بدأت مشواري التواصليّ مع أسرانا الأحرار رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/أو مؤسسّة)؛ ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛تمّ منعي من الزيارات، وتم لاحقاً إبطال المنع بعد اللجوء إلى القضاء.
أواكب حرائر الدامون وأصغي لآلامهن وآمالهن وأحلامهن بالحريّة، وأدوّن بعضاً من معاناتهن. أتصل من بوابة الدامون مباشرة بأهالي من تم قمعهن والاعتداء عليهن، وبعدها بأهالي من التقيتهنّ، وأوصل بعدها رسائل باقي الأسيرات؛ حاولت إيصال أوجاعهن وآلامهن وآمالهن لكلّ حدب وصوب عبر "التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين" وناشطين أوروبيين، بعيداً عن الشجب والاستنكار وتحميل المسؤولية المؤسّساتي المقيت؛
وزادت قناعتي أن صمتنا عارُنا. عقّب الأسير المحرّر والكاتب وليد الهودلي: "قالوا أيضا عن أناس يرميهم بعض الناس بالحجر فيرميهم بالثمر واي ثمر عندما تأتي بالخبر وتنعش الأرواح بتواصل انقطع فيه الامل. في زمن غابت شمس التطوع وتكالب الناس على المادة تبزغ شمسك يا حسن ... ولك من اسمك الفعل الحسن".
وعقّبت تسنيم الحلبي (ابنة الأسيرة دلال): "حبيبة روحي يا أمي، الله يجبرك ويعينك ويقويك ويثبتك. طول عمرك جبل المحامل. الله يعطيك الصحة والعافية يا روحي والله اشتقنا لصوتك ولضحكتك ولبوسة إديك. الله يفك أسرك ويجمعنا فيك عخير يا ست الكل. ممتنة لك أستاذي ... ودي الجم لجهودكم المباركة دمت نصيراً للأسرى وصوت البشرى لكل حرائر الدامون".
وعقّبت الأسيرة المحرّرة آلاء شاهين: " الحرية لجميع الأسرى والأسيرات. أستاذ حسن زياراتك الها وقع كبير على الأسيرات في ظل الواقع المظلم الذي يفرضه السجان والانقطاع عن العالم الخارجي. كنا لمن نسمع أصوات زمامير أو بواسطة أو حتى كلاب نربطها بالترويحة أعان الله الأسرى والأسيرات الحرية حتمية وأكيدة. عمر ما باب السجن بسكر على حدا كانوا البنات لمن يحكوا هاي الكلمة احكي قصدكم عمره ما بفتح خلص راح نبقى فيه، والحمد لله هينا روحنا وننتظر الإفراج عن أسرانا بفارغ الصبر ونسأل الله أن يرفع البلاء عن أهلنا في غزة الإباء".
وعقّبت فاطمة جوهر من الشتات: "ألف الحمد لله على سلامة تهاني ومبارك المولود يحيى اسم موفق له دلالة عظيمة ومعاني كبيرة يحيى يعني الحياة الحرة التي قريبا ستتحقق بوعد من الله وما النصر إلا صبر ساعة. أما دلال أدعو الله أن يصبرك وأن يفرج همك أنت وزميلاتك بالقريب العاجل. شكر الله للأستاذ حسن جهوده وعمله الدؤوب لإيصال أخباركن لذويكن ونقل أخبار الأهل والأولاد اليكن ليخفف عنكن وطأة السجن والحرمان ما يقوم به عمل عظيم رغم أنه واجب وطني لكن الله يصطفي لأعمال الخير من يحبهم ولا أزكّي على الله أحدا".
وعقّب الناقد الطليعيّ رائد الحواري: "يعطيك العافية حسن، صدقني ما تكتبه مهم جدا، ليس لأنه يعرفنا على الأسيرات وما يتعرضن له فحسب، بل لأنك تخفف عليهن شيئا مما يتعرضن له."
وعقّب محمد فكري من المنافي والشتات: "تحية للأسيرات البطلات، فك الله أسرهن وتحية لك أستاذ حسن على مجهودك العظيم الذي تقوم به من أجل أسيرات اختطفن غدرا من منازلهن ومن بين عائلتهن. وأبنائهن، مهما طال الليل سيبزغ ضوء الصباح وتشرق شمس الحرية. بلّغ للأسيرات البطلات في سجون الاحتلال تحيات وتضامن أهل المغرب نساء ورجالا".
وعقب عماد عبد الله (والد الأسيرة المحرّرة رماء) من فراش المستشفى: "يا رب ما أصعب حكاياتنا وما أثقل أيامنا. وما أسفل من بني جلدتنا قبل عدونا... يا رب عليك بهم فإنهم لا يعجزوك. أسيراتنا فلذات أكبادنا وحرائر الوطن... لكُنّ التحية، فإن الله على كل شيء قدير. وسلام ألف سلام لابن السلام الأستاذ حسن عبادي نافذه لا تغلق إن شاء الله".
وعقّب الكاتب عبد الرحمن بسيسو من صقيع أوروبا:" الحرية والمجد للفلسطينيات والفلسطينيين ناشدات المجد والحرية وناشديهما، والمناضلين والمناضلات، بدأب ومثابرة، من أجلهما، ليغمرا فلسطين الأسيرة المحررة بأسرها، مع انقلاع الغزاة".
وعقّبت أم رامي السلايمة: "فك الله بالعز أسرهن، كل أسيره لها قصه تكتب بماء العين، ودموع القهر كم أنت حزين يا وطني. سيمحى كل تاريخ البشرية قديما، ويكتب تاريخ فلسطين ويدرس للأجيال القادمة إن بقيت أجيال في ظل هذه الإبادة. بوركت جهودك أستاذنا الفاضل"
وعقّب الشاعر سامي عوض الله من المنافي والشتات: "في السجن يكبر الحب والحلم والحنين. الحرية لأسيراتنا ولو بعد حين. ولك حسن كل التحية والاحتفاء"
"فكرك بتيجي مع يحيى؟"
زرت صباح الاثنين 01.09.2025 سجن الدامون في أعالي الكرمل السليب لألتقي بالأسيرة دلال فواز يوسف حلبي (مواليد 08.03.70)، كانت مدرّبة بالإمارات عشرات السنوات، من قرية روجيب/ نابلس، رهن الاعتقال منذ ليلة 29.01.25.
والله طوّلَت يا أستاذ.
تهاني مبارح نزلت ميّة الراس ع الأربعة الصبح، أخذوها ع المستشفى وخلّفت. رايحين يرجّعوها. فكرك بتيجي مع يحيى؟
حدّثتني عن زميلات الزنزانة رقم 9 (كرم موسى، فاطمة منصور، شيماء خازم، عائشة العبيات، وفاطمة جسراوي) وباقي أسيرات الدامون؛ مسلّطين الكاميرات في الساحة عليّ، ع شان ما أتواصل مع بنتي إسلام. حارمينّي أطلّع بيها. بدّي انجلط من حرماني إسلام. يوم الخميس حقّقوا معي كمان مرّة. نزلت 30 كيلو. أنا قوية والسجن له أثر كبير بجياتي.
طلبت إيصال سلاماتها لزوجها وأولادها؛ "أحنّ إليكم بألف حنين –بكاء ونحيب-وكلّ حنين يهزّ الضلوع". كثير مشتاقة. الشوق قاتل. سجّلوا حور وحمادة بالكشّافة. حلا بأيّة روضة؟ حافظوا ع الأذكار، إدعولنا كثير لأنا بحاجة للدعاء. بتعايد على عمر بعيد ميلاده (يحيى ابن تهاني ولد في الدامون يوم عيد ميلاد عمر. عملت كيكة لإسلام والصبايا وبعثتلها إياها، ضروري تسجّل بالجامعة. دوّر على عروس وبس نطلع بدنا نجوّزك ونفرح). بتسلم على سعد وفواز. وتسنيم (مشتاقة أشوف قدس وصحتها، سلام لإياس والولاد وبوّسيهم كلهم)، وإيمان (روحي، مشتاقة أشوف برهوم، إن شالله بشوف له إخوة، ربنا يتمم على خير. وسلام لأحمد إبراهيم). سلام لحماة إسلام ورنا وسهام وجهاد وخواتي وإخوتي، وخيّات زوجي وإخوته.
طلبت إيصال سلامات زميلات الأسر لأهلهن؛ فاطمة جسراوي، كرم موسى، عائشة عبيات، كرمل، منى عنبتاوي، سالي صدقة، إيمان شوامرة، أسيل حماد، سيرين (راجعة ع الشغل عَ طول)، وهناء حماد.
سلام خاص منها ومن كل الأسيرات لحنين جابر (أول يوم بالدامون فتت غرفتها ونيّمتني بتختها ونامت ع الأرض) وزهراء وريماء.
أكّد على ولادي أنّي بخير.
حين افترقنا قالت:
"لا بد الغائب ما يعود والأرض تزهر نوّار"
"مطعم لمسة حب"
مباشرة بعد لقائي بدلال أطلّت الأسيرة ياسمين تيسير عبد الرحمن شعبان (مواليد 24.01.1983، الجلمة/ جنين)، معتقلة منذ 18.05.2025، هاي السجنة الثالثة؛ الأولى 5 سنوات، الثانية 6 سنوات وتحرّرت بصفقة تبادل الطوفان.
ياسمين بغرفة 2 (برفقة آية عقل/ خطيب، ميرفت سرحان/ غزة وإسلام الحلبي شولي).
ضعفت 20 كيلو (أحسن إنجاز، ع شان لمّا أجوّز ابني أصير أحلى من كنّتي).
تهاني خلّفت، إحنا مستائين. شو وضع البيبي؟ هل سيكون سجين؟ وبهاي الظروف؟
حب على كلّ الجسم، على أعصابنا كل الوقت، خوف من قمعة جاي. القمعات متتالية. إحدى الأسيرات صفرنت من الجوع. فداء/ مريضة سرطان ووضعها صعب جدا وبدون علاج. صاروا يفوتوا على إحدى الغرف ويضربوا بدون سبب، وإحنا بنعيّط من بعيد. الرطوبة قاتلة. حبّ وفطريّات وحرارة على كل الجسم، بدون علاج. بحاجة لغيارات داخليّة. الأواعي تمزّعت من الرطوبة وما قابلين يعطونا بدالها.
انبسطت للفّة شوارما حازم (زوجها)، كثير مشتاقة، وقالت منتحبة "أشتاق إليك ألف حنين وحنين وكل حنين يمزّق أضلعي". هاي السجنة غيّرتها، وقلقة على أولادها الأربعة؛ مصطفى، أحمد، عبد الرحمن وإبراهيم. عيد ميلاد مصطفى يوم 08.09 وإن شالله بكون مروّحة وبنجوّزه وبنفرح فيه.
تُرفع القبّعة لزوجي، عادة المرأة بتستنّى زوجها وهون بالعكس. بدّي أفتح مطعم "لمسة حب" في الجلمة/ جنين. تخفيض 70% لبنات الدامون.
طلبت إيصال سلاماتها للجميع، خاصة لوالدتها، لأولادها وزوجها، لأختها شذى، ونسرين (انبسطت من الأخبار السعيدة، وخاصة الخبر المُفرح بالنسبة لبراء، وعبير، وإخوتها محمد ومصطفى وعبد الرحمن (بحبهم كثير)، وصاحبتها تقى (أم ويليام).
وللمى خاطر (بارك لها بعرس بيسان وان شالله بكون حدّها).
أوصلتني سلامات الصبايا، رسالة شاتيلا لإمها (بتعايد على أمها بعيد ميلادها)، ميرفت/ غزة قلقة على أولادها (هل أخذوا الأغراض من الدار؟)، ولاء طنجي، انتصار، سيرين، وفداء عساف.
لكما عزيزتيَّ دلال وياسمين أحلى التحيّات، والحريّة لجميع أسرى الحريّة.
حيفا آب 2025
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency