أيها الوقت
مصطفى معروفي
ـــ
إنه ساحر الأرض يأتي على موجة
ليعلمنا سيرة النار
فوق سحابته مرّ
مثل الغبار الذي ثار من تحت أهدابه
وانتهى وافدا في السهولْ
أمد يدي كالغمامة
ترعى الأيائل في فرحٍ
أتوخى الصواب ولكنني
سآخذ حذري وأنا أصطفي
لؤلؤأ جاثيا في ثنايا البحيرة
يحسو نبيذ النهار
ويزجي على راحتيه الرياح
إلى بلد بشوارع خرس
ورائحة سقطت من
مدار سميك...
لتبحرْ بنا يا رحيب الديار
إلى جزر الضوء
حيث تكون الفصولْ
وحيث يسير المدى
حاملا في يديه قوارير
من صخَبٍ
وجوانبها بالحجيج تعج
أقاليمها تشرب الصمت
عن كثَبٍ
تتلفع بالأمسيات سدى والذهولْ...
أيها الوقت قل:
كيف تعطي الفراشات متسعا
من غيوم
وتعطي الجميل من الشعراء براحا
تفيض مناكبه بالحجرْ.