الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 14 / أكتوبر 16:02

هوامش حول اغلاق مقري اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين/شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 29/04/13 14:02,  حُتلن: 09:15

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

شكلت الثقافة الوطنية والثورية الفلسطينية على طول وامتداد تاريخ ومسيرة شعبنا الفلسطيني، سلاحاً حاداً وبتاراً في عمليات المواجهة والمقاومة والمعارك الكفاحية والنضالية الوطنية في سبيل الاستقلال والتحرر الوطني والاجتماعي ، ومجابهة مؤامرات ومشاريع التصفية للقضية الفلسطينية . وقد ادى المبدعون والمثقفون الفلسطينيون دوراً تعبوياً وتحريضياً هاماً وفاعلاً في الحراك الثقافي والنهضة الادبية الفلسطينية ، واستنهاض الهمم والعزائم وبث الأمل والتفاؤل الثوري والروح المناضلة المقاتلة في صدور ونفوس شعبنا الجريح المقهور الصابر والصامد في وجه المحتلين ، والارتقاء بخطابنا السياسي والثقافي الحضاري ، وحماية هويتنا الوطنية ، واثراء المشهد الثقافي الفلسطيني وخدمة القضايا المفصلية والمصيرية الفلسطينية .

اغلاق المقرين
واليوم للاسف يقذف بكتاب وادباء ومبدعي فلسطين الى الارصفة والشوارع والمقاهي ، بعد اغلاق مقري اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بسبب الديون المتراكة والمستحقة على الاتحاد ، التي لم تسددها وزارة الثقافة التابعة للسلطة الفلسطينية . فكيف نفسر هذه الخطوة ، ومن هو المستفيد من وراء اغلاق المقرين ..؟!

جريمة جديدة
انها جريمة جديدة بحق ثقافتنا الوطنية ، وقتل للكلمة والابداع الفلسطيني، وذبح لوريد القصيدة الملتزمة المنغمسة بالهم والالم والجرح الفلسطيني، واخراس للصوت الأدبي والثقافي الأمين والصادق المعبر عن الطموحات والأحلام الوطنية . وايضاً جريمة ضد مبدعينا وادبائنا وشعرائنا ، ابناء الحكمة والعقل وضمير الشعب ومشاعل الأمل المتجدد ، الذي لم يقتل فينا رغم القهر والعذاب والجراح وقساوة الواقع المعاش . ولعل المستفيد الوحيد من هذا الاغلاق هي سلطات الاحتلال والاوساط السياسية الاسرائيلية ، التي تعي وتدرك جيداً ان الفكر منارة طريق للثائر ، وان القلم أخطر من الرصاصة والقذيفة ، ولذلك عمدت الى قمع وحجب وتغييب الكلمة الفلسطينية الحرة الواعية واسكات صوت المبدع بالملاحقة والاعتقال ، واستهداف الكتاب والمثقفين الفلسطينيين واغتيالهم كغسان كنفاني وكمال ناصر وماجد ابو شرار .

تراجع الثقافة والعملية الابداعية
ومما لا شك فيه ان حالة الانقسام في الصف الوطني الفلسطيني لها الأثرالسلبي الكبير والواسع على تراجع الثقافة والعملية الابداعية والانتاجية واغلاق مقري الاتحاد، فهذا الانقسام هو نقطة سوداء في سياق الثقافة الفلسطينية والوعي الثقافي الفلسطيني . ويبدو ان هنالك بعض السياسيين يريد لهذه الثقافة ان تبقى مسلوبة ومستلبة ، ولذلك يعملون على ترويض الحالة الثقافية ومحاصرة اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين ، فضلاً عن إرساء ثقافة الهزيمة والانكسار والتطبيع السلطوية ، واستقطاب العديد من الكتاب والمتشاعرين وأدعياء الفكر والثقافة وتسخيرهم في خدمة سياساتهم، الذين تحولوا الى شعراء وكتاب بلاط ومأجورين مدجنين وممولين مالياً من قبل السياسيين ورجالات السلطة . ولكن في المقابل هناك من يتمسك بالموقف المبدئي والبوصلة الثورية ، ويقبض على جمرة الثقافة والابداع الحقيقي غير المزيف .

وقف مذبحة الثقافة
ولكي يتواصل الفعل الابداعي الثقافي الفلسطيني والعطاء الشعري والزخم الثوري المقاتل ، يجب أن تتوقف مذبحة الثقافة ومجزرة الشعر والادب وعمليات وأد الكلمة المضيئة واغتيال القصيدة والاهزوجة الشعبية . فشعبنا يحتاج في هذه المرحلة الحالكة والعاصفة الصعبة ، التي تتعمق فيها المؤامرات التصفوية ومشاريع التجزئة ومحاولات الاحتواء ، الى ثقافة الالتزام والمقاومة ، ثقافة الجماهير ، الثقافة المنغمسة بالهم الوطني والطبقي وقضايا الناس ، والثقافة المتفائلة ، التي تحمل في طياتها مشاعر الأمل والتفاؤل بالمستقبل المشرق والغد الباسم . أن القلم والكلمة هما سلاح قوي نشحذه في معارك الصمود والكفاح البطولي والنضال الدؤوب ، ودعم المشروع الوطني الاستقلالي ، وتحقيق الانتصار والخلاص من الظلم والقهر وبطش الاحتلال . ولذلك يجب توفير الميزانيات لتسديد الديون المستحقة على الاتحاد العام لكتاب وادباء فلسطين واعادة فتح مقريهما في الضفة وقطاع غزة ، وذلك دعماً وتعزيزاً للوعي السياسي والفكري وتنشيط الحركة الثقافية الفلسطينية تحت حراب المحتلين ، وترسيخ هويتنا الوطنية ، والارتقاء بشخصيتنا الفلسطينية القومية والوطنية .

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة