غَسِّل يا ربُّ قلوبَنا من غُبارِ التّعب...
ومن رمادِ الخطيئةِ والغضب...
ومن شوائبِ الأيامِ وثِقَلِ السّنين...
ومن التّذمّرِ والعَتَب..
وغَسِّلْ ايضًا يا ربّ دروبنا ونقِّ منعطفاتنا
فقد توحّلت بأوجاعنا ، وانغمرت بعُنفنا ، وانطفأت على جنباتها شموع المحبة.
اجعلْ يا سيّد مطرَ رحمتِكَ يرويها من جديد ، لتنبت فيها زهورُ الغفرانِ وزنابقُ المحبّةِ وفوْحُ العَطاء.
يا ربّ لسنا أنقياء - وأنت تعلمُ - فكُلُّنا زِغْنا وفسدنا..
لكنّنا نرفع إليك وجعَنا كحُفنة تراب...
فتنفخ فيها من روحك، وتلبسها بياضَ الميلاد.
في الجليل يا ربّ ؛ حيث تغني الأمطارُ وتهمسُ الجبالُ وتغرّدُ السّواقي، نرفع عيوننا نحوك سائلين وقائلين:
نرجوك أن تبلّلَ أرواحَنا بندى حضورِكَ البهيّ، كي ما نعود أطفالًا نتمرّغ على حصير البساطة.
فتُعطّرنا عندئذٍ البراءةُ ويُظلّلنا الفرحُ
فنمشي معَكَ في درب الحياة بقلوب خاشعة.