بكلِّ فخرٍ وامتنانٍ، وفي أمسيةٍ غمرَتها المشاعرُ الصادقةُ والذكرياتُ الجميلةُ، احتضنَت مدرسةُ الحكمةِ الشاملةُ أمسيةً تكريميّةً وفاءً وعرفانًا لقممٍ تربويّةٍ أفنَت عمرَها في خدمةِ الأجيالِ. تسعدُ الحكمةُ بل تتشرّفُ بتتويجِ أمسيتِها بهذهِ الأسماءِ: المُربّي صالح طه، المُربّي مأمون مرشد، المُربّي أمين حج.

كانَتِ الأمسيةُ وِقفةَ احترامٍ لمسيرةٍ طويلةٍ منَ العطاءِ، ورسالةَ حبٍّ لمن زرعوا العلمَ والقيَمَ في عقولِ وقلوبِ الطلّابِ على مدى السنينِ.
تخلّلَتِ الأمسيةَ كلماتٌ مؤثّرةٌ عكسَت عمقَ التجربةِ وقيمةَ الرسالةِ التربويّةِ، ألقَتها المعلّمةُ شهيرة سرحان باسم لجنةِ المعلّمينَ، والأستاذ سليمان شراري مدير المدرسة الشاملة، والأستاذ كمال ريّان مدير المرحلة الإعداديّة في مدرسة الحكمة الشاملة، والأستاذ ظاهر عكري رئيس لجنة أولياء الأمور، ورئيس المجلس المحلّيّ في كابول السيّد نادر طه، الذي أصرَّ على الحضورِ رغمَ مشاغلِهِ، في موقفٍ إنسانيٍّ وتربويٍّ نبيلٍ يستحقُّ كلَّ الشكرِ والتقديرِ. وفي كلمته، شدّد السيّد نادر طه على مركزيّة الجهاز التدريسيّ، مؤكدًا أنّ المعلّم سيبقى في سلّم أولويّات السلطة المحليّة، لأن بناء الإنسان هو أساس بناء المجتمع.
وقد عبّرَ المتحدّثونَ عنِ المكانةِ الساميةِ التي يحتلُّها المعلّمونَ المتقاعدونَ، وأكّدُوا أنّ ما غرسُوهُ من قيمٍ ورسالةٍ حيّةٍ سيبقى نهجًا يُحتذى بهِ، ومسيرةً مستمرّةً لا تنقطعُ.
حملَتِ الكلماتُ بيْنَ طيّاتِها نوستالجيا دافئةً أعادَتِ الحضورَ إلى محطّاتٍ مضيئةٍ في الذاكرةِ التربويّةِ، حيثُ كانَ المعلّمُ قدوةً، ورسولًا وبوصلةَ طريقٍ، ومَنارةً تخترقُ الظلُماتٍ ما حَلُكَتْ.
كما ألقى المعلّمونَ المتقاعدونَ كلماتٍ نابضةً بالقيمِ، أكّدُوا فيها أنّ العطاءَ لا يتقاعدُ، وأنّ رايةَ العلمِ والعملِ الصالحِ تبقى مرفوعةً ما دام في القلبِ نبضٌ، وفي الروحِ رسالةٌ.
اختُتمَتِ الأمسيةُ بوجبةِ عشاءٍ فاخرةٍ جمعَتِ الطاقمَ التدريسيَّ والإداريَّ والعاملينَ رِفقةَ زُملائنا منَ المعلّمين المُتقاعدين جسدًا الذين سنشتاقُ إلى وجودِهم العابِقِ فينا روحًا وهُدًى في مطعمِ الديوانِ، الذي نتوجّهُ إليهِ بجزيلِ الشكرِ والتقديرِ، إدارةً وعمّالًا، على كرمِ الاستقبالِ والضيافةِ وحُسنِ التنظيمِ.
في لفتةِ وفاءٍ إضافيّةٍ، كرّمَتِ الحكمةُ المعلّماتِ إيمان مصري وتسنيم صالح وفاتن قادري تقديرًا لجهودِهنّ في تقديمِ ورشات تربويّة وإبداعيّة في الأمسياتِ الوالديّةِ خلالَ هذا الفصلِ.