وان غيبك الموت فانت باقٍ فينا -كتبتها أنامل ايناس ابراهيم نصار من عرابة

كل العرب
نُشر: 18/12/09 11:54,  حُتلن: 08:39

حرت مطولاً قبل ان أخط حرفاً على وجه ورقتي هذه,ولا غرابة بأن تطول حيرتي , فمن أين آتي بالكلمات؟ وما هو ذاك الشيء الذي لم يقل او لم يكتب بعد بحقه ؟ ذلك الواصل الينا من زمن الرجال الرجال , الراحل عنا الى الخلد والجلال.
لا أعرف ماذا يقولون في مواجهة هذا المسمى "موت"، ولا أدري إن كانت هناك لغة تستطيع مفرداتها الصغيرة وحروفها العادية التعبير عن رحيلك, لم أحمل قلمي كاتبةً لشعوري بالواجب اتجاهك, وان كان لك عندنا واجب كبير, بل هو الشعور بالحاجة لقول ما لم يكن له من الوقت متسع ليقال. ولكن , من جديد يعود السؤال عينه ليراودني: ما الذي أود قوله ولم يقل بعد بأبي علي ؟ من أين أبدأ ؟ أبكلمة "كنت" , وما زلت فينا كائناً , كيف لي أن أخاطبك ماضياً وفي الامس فقط وقفت بيننا شامخاً شموخ جبال الجليل , صامداً صمود زيتون بلادي . واليوم تمضي رافع الرأس عزيز النفس حراً أبياً كريماً وفياً تماماً كما عهدناك دوماً وانت الذي لم تنم على الظلم أبداً ولم تداهن في الحق أحداً.
من منا لا يعرفه فهو الرجل الذي عاركته تجارب الحياة، وصاغته صياغة مميزة، وصقلته محن الايام حتى انكسرت امامه وما انكسر، رفعه حبُّه للخير، وسعيُه الدؤوب في سبيل المصالحة بين الناس. وكم تربصوا على أعتابه فخروا وانهزموا ولم يهتز له طرف. الحق أقول, أن الرجال أمثال "خالي حسين" باتوا عملة نادرة اليوم, وهم للأسف ألى نقصان يوماً بعد يوم.
أختار البعض أن يصف " خالي حسين" بابن البلد, واخترت أن أسميه أبن الأرض, هو (ولن أقول كان) طيب كطيبة أرضنا, أصيل أصالة الكوفية والعقال اللذين وضعهما على رأسه معلناً: "أنا أبن هذه الأرض, أحيا عليها كما أبائي وأجدادي , فأنا لا أملك سوى حب الارض وحب الناس بكل الألوان".
وان كان المثل صادقاً يوم قال : "ليس بالخبز وحده يحيى الأنسان". فان الحق أن بالحب وحده يحيى الأنسان , ولو بعد الرحيل. نعم بحب الناس ما يزال ابو علي يحيى بذكره الطيب... بالحب وحده يحيى الأنسان, وبأمثال أبو علي تحيا الأوطان.

ابا علي:
نم يا سيدي قرير العين.
عزاؤنا أنك باق فينا وممتد في أبنائك وأحفادك البررة ,اللذين كما أردتهم دوماً أسرة متماسكة متحابة، تعطي من دون حدود وتنحاز إلى الحق وترفض الظلم، وتسعى في هذه الأرض لما فيه خير للناس وتقدم البلدة ورفعتها.
للّه ما أعطى، وللّه ما أخذ، وكل شيء عنده بأجل مسمى، وإننا بقضاء اللّه راضون ولما أصابنا محتسبون ولا نقول إلا ما يرضي الله عزّ وجل "وبشِّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا للّه وإنا إليه راجعون". صدق الله العظيم.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة