...مـــــزيگا!


نُشر: 02/03/07 10:54
في أواخر الأسبوع المنصرم ناقشت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف قضية عنصرية إسرائيل ضد المواطنين العرب في هذه الديار، وكنا على اقتناع تام بان اللجنة ستتخذ قراراً تدين فيه العنصرية المؤسساتية والشعبية التي تمارسها هذه الدولة في جميع مناحي الحياة ضد الفلسطينيين الذين يحملون جوازات السفر الإسرائيلية من منطلق مكرهاً أخاك، لا بطل، ولكن كما يقول مثلنا فان الصديق وقت الضيق. الدول العربية والإسلامية المصنفة أمريكياً وإسرائيلياً بأنها تابعة لمحور الدول المعتدلة، صوتت إلى جانب الموقف الإسرائيلي الوقح والصلف بان هذه الدولة خالية من العنصرية، وانه لا يوجد تمييز عنصري من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بحق أصحاب الأرض الأصلانيين، وهكذا منحت هذه الدول وفي مقدمتها مصر (أم الدنيا) والجزائر (بلد المليون ونصف شهيد) والباكستان (دولة برويز غير المشرف) صك البراءة لإسرائيل المارقة.
في هذا السياق نرى لزاماً على أنفسنا تسجيل بعض الملاحظات:
أولاً: قبل عدة سنوات منعت الجزائر دخول وفد من عرب الـ48 إلى أراضيها زاعمة أنها ترفض التطبيع مع إسرائيل، أي أنّ السلطات الجزائرية حوّلتنا إلى إسرائيليين مائة بالمائة. عندها قلنا، نحن على استعداد لقبول هذا التصرف، لان الهدف منه رفض أي شكل من اشكال التطبيع مع الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط: أي إسرائيل.
ثانياً: بعد عدة أشهر من التصرف الجزائري اللافت، الذي رفض السماح لنا بالتواصل مع أبناء امتنا العربية، شارك رئيس جمهورية بلد المليون ونصف شهيد، عبد العزيز بوتفليقة، في مراسم تشييع جثمان الملك المغربي في الرباط، وخلال المراسم انقض بوتفليقة على رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود باراك، وصافحه وعانقه، ولكنه لم يُقبله، وقال له إنّ بلاده معنية بالسلام مع الدولة العبرية.
ثالثاً: لا يختلف اثنان بان حقوق الإنسان في الدول العربية والإسلامية هي ماركة غير مسجلة، فالأنظمة الحاكمة في الوطن العربي تقمع الحريات الأساسية لمواطنيها، وتُصادر حرية التعبير عن الرأي تحت مسمى الحفاظ على امن الدولة، الأمر الذي افقد الإنسان العربي كرامته واعتزازه وكبرياءه، وبات رهينة بأيدي حكام فاسدين ومستبدين يتعاملون مع المواطن على انه كائن لا يملك أي شيء.
رابعاً: من المسلمات أنّ من لا يعرف العزف ولا يفهم في الموسيقى فانه لا يقترب لا من الكمان ولا من العود، وبالتالي كيف يمكن لدول مثل مصر والجزائر والباكستان أن تُقرر في قضية حقوق الإنسان؟. فهذه الدول التي دعمت إسرائيل ومنحتها شبكة الإنقاذ من ورطة جديدة، لا يحق لها المشاركة في نقاش من هذا القبيل، لأنها قتلت الإنسان العربي مع سبق الإصرار والترصد.
خامساً: في العلاقات الدولية هناك مصطلح المسؤولية المشتركة، والحكومة الإسرائيلية الحالية تضم وزيراً عنصرياً واحداً هو المأفون افيغدور ليبرمان، وعليه فان الحكومة نفسها هي حكومة عنصرية حتى النخاع، وتمارس كافة أشكال الاضطهاد العنصري ضد الفلسطينيين الذين يعيشون فيها.
سادساً: نميل إلى الترجيح بان ممثلي الدول العربية والإسلامية الذين تبنوا الرواية الإسرائيلية الكاذبة، لا يعرفون شيئاً عن حقوق الإنسان، ويكفي أن تقول لهم إسرائيل، على سبيل الذكر لا الحصر، إنها عينّت وزيراً عربياً مسلماً في حكومتها لتُسوق لهم ديمقراطيتها المزيفة.
سابعاً: لا نستبعد البتة أن هذه المحميات الأمريكية تلقت الأوامر من واشنطن للتصويت على أنّ إسرائيل هي دولة خالية من العنصرية، لأنها قررت الدوران في فلك إمبراطورية بوش والرقص على أنغام سياسته المتهورة والمعادية لكل ما هو عربي ومسلم.
ثامناً: مؤسسات حقوق الإنسان العربية في إسرائيل قدّمت للجنة تقريراً شاملاً عن انتهاكات الحكومة لحقوق الإنسان العربي الذي يعيش فيها، ولكن على ما يبدو، لم يكلف مندوبو هذه الدول أنفسهم قراءة هذا التقرير الذي يفضح عنصرية إسرائيل والمدعم بالوثائق الرسمية التي تؤكد ذلك.
تاسعاً: وكلمة حق يجب التطرق إليها: الجزائر والباكستان ومصر انتقدت بشدة ممارسات إسرائيل في المناطق المحتلة، فارتعدت فرائص حكومة اولمرت من هذا التصرف، فأمرت جيش احتلالها بارتكاب مجازر أخرى في جنين ونابلس، لكي تمنح المبررات والمسوغات لهذه الدول لحملة انتقادات جديدة.
عاشراً: بالله عليكم، يا عرب ويا مسلمين، انتم الذين تآمرتم وما زلتم على قضية فلسطين برمتها، اتركونا بحالنا، نحن نعرف كيف نُدافع عن أنفسنا في مواجهة عنصرية إسرائيل المتأججة، وإذا أردتم أن تبقوا عبيداً لإسرائيل، فهذا شأنكم!

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة

توقعات الطقس للمدن
آخر تعديل: الأربعاء 24 / ديسمبر 10:01
جاري التحميل...
المدينة البلد درجة °c الوصف الشعور كأنه (°C) الأدنى / الأقصى الرطوبة (%) الرياح (كم/س) الشروق الغروب