أماني مصالحة.. هواية واحتراف
تتجلى عظمة الانسان في تقدير الآخرين له وليس في مدحه لنفسه، لكن القليل منا يتبع هذه المقولة ليصبح قلة بين كثيرين يتنافسون على خطف اضواء الشهرة والاعلام ليل نهار مروجين لانفسهم كثيرا من الاحيان دون مصداقية.
التقيتها صدفة عبر محادثة الكترونية في احد مواقع المكاتبة "تشات" لتفتح امامي عالما من الابداع بواسطة الرسم. ظننت للوهلة الاولى انها محترفة، لكنها سرعان ما اخبرتني انها هاوية للرسم منذ عدة سنوات، بل ان احدا لم يعلمها كيف تمسك بالريشة التي غطت رسوماتها معظم غرف البيت لتدخل عليه رونقا خاصا.
بعيدا عن الاضواء عملت الرسامة الشابة اماني مصالحة (22 عاما) من قرية دبورية منذ سنوات على تطوير هوايتها في الرسم شيئا فشيئا حتى وصلت الى درجة الابداع، لكنها - مع الاسف - بقيت هوايتها تتطور بعيدا عن الاضواء. تشرح الفنانة الشابة اماني مصالحة في حديثها لموقع "العرب" مصدر الايحاء الذي تجلى برسوماتها التي تجذب الانظار.
"الحزن، الوحدة، الواقع والاشتياق لمستقبل افضل، هي الايحاءات التي دفعتني للتعبير عن مشاعري في الرسم"، بهذه الكلمات افتتحت اماني حديثها عن هوايتها في الرسم التي ابتدأت مع بداية المرحلة الثانوية في المدرسة، حيث تشبعت طيلة فترة صغرها بالفن والرسومات التي انتجها عدد من اعمامها من هواة الرسم. وكانت اماني تطلع دائما على هذه الرسومات لتكتسب منها خبرة واعجابا حتى بدأت تتعلم لوحدها كيفية الرسم بالزيت، الفحم، والحبر والرصاص والالوان.
وكونها معلمة في موضوع التربية الخاصة من الكلية العربية للتربية، فانها تكرس هوايتها في الرسم من اجل مصلحة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، فالرسم جزء لا يتجزأ في عملية اعادة تأهيلهم من جديد. عند بداية مسيرتها في الرسم، اعجب العديد من اصدقائها وصديقاتها برسوماتها حتى ان العديد منهم شجعها للاستمرار بهذا المجال وعلى رأسهم الاستاذ عبد عابدي من الكلية العربية للتربية، ومن جهة ثانية لاقت اماني تشجيعا كبيرا من افراد عائلتها الذين طالبوها دائما بالرسم لهم حتى على جدران غرفهم، الى ان اصبحت هذه الغرف مزارا لضيوف العائلة.وكانت اماني قد عملت طيلة فترة طويلة على تدريب نفسها على كيفية استعمال المواد المختلفة في الرسم كالزيت، والفحم والالوان المتعددة حتى وصلت الى النتيجة المرادة، الا ان هذا كله كان يتطلب منها الكثير من الوقت، المجهود والمال، خاصة وان عددا من هذه المواد تعتبر باهظة الثمن.
معظم الرسومات التي رسمتها طبيعية تعكس مناظر طبيعية كون الطبيعة مفضلة على قلب الفنانة الشابة وخاصة الورود. اما بالنسبة للرسومات المرسومة على جدران غرفتها فتتميز بنوع من الطفولية كالرسوم المتحركة وشخصيات مأخوذة من عالم الاطفال والتي تعبر عن رغبة الفنانة الشابة في ان تعود الى طفولتها لتعيشها مرة اخرى. اضافة الى ذلك، اشارت اماني الى تجلي المراة في رسوماتها كونها تعتبر المراة "الطف" و"ارق" من اي كائن آخر في هذا الوجود. الدافع الاهم الذي دفعها للرسم والتعبير كان ولا يزال الحزن والوحدة اللتان ترتبطان ببعضهما البعض لتعبرا في نفسها على وحدتها التي تتجلى في كونها بنتا وحيدة بين اربعة اشقاء والرغبة في وجود شقيقة الى جانبها لتقاسمها غرفتها، ملابسها وحياتها اليومية. رسمت مؤخرا "الاقصى" تعبيرا عن قدسية هذا المكان في نفوس المؤمنين. ورسمت وجها صامتا لامراة بالابيض والاسود مقسوما لنصفين ينظر مباشرة الى وجه المشاهد ليذكره بان لكل انسان حسناته وسيئاته التي يجمعها في نفس واحدة وجسد واحد. اللون الرصاصي بالنسبة لها يعبر عن الحزن، الحبر يعبر عن العصبية والالوان الزاهرة عن الفرح والنضارة. في نهاية حديثها نوهت ان الرسم والفن الابداعي كان ولا يزال بالنسبة لها هواية مع ذلك تبقى رسومات الاطفال التعبيرية المحبذة على قلبها اذ انها تبحث عن فرصة للعمل بهذا المجال في الرسم ضمن قصص الاطفال.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency
مقالات متعلقة
| المدينة | البلد | درجة °c | الوصف | الشعور كأنه (°C) | الأدنى / الأقصى | الرطوبة (%) | الرياح (كم/س) | الشروق | الغروب |
|---|