التصريحات التي أدلى بها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لقناة"mtv" اللبنانية، والتي قال فيها: "اننا دخلنا في العصر الإسرائيلي وأؤيد إجراء استفتاء شعبي بشأن انضمام لبنان إلى الاتفاقات الإبراهيميّة" هي تصريحات ليست مفاجئة. فالمعروف عن وليد جنبلاط انه متقلب في مواقفه السياسية، فتارة مع وتارة ضد ويتقن فن التقلّب والتبدّل، ومن حليف استراتيجي إلى خصم عنيد. هو وليد جنبلاط بشحمه ولحمه رجل التقلبات.
وليد جنبلاط وعلى ما يبدو، مع انضمام لبنان الى "اتفاقات ابراهام" لكنه لا يريد التصريح بذلك علنا ويختبئ وراء استفتاء شعبي. بمعنى أن الاستفتاء لو أظهر ان الناس مع الانضمام فلا مانع عند وليد جنبلاط من التحاق لبنان بهذه الاتفاقات سيئة الصيت، وهذا يعني التطبيع مع اسرائيل. تصوروا أن ابن القائد الوطني الثوري الراحل كمال جنبلاط يؤيد التطبيع. والله يا وليد لو ينهض والدك من القبر لصفعك بـ "..." على وجهك وعاد الى قبره خجلا من تصريحاتك.
وليد جنبلاط شن على رئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف حملة عنيفة لأنه طالب إسرائيل بحماية دروز السويداء. ففي الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في لبنان في شهر مارس /آذار الماضي لبحث تطورات الأوضاع في لبنان وسوريا، قال جنبلاط في كلمته أمام الهيئة "أن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ موفّق طريف لا يمثّلنا".
وفي مقابلة له مع فضائية "العربية" في شهر تموز الماضي اتهم جنبلاط ابن جلدته حكمت الهجري أحد كبار مشايخ الطائفة الدرزية في السويداء السورية بطلب "تدخل مباشر من إسرائيل، مذكّراً بأن إسرائيل لا تحمي أحداً، بل تستخدم الطوائف والمذاهب لخدمة مصالحها." كيف يمكن لوليد جنبلاط أن يهاجم آخرين بسبب تصريحاتهم وهو يصرح أسوأ بكثير من الغير.
كان وليد جنبلاط يزور برلين بين فترة وأخرى للعلاج، وكان يحل ضيفا على الحزب الاشتراكي الألماني الحاكم وقتها، حيث كانت تجمعه مع قيادة الحزب الألماني المذكور علاقة قوية، خصوصا وأنهما عضوان في الاشتراكية الدولية. لكن الزيارات في غالبيتها، لم يكن يعلن عنها في الاعلام الألماني برغبة من الضيف الزائر.
في منتصف التسعينات، زار وليد جنبلاط برلين، وكان الوقت مناسباً لي لإجراء لقاء معه، وبدأت الحديث مع وليد "بيك" عن والده الراحل كمال جنبلاط، وذكّرته بمكانة الراحل المميزة لدى الفلسطينيين، وأفهمته أن مقابلتي مع المرحوم أعتبرها من اللقاءات التي أعتز بها في حياتي الصحفية.
اعتقدت بادئ الأمر بأن عينيّ وليد ستدمعان عندما يتذكر أباه ويسمع ما يقال عنه، لكني تفاجأت برد فعل لا يصدق، حيث أجابني بكل برودة أعصاب: "يا خيي مات الله يرحمه". هكذا أجابني بدون إحساس، وكأني كنت أتكلم عن شخص غريب. عندها تذكرت المثل الشعبي: "النار بتخلف رماد".
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency