرائيل على أنها دولة ديموقراطية تمنح مساواة لمواطنيها العرب في تعيينهم للحكومة, رغم ان عدم المساواة القائم بين المواطنين في اسرائيل ينزع الصفة الديموقراطية للنظام, ما يجري في العالم اليوم يشير الى ان مثل هذه الادعاء أصبح عاقرا ولم يعد له أسواقا سوى عند أناس حاقدون أنانيون لا يريدون الخير لشعوب المنطقة.
5. مع الهولة التي واكبت هذا التعيين وما زالت تعصف على أصعدة مختلفة لا نعرف ان هذه الخطوة سوف تساعد عمير بيرتس نفسه على كسب أصوات في الوسط اليهودي او حتى في صفوف حزب العمل نفسه, حيث دل استطلاع بين طلبة ثانوية يهود في إسرائيل وهم بهذا يعكسون توجها عاما في المجتمع اليهودي في إسرائيل, ان 75% منهم ينظرون الى الصورة النمطية للعربي على انه قذر وغبي.  بالإضافة, يعرف عمير بيرتس جيدا انه مهما حاول لباس الأقنعة الإشكنازية كما حاول عمله منذ انتخابه رئيسا لحزب العمل حيث أعلن حال فوزه انتهاء الشرخ الطائفي في إسرائيل, لن يفيده الأمر وهناك حملة شعواء ضده كونه شرقيا ذا ثقافة عربية.  ولا نعرف أيضا, فيما إذا سيساعد هذا التعيين على كسب أصوات جميع او حتى أغلبية العرب أعضاء في حزب العمل, حيث هناك من ينافس مجادلة داخل حزب العمل من العرب, ويرون في هذا التعيين إخلالا لعلاقات وطيدة. في مقابلة صحفية في اليوم الذي تلا إعلان التعيين أكد نواف مصالحة, منافس مجادلة داخل حزب العمل, ان مجادلة لا يمثل جميع أعضاء العرب في حزب العمل, حيث هناك من يؤيد عمير بيرتس, وهناك من يؤيد براك, وهناك من يؤيد عامي ايلون.
6. مهاجمة التعيين من قبل الجبهة والتجمع أمر متوقع ويمكن تفهمه لأنه يسير وفق حسابات انتخابية, حيث يحاول بيرتس من هذا التعيين اقتناص الأصوات العربية في الانتخابات الداخلية لحزب العمل وفي الانتخابات العامة. ولأنه من منطلق الجبهة والتجمع يعبر عن مكافئة أناس لا يمثلون مصالح المواطنين العرب. يقول محمد بركة إن القرار كان لاحتياجات داخلية في حزب العمل, وشمل بيان التجمع على ان التعيين هو خطوة تهدف الى تأييد عرب حزب العمل لعمير بيرتس الذي يخدم في حكومة المجازر والقوانين العنصرية وهدم البيوت العربية.
نوافق مع العديد من الانتقادات, ونختلف مع بعضها, إلا ان البوصلة يجب ان تكون, ما دام نشاطنا جماعيا, وضمن إطار مؤسساتنا الممثلة وبشفافية عالية, نحو سؤال واحد: هل سيخدم تعيين وزير عربي, إذا كان صادقا, مصلحة المواطنين العرب في إسرائيل؟ للوزير صلاحيات كثيرة في وزارته, ومجتمعنا العربي بحاجة لكل دعم للتقدم.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة

توقعات الطقس للمدن
آخر تعديل: الخميس 18 / ديسمبر 21:03
جاري التحميل...
المدينة البلد درجة °c الوصف الشعور كأنه (°C) الأدنى / الأقصى الرطوبة (%) الرياح (كم/س) الشروق الغروب