قلت أكثر من مرة في مقالات لي وأقولها مجدداً اني لست من مؤيدي المشاركة في انتخابات الكنيست، وكتابتي عن هذه الانتخابات تأتي بسبب الواجب الصحفي والالتزام بإطلاع القارئ على المستجدات في المجتمع العربي
بالرغم من نشر الغسيل الوسخ بين منصور عباس وأيمن عودة، وبالرغم من تبادل الاتهامات بينهما بشكل عنيف، إلا أن الإثنين متفقان على رفض قالمة ثالثة من أجل احتكار أصولت الناخبين لهما أي "للمشتركة" و "للموحدة". وفي تصريحات له لتلفزيون العرب قال منصور عباس "أن خيار ثلاث قوائم منفصلة غير مقبول إطلاقاً، لأنه يؤدي إلى تبديد أصوات كما حدث في تجارب سابقة، ويضعف التمثيل العربي ويقوض القدرة على التأثير السياسي." أما أيمن عودة فقد قال في مواجهة مع نفس التلفزيون " ممنوع ان نذهب بثلاث قوائم ولا باي شكل من الاشكال واضعف الايمان ان نذهب بقائمتين مرتبطتان بفائض". واحد يتحدث بلغة الرفض المطلق وآخر يتحدث بلغة المنع، وكأهما أصحاب القرار الفصل في المجتمع العربي.
في ظل هذه الأجواء الخلافية والهجومية بين "مشتركة" ترفض قبول الآخر في ناديها (جبهة، تجمع وتغيير) وبين "موحدة" مكتفية بما لديها، تم الإعلان عن قائمة ثالثة بمعنى ان الرياح لم تجر كما اشتهتها سفن "المشتركة" و"الموحدة" لأن قائمة مشتركة ثالثة قد أعلنت عن نفسها لخوض انتخابات الكنيست المقبلة، شاء عباس أم أبى، رضي عودة أم قبل.
حزبان أحدهما عربي اسمه " الحزب القومي العربي" الذي يرأسه النائب السابق محمد حسن كنعان، وحزب عرب يهودي اسمه "كل مواطنيها" الذي يرأسه رئيس الكنيست السابق أفراهام بورغ والدكتورة وردة سعادة، اتفقا على التعاون مع بعض حيث وقعا على "وثيقة تعاون وتوحيد قوى على أمل توسيع هذا التوجّه مستقبلًا ليشمل أحزابًا وهيئات أخرى. " هذان الحزبان أصدرا بياناً باللغتين العربية والعبرية موجهاً للجمهورين العربي واليهودي قالا فيه:" يرى الحزبان في هذا التحالف خطوةً ضرورية لتعزيز الشراكة السياسية اليهودية-العربية، وزيادة التأثير والتمثيل للمجتمع العربي في الكنيست، ودمج المجتمع العربي كشريك كامل ومتساوٍ في الحياة العامة في إسرائيل وسيخوض الانتخابات المقبلة للكنيست وفق مبدأ المساواة الكاملة، سواء بين الممثلين اليهود والعرب أو بين النساء والرجال." الملفت للنظر أن كيفية تشكيل هذه القائمة ستكون الأولى من نوعها في المجتمعين العربي واليهودي كونها ستكون مناصفة بين مرشحين عرب ويهود.
باعتقادي ان محمد كنعان، أراد من وراء هذا التحالف توجيه رسالتين مهمتين: "أولهما، ان "المشتركة" و"الموحدة" ليس من حقهما احتكار أصوات الناخبين، وثانيهما أن هاتين القائمتين ليستا من يقرر في المجتمع العربي. من المؤكد أن كنعان يعرف تماما أن "عش الدبابير" سينفتح عليه بتوجيه التهم ومن بينها تهمة "حرق الأصوات". لكن المشكلة الأساسية ليست في كنعان بل في "المشتركة" و"الموحدة "لأنهما لو قامتا بضم أحزاب وشخصيات أخرى في قائمتها لما أقدم محمد كنعان على هذه الخطوة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency