إلين وينر أستاذة علم النفس في جامعة بوسطن:
الهوس هو أحد مميزات الأطفال الموهوبين يكون لدى الأطفال الموهوبين اندفاعاً كبيراً لإتقان ما هم موهوبين به، ويكون صعباً أن تسحبهم بعيداً عن المجال الذي يتميزون فيه

يعتقد البعض أنه إذا توفر لأي طفل النقود والتعليم بشكل كاف يمكنه أن يكتسب موهبة وخبرة في مجال معين، ويصر البعض الآخرعلى أن الأطفال الموهوبين يولدون ولا يصنعون. الإطلاع على مجموعة من الأشخاص الأميركيين الذين تميزا في مواهبهم قد يجيب على هذا السؤال.

صورة توضيحية

يبلغ عمر كيفن 13 عام وهو يعزف الموسيقا منذ خمس سنوات. يعزف كيفن على آلة البانجو وعلى الغيتار وعلى الماندولين. بدأ بحضور دروس الغيتار عندما كان عمره 8 سنوات ولكن ليس لفترة طويلة فقد توقف عن حضور الدروس. يقول كيفن "لم أكن أتعلم شيئاً في هذه الدروس، كنت أعتبر عزف العلامات الموسيقية المكتوبة على الورق أمر ممل". تقول والدته" "لم يعجب كيفن عزف العلامات الموسيقية المكتوبة في النوطة الموسيقية، كان يريد أكثر من ذلك، كان يريد أن يكتب هذه العلامات". وتضيف والدته: "عندما بلغ كيفن التاسعة أو العاشرة من عمره عرفنا أن الموسيقا سوف تكون مهنته، لقد أصبح مهووساً بالموسيقا وباكتشاف الموسيقا التي يسمعها من الراديو أو من أي جهاز آخر".

هوس الموهبة
تقول إلين وينر أستاذة علم النفس في جامعة بوسطن بأن "هذا الهوس هو أحد مميزات الأطفال الموهوبين. يكون لدى الأطفال الموهوبين اندفاعاً كبيراً لإتقان ما هم موهوبين به، ويكون صعباً أن تسحبهم بعيداً عن المجال الذي يتميزون فيه". يبلغ عمر جوليان ليغ 21 عاماً وهو يعزف على الغيتار لمدة ستة عشر عاماً. لقد أصدر قرصه الأول CD في آذار الماضي بعنوان "Sounding Point". بدأ جوليان بالعزف في سن الخامسة، وبعدها بعدة سنوات كان موضوع فيلم وثاقي "Jules at Eight". ولكنه يعتقد بأنه لا يمت بأي صلة إلى "الطفل الموهوب" لأنه يتذكر كيف كان يعزف على الغيتار لساعات طويلة عندما كان طفلاً ويقول: "كنت أستيقظ وأتناول الطعام وأعزف ثم أنام".

العمل المتواصل
يشعر الموهوبون اليافعون ببعض الغبن عند وصفهم بأنهم موهوبين لأن ذلك يغفل عن آلاف الساعات من العمل المتواصل لإصدار مقطوعة موسيقية. على سبيل المثال، يشعر بهذا الشيء راستا توماس 27 عام. كان طفلاً موهوبا وحقق سجلاً حافلاً بالرقص خلال مراهقته، فحصل على الميدالية الذهبية في MS USA-IBC عندما كان عمره 14 عاماً ويرأس الآن شركة رقص له. يقول راستاتوماس بأنه لو تلقى أي طفل عمره سبع سنوات التدريب الذي تلقيته قإنه سيصبح شخصاً مبدعاً. لقد حصلت على آلاف الساعات وتم استثمار ملايين الدولارات في التدريب الذي تلقيته.

الموهبة تولد مع الطفل
تختلف أستاذة على النفس وينر مع هذا الرأي وتقول بأنه لا يمكن أن تصنع طفلاً موهوباً من أي طفل، وتقول بأن الموهبة تولد مع الطفل، ولكنها تعتقد بأن الموهبة تحتاج إلى تأهيل لكي تتفتح وتثمر. وتؤكد وينر أيضاً بأنه تبين الدراسات بأن معظم المواهب الموسيقية تختفي عندما يصبح أصحابها بالغين، فموهبة الطفل تختلف كثيراً عن موهبة البالغ. لكي تكون بالغاً موهوباً يجب أن يكون لديك شيء جديد وذلك يعني أن تتحمل المجازفة.
يبقى السؤال: "هل يولد الطفل موهوباً أم يكتسب الموهبة بعد ولادته" مطروحاً. وعلى ما يبدو أن رأي أستاذة علم النفس وينر الأكثر واقعية فالموهبة هي الأساس وعندما يتوفر لها المناخ الداعم فلا بد لها أن تثمر عن شخصاً مميزاً ومبدعاً في موهبته.
 

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.co.il