موت تلو موت.. هكذا تغادرنا يا عصام.. قبل أن نلتقط انفاسنا ونسمي الفاجعة باسمها او نمسك الدمع الهارب من عيوننا..
موت تلو موت والوقت لا يمنحنا هدنة كأن الحزن صار مهنة..
غادرنا بالأمس الفنان الكبير محمد بكري وأنت تغادرنا اليوم بدون شفقة..
لم تمهل قلوبنا تركت الكرسي باردًا والاسم ينقصه الصوت..
اخترت الرحيل خفيفًا وقاسيًا في آن..
تركتنا لنكمل الحديث بدونك.. نبحث عنك في التفاصيل.. في ضحكة ناقصة..
غادرتنا بلا شفقة لان الشفقة امتياز الأحياء اما الراحلون فيتركوننا نتعلم وحدنا كيف نعيش بعدهم..
تركت فراغًا أيها الرفيق كنت المفكر الماركسي العلمي الجدلي ليس بكلمات تلقى ولا شعارات تتهادى بل برؤية للعالم كما هو متغير..
اعتمدت على العقل لتمسك الفوضى بيد حازمة..
كنت ترى الصراع في قلب التاريخ..
الصراع الذي يحرم المجتمعات ويصنع التحولات..
كنت تفكك الاحداث كما يفكك العالم الجزيئات..
صغت الخطاب الوطني لا حبر على ورق بل وعيًا يمشي بين الناس
أخرجت الوطن من ضيق الشعار ومن صخب الهتاف إلى عمق المعنى
كنت كنز لا يحيا تحت الأرض بل يظهر في الموقف..
كنز لا يقاس بالذهب بل بما تمنحه لمن حولك ثقة ووضوح وأمل..
حملت الهم العام كأنه شأنك الخاص
جعلت المسؤولية عهدًا وان كان بعض القلق في صدورنا كنت تقول " غدًا “فتنهض الكلمة من بين الركام حيه فنرى الحياة أوسع..
نفتش عنك يا عصام في كل ضوء صغير لان من يزرع الأمل لا يرحل..
اخلاقك لم تكن زينة مجلس بل عادة يوم تفعل فعلها..
مواقفك لم تكن صراخًا بل حجر أساس..
كنت تمشي فتتعلم الخطوات كيف تكون مستقيمة
كان حضورك درسًا في السلوك..
كنت تقول إن العثرة ليست قدر انهضوا من جديد
كنت ترفع رأسك لا تحديًا للعاصفة بل إيمانًا إن الجذور أعمق من الريح.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency