تظاهر العشرات من سكان القرية العربية مسلوبة الاعتراف، رحمة، مع سكان بلدة يروحام اليهودية المشتركة بينهم رئيسة المجلس المحلي طال أوحانا، مطالبين بأن يتم إقامة مدرسة لنحو 400 طالب من القرية، لتوفر عليهم عناء السفر لمسافات تصل إلى 80 كلم في الاتجاهين. 

السكان العرب واليهود أكدوا خلال الوقفة الاحتجاجية، التي تخللها أيضا فعاليات لأطفال عرب ويهود، بأن العمل المشترك – باختلاف التوجه السياسي – من أجل بناء مدرسة، سيؤدي إلى وقف ظاهرة التسرب العالية جدا في القرية، خاصة في صفوف البنات.

وقد شارك رئيس اللجنة المحلية الشيخ عودة زنون، ورئيسة مجلس طال أوحانا، في إزاحة الستار عن موقع بناء المدرسة، حيث أكدت أوحانا في حديثها لمراسل "كل العرب" أن "سلطة تطوير البدو أفشلت الاعتراف ببناء قرية لعرب رحمه، والآن تؤخر السلطات العسكرية بناء المدرسة كون المنطقة منطقة إطلاق نار – وذلك بالرغم من رصد وزارة التربية والتعليم الميزانية اللازمة لإقامة المدرسة وتحضير خرائط البناء اللازمة، وكل ذلك بالرغم من أن سكان رحمة يعيشون هنا منذ عشرات السنوات".

أما الشيخ زنون فقال لمراسلنا: "أطالب التربية والتعليم ببذل كافة جهودها لبناء المدرسة. سلطة أراضي إسرائيل تقول إنّنا نعيش في منطقة عسكرية. هذا غير معقول ولا مقبول، فهل الجيش يطلق الرصاص على المواطنين الذين يعيشون هنا منذ عشرات السنوات؟ هناك اكتظاظ في مدارس وادي النعم التي يدرس فيها أولادنا، وعليه يجب إقامة مدرسة هنا".

منطقة إطلاق نار

رئيس سلطة تطوير البدو، يئير معيان، عقب على توجه "كل العرب" بالقول: "السلطة ووزارة التربية والتعليم تعملان على إقامة مدارس من خلال مركز الخدمات في الشتات البدوي الذي لا توجد نيه للاعتراف به. في العام الأخير تم عقد لقاءات بالتعاون مع مجلس إقليمي واحة الصحراء والمسؤول في وزارة التربية والتعليم وتم التوصية ببناء مدرسة في رحمة، حيث يقوم المجلس الإقليمي بالتخطيط للمدرسة".

وتابع قائلا: "تأخير بناء المدرسة يأتي بسبب تواجدها في منطقة إطلاق نار عسكرية، وعملية إخلاء المنطقة ستستمر سنوات وستؤخر إقامة المدرسة لسنوات، وبالتالي قدمنا اقتراح على المجلس بأن يتم إقامة المؤسسة التعليمية خارج منطقة اطلاق النار من خلال تخطيط سريع".

وختم معيان رافضا تصريحات السكان أن تأخير بناء المدرسة ناتج عن سياسة مقصودة حيث قال: "لا أساس من الصحة لادعاءات السكان بأن تأخير إقامة المدرسة مقصود. علينا أن نؤكد أن لا نية لإقامة قرية في رحمة، وقد تمّ إعلام السكان بالأمر قبل ثلاث سنوات"