سيمفونيَّةٌ تَنهَضُ مِن عَصبِ العَالَم

خالد عيسى 
نُشر: 12/12/25 23:30

يَرتَجُّ الفضاءُ كأنَّ وترًا خفيًّا
نَقَرَ قلبَ الكَونِ بقبضةٍ مِن نار.
وأسمعُ موسيقى تَصعَدُ،
لا كأغنيةٍ تُطرِبُ العابرين،
بل كَثَورةٍ تَفُكُّ القيودَ عن فكرةٍ كادت تموت.

تَتمدَّدُ النَّغمةُ الأولى،
فتوقِظُ في داخلي كائنًا
كان صامتًا منذ قرون،
وتَسألني بصوتٍ لا يُشبهُ أحدًا:
إلى أيِّ الجهاتِ تنتمي؟
لِلَّذين يُصفِّقون؟
أم لِلوترِ الَّذي يَرفُضُ الانحناء؟

وتَهطِلُ نَغمةٌ ثانية،
كأنَّها قطرةُ وعيٍ تُعيدُ كتابةَ التاريخ.
تُذكِّرني أنَّ الثوراتِ لا تبتدئُ من الشوارع،
بل من تلك اللحظة
التي يَكسِرُ فيها الإنسانُ خُوفَهُ
كما يُكسَرُ قيدٌ صَدِئٌ
على بابٍ نُسِيَ في الظِّلام.

الكَماناتُ تَشهَق،
وتَرتَفِعُ معها مدنٌ كاملة
كانت غافيةً تحت رمادِ الطاعة.
تَجرُّ العقلَ نحو الشَّك،
وتدفعُ الرُّوحَ إلى أن تقفَ في مواجهةِ ذاتها،
وتقُول بصوتٍ يَقينِيٍّ:
لستُ ظلًّا…
أنا مِن صُنعِ النُّورِ الأوَّل.

وتشتعلُ الأوركسترا،
فأشعرُ أنَّ العالمَ يَميلُ قليلًا
ليَسمعَ ما يَحدثُ في دمي.
فلسفةٌ تُحاوِرُ ثورة،
وثورةٌ تَستَدعي معنى جديدًا،
ومعنى
يُحاوِلُ أن يَتخلَّصَ من تاريخٍ
كُتِب بخَوفٍ أكثر ممّا كُتِبَ بحبر.

وتأتي النَّغمةُ الأخيرة…
صافية، وحادَّة،
كأنَّها تُعلِنُ بدايةَ عصرٍ آخر:
عصرٍ يَقفُ فيه الإنسانُ
لا مُنصاعًا،
ولا مُتردِّدًا،
بل واقفًا داخل جُملتهِ الخاصّة،
جُملةٍ يكتُبُها بلا إذنٍ،
ويُنشدُها كما لو أنَّ الوجودَ
يتعلَّمُ مِن صوته لأوَّلِ مرة.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة