وسال نجمها دما على الطرقات

هادي زاهر
نُشر: 10/12/25 00:35

 
وسال نجمها دما على الطرقات
في رثاء الفتى نبيل صفية
هادي زاهر
يا نبيل إن صاعقة موتك أكبر من إحساس 
أكبر من استيعاب هذا الإرهاب
فرفض التراب الجلوس على المقعد الدراسي
 إلى أن جاء الوالد الخلوق حاملاً حقيبتك ودخل مكانك
نبيل! يا لهذا الاسم الذي يعبر عن جمالك
يا وجع السماء التي بكت وسال نجمها دماً على الطرقات
يا طفلاً كان يحمل في يديه صباحه وحقيبة الحلم الصغير والضحكات.
 خرجت ولم تكن تعلم بأن رصاصة عمياء تبحث عن طريق في غياب
 سقطت وسقط معك الأمان من مدى
 وانحنت شوارعنا حياء وانصباب. 
يا نبيل أي ذنب غير أنك كنت تمشي واثقاً أن الحياة تحبنا وأننا لا ننكسر؟ 
أمك الآن تخبئ الصبر في عينيها وتسقيه دمعاً غزير الانصباب
 وتقول: كيف يغيب البدر
 يا نبيل؟ نم هادئاً فوق كتف السماء فـأنت أقرب إلى الله من كل هذه الضوضاء. 
يا نبيل، كل الرصاص بعدك قصير وفضيحة
 وكل صمت يصير شراكة في الجريمة. 
علمتنا أن الصغير إذا سقط صار وطناً
 يا زهرة نبتت في شقوق هذا الخراب. 
يا نبيل! يا لهذا الاسم الذي عبر عن جمالك! 
يا نبيل، إن الرصاصة لم تأخذ منك الحياة 
بل سرقت أغنية كانت على وشك الجلاء
 وقبلة كانت تنتظر أمك على عتبة الباب. 
يا نبيل، لو كان للموت قلب لاستحى منك
 لو كان للرصاصة عقل لتراجعت إلى الوراء 
وعادت إلى صدر الوغد. 
نبحث عنك في الوجوه
 في ضحكة طفل عابر
 في دفاتر المدرسة
 في صوت النداء عند الضياء.
 يا نبيل، نحن نبكيك لأن العالم لم يعد نقياً بما يكفي ليستحق بقاءك
 لكننا في عالم تسبق فيه الخطيئة البراءة وتعلو فيه يد الغدر.
 سامحنا يا نبيل لأننا لم نستطع أن نكون جداراً أمام الرصاصة
 لأننا لم نستطع أن نجعل المجرم ينال قصاصه. 
نعلق صورتك على جدار القلب
 لا لتؤلمنا بل لتذكرنا أن الطفولة ليس ضعفاً
 وأن الرصاصة هي الجبانة الوحيدة 
يا نبيل، أنت لم تمت، أنت فقط غادرت الحكاية مبكراً 
وتركت لنا أن نكمل السطر الأخير.


 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة