من رحم المأساة في بلدي عكا أهديكم قصيدة " الحبُّ سيبقى يا عكتي بين الجدران!"

قتلني الصوتُ يا أمي
ذبحني أنينُ الجدران.
"عفوا بنيتي!
عفوا صغيرتي!
تهاديت رغما عني،
نزفت ألمًا بفعل الغربان"
أختنق خوفًا يا أبتي
أين أنت لتنقذني
من زفير الطوفان؟!
بين الحطام تأوّهت وصرخت
لكنّ حلقي تجمّد واحترق
وعلى فراقك يا أمي
دموعي شهقت من الغرق.
آهٍ يا أخي!
لا تفلت يدي وتتركني وحيدةً
خلف القضبان!
فإني تهتُ في الطريق
والحزن يعصرني...
من بعدك ضاع الحبُ،
من بعدك ضاع الحنان!
الرحمةُ يا ربّي!
فأنا قلبٌ صغيرٌ، لا يحتمل الفقدان!
الرحمة ُيا ربي!
فأنا ملاكٌ أسيرٌ، ودّع أهله قبل الأوان!
سكن َالليل غربتي
بعيدا عن أحبّتي...
كالشبح الأسود
اختطف أمي، أبي، أخي
وأعزّ الجيران...
لا النومُ زائري ولا الفرح
يدقُّ البيبان!
ومن غبار المكانِ،
انتشلني شباب بلدتي الشجعان!
وأتى الحبُّ يعانقُ وحدتي
أطفالٌ، نساءٌ، شبابٌ وشيوخ
تجمعهم نفس الأحزان...
أجراسُ الكنائسِ تعزف ألحان مأساتي
والرجفةُ تعتري صوتَ الأذان.
حتى السورُ والبحرُ لدمعي يبكيان!
ولكن....
بواسلُكِ يا عكا عواصفٌ
دماؤهم لن تكفَّ أبدا عن الغليان.
حتى يُعاقَب الظالمُ ويُسحَق الطغيان!
فالكلُّ جسدٌ وروحٌ يتنفسان
والحبُّ سيبقى يا عكتي بين الجدران!
الحبُّ سيبقى يا عكتي بين الجدران!

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net