عوز: انا مع العدوان الاسرائيلي

أماني حصادية مراسلة
نُشر: 19/03/09 23:23

* عاموس عوز:

" مررت خلال طفولتي بمثل هذا المرار الذي يمر به أطفال غزة"

"يصعب على كثير من الناس إحتذاء أحذية الاخرين ووضع أنفسهم مكانهم خصوصًا في غضون شدة الحرب.. التي تخلف وتولد الغضب الكراهية"


إستوقفني تقرير صدر في صحيفة "الاندبندنت" صباح اليوم عرض تفاصيل مقابلة أجرتها الكاتبة جوان هاري مع الروائي الاسرائيلي، عاموس عوز، منشئ حركة سلام الان. تحدث من خلاله عن العدوان الاخير للقوات الاسرائيلية على قطاع غزة، وعن عدم شعوره بالانتماء للدولة العبرية.
أجريت المقابلة في العاصمة لندن التي لطالما حلم عوز في طفولته أثناء الانتداب البريطاني للبلاد بتفجيرها.
سألته الكاتبة لو كنت طفلا غزياً هل كان سينتابك شعور مماثلا إتجاه إسرائيل؟ فأجاب عوز بالايجاب، وقال: "انا على قدر من الثقة لانني مررت خلال طفولتي بمثل هذا المرار الذي يمر به أطفال غزة، حيث كانت في وقتها القدس محاصرة ومعزولة ولا طعام ولا شراب، واضاف انا أعرف الهلع وأعلم اليأس، واعلم حجم الغضب الذي يعيشه الاطفال".



وتابع: "كنت مشحوناً بالغضب العارم والكراهية العمياء للبريطانيين حتى ان أول الكلمات الانجليزية التي تعلمتها كانت: “british, go home”
وحتى اني قمت بصنع صاروخ من الالعاب لاطلاقه على قصر الباكينغهام بالاس.
وتابعت الكاتبة في مقالها: "إلا أن هذا الطفل غدا ليصير مؤسس حركة سلام الان ويناشد بإقامة دولة فلسطينية تتعايش جنبًا إلى حنب مع الدولة العبرية، ويعي تمامًا مفهوم التنازل والحل الوسط.ً
عجبت الكاتبة من إدراك عوز لهذه المفاهيم بينما كثير من أنصار الائتلاف اليميني بزعامة نتانياهو وحليفه صانع الملوك لبيرمان لا يعون شيئا من ذلك. فاجاب عوز ذلك لكونه كاتبًا.. وظيفته التخيل ووضع نفسه مكان الاخرين. فهو يرى الاشياء من منظار الفلسطينيين على حد سواء مع نظرائهم الاسرائيلين.
وتابع عوز: "يصعب على كثير من الناس إحتذاء أحذية الاخرين ووضع أنفسهم مكانهم خصوصًا في غضون شدة الحرب.. التي تخلف وتولد الغضب الكراهية".
على الرغم من هذا التعاطف مع الفلسطينيين ما برح حتى تضارب مع موقف عوز المؤيد للحرب على غزة، التي راح ضحيتها 1400 شخص 40 بالمائة منهم أطفالا. وحسب رأيه دولة تستطيع إحتمال تصاعد إطلاق صواريخ تنتهك حرمة بلادها وترغم مواطنيها بالعيش في رعب وخوف وهلع، وهو يدرك الموقف الاسرائيلي يتفهمه ويدعمه، إلا انه إستطرد منتقداً أبعاد الحرب وأساليبها المبالغة فيها.
غير أن الكاتبة تقول بتهكم لما لا نستعمل نفس المنطق الذي تحدثت عنه بوضع نفسك مكان الفلسطينيين للغزيين، فمن يطيق ما يطيقه أهالي غزة من إحتلال طوال 40 عامًا، جوع وحصار لمجرد إنتخابهم لحماس في إنتخابات ديموقراطية محلية لا دخل لاسرائيل ولا سيادة لها فيها!.
تتساءل الكاتبة ألم يكن أبدى فك الحصار ورفع الحواجز وتحسين مستوى معيشة الغزيين. أما كان هذا سيخفض من غضب الاطفال الناقمين على إسرائيل والذين يتمنون الانتقام مع مرور كل يوم وليلة.
أما كان هذا اسلم وأصوب من حرب تترك اثارًا عميقة في نفس اطفال ثكلوا ابائهم وامهاتهم كافية أن تجندهم لاطلاق صواريخ بأعداد أكبر وتصويبها نحو إسرائيل؟!
فتلعثم الكاتب الروائي عوز فقال: "لا ادري".
وتابعت الكاتبة أليس للفلسطينيين الحق كذلك بالدفاع عن أنفسهم والمقاومة وهو الذين عانوا الامرين.
ورد عوز انا افهم ووجهة نظر الجانب الاسرائيلي الذي أراد وضع حد للصواريخ فلا وجود لدولة تتعرض لمثل هذه الاعتداءات وتثني خدها الايمن لعدوها، إلا اني أشجب الحجم والاساليب التي كانت في نظري مبالغة وخاطئة.
في ختام المقابلة سألت الكاتبة إذا يتخيل نتانياهو يصافح اسماعيل هنية في البيت الابيض يتوسطهما اوباما بابتسامة عريضة. فاجاب بالايجاب والتأكيد. لان التاريخ برهن انه لا عجب ان ينم تصرف لين غير متوقع من زعماء اليمين. ابتداءً ببيغين وسيناء والسلام مع المصريين، والانسحاب من غزة. لذا لااعجب ان قام نتانياهو بفتح الحوار والمفاوضات مع حماس. وانا شخصياً اؤيد مثل هذه الخطوة وبشدة.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة

توقعات الطقس للمدن
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / ديسمبر 16:03
جاري التحميل...
المدينة البلد درجة °c الوصف الشعور كأنه (°C) الأدنى / الأقصى الرطوبة (%) الرياح (كم/س) الشروق الغروب