لَهِيْبُ المَعْنَى فِي كَفِّ الرِّيْحِ

خالد عيسى 
نُشر: 05/12/25 20:51

​يُسَافِرُ فِي صَدْرِي شُعَاعٌ مِنَ الإحْسَاسِ،
وَيَهْوِي عَلَى وَجْدِي صَدَى لَيْلِهِ الحَاسِ.
​وَيَسْرِي نَسِيمُ الفَجْرِ بَيْنَ جُذُورِهِ،
لِيَسْقِيَ ظَمَأَ الرُّوحِ فِي قَلْبِهَا اليَاسِ.
​وَيَرْتَفِعُ الشِّعْرُ الَّذِي كُنْتُ أَحْمِلُهُ،
كَنَبْضٍ يُنَادِي فِيهِ نُورُ النَّهَارِ النَّاسِ.
​وَيَنْهَضُ فِكْرِي فَوْقَ دَرْبٍ مُمَزَّقٍ،
لِيَرْسُمَ وَجْهَ الحُزْنِ فِي صُورَةٍ خَاسِ.
​وَيَبْلُغُنِي صَوْتُ الحَقِيقَةِ نَاصِعًا،
كَمَا لَمَعَتْ نَجْمَاتُهَا فِي رُؤَى لِيَاسِ.
​وَيَخْفُقُ قَلْبِي كُلَّمَا غَابَ ظِلُّهُ،
وَيَرْتَجِفُ اللَّيْلُ الَّذِي ضَيَّعَ الأَنْفَاسِ.
​وَتَلْتَفِتُ الأَيَّامُ تُوقِظُ شَجْوَهَا،
لِتُوقِدَ فِي صَدْرِي مَتَارِيسَ إحْسَاسِ.
​وَتَصْحُو عَلَى عَيْنِي رُؤَىً لَمْ أُفَسِّرْهَا،
كَأَنَّ وُجُودِي يَرْتَدِي سِرَّةَ الرَّاسِ.
​وَتَهْوِي خُطَايَ فِي المَدَى مُتَحَسِّرَةً،
تُضَمِّدُ جُرْحًا قَدْ تَفَتَّقَ مِنْ سَاسِ.
​وَيَرْفَعُنِي صَبْرِي إِلَى نُورِ قِمَّةٍ،
تَبُثُّ سِكِّينًا وَتَسْتَفْهِمُ الأَقْيَاسِ.
​وَتَرْجِعُ ذِكْرَايَ الَّتِي كُنْتُ أَحْجُبُهَا،
لِتَبْسُطَ فِي نَبْضِي حَدِيثًا بِلَا نِقَاسِ.
​وَيُوقِظُ فِي رُوحِي غُلَامٌ مِنَ الضِّيَاءِ،
يُرَتِّبُ فَوْضَاهُ بِلُطْفٍ كَمَا النَّاسِ.
​وَيَجْلِسُ فِي صَدْرِي وَمِيضٌ كَأَنَّهُ،
سَرِيرُ جَمَالٍ قَدْ غَفَا فِي دُجَى الرَّاسِ.
​وَيَسْقُطُ حُلْمِي فِي المَدَى لَيْلًا بَاكِيًا،
لِيَكْتُبَ مِنْ دَمْعِي سُطُورًا مِنَ الإحْسَاسِ.
​وَيَنْبُتُ فِي صَدْرِي سُهَيْلٌ مُلَوَّنٌ،
يُقَبِّلُ خَدَّ الصُّبْحِ فِي لَفْحَةِ المَيَّاسِ.
​وَيَرْسُمُنِي لَيْلِي عَلَى سِرِّ قَافِيَةٍ،
تُقَلِّبُ أَحْزَانِي عَلَى لَحْنِهَا البَاسِ.
​وَيَهْتِفُ فِي أَعْمَاقِ نَفْسِي مُنَادِيًا،
بِأَنَّ طَرِيقَ العِزِّ يَنْبُضُ فِي النَّاسِ.
​وَيَجْلِسُ فِي صَدْرِي حَدِيثٌ مُوَقَّرٌ،
يُفَتِّتُ مَا قَدْ ضَاعَ فِي رَمْلِهِ الخَاسِ.
​وَيَعْتَلِي فَوْقِي صَدَى صَوْتِ قَافِيَةٍ،
تُبَارِكُ فِي فَجْرِي وَلُوعِي بِهَا السَّاسِ.
​وَيَرْكُضُ فِي نَبْضِي جَوًى لَمْ أُحَرِّرْهُ،
وَيَسْكُنُ فِي دَمْعِي دُخُولًا بِلَا نُعَاسِ.
​وَيُوقِدُ فِي صَدْرِي لَهِيبًا مِنَ الدُّعَا،
يُبَارِكُ أَرْوَاحًا عَلَى صَفْحَةِ الرَّاسِ.
​وَيَسْكُنُنِي لَيْلِي عَلَى وَقْعِ قَافِلَةٍ،
تُعَلِّمُنِي أَلَّا أَهَابَ طُرُوقَ النَّاسِ.
​وَتَزْدَهِرُ الآمَالُ فِي صَدْرِ رَاحِلٍ،
تُذَكِّرُهُ أَيَّامًا تَفَتَّقَ فِيهَا اليَاسِ.
​وَيُولَدُ فِي صَدْرِي نِدَاءٌ مُبَرَّقٌ،
يُعِيدُ لِوَجْدِي بَسْمَةً فَوْقَ ذَا الكَاسِ.
​وَيَنْهَضُ فِي ظِلِّي ضِيَاءٌ مُسْبَلٌ،
يُشِيدُ عُلُومًا فِي طَرِيقٍ بِلَا مِقْيَاسِ.
​وَيَبْقَى عَلَى وَجْهِ المَدَى صَوْتُ حَرْفِنَا،
نُقَابِلُ بِالضَّوْءِ الَّذِي غَابَ عَنْ نَاسِ.
​وَيَنْهَضُ فَجْرِي عَلَى شُرُفَاتِهِ،
لِأَقْطُفَ مِنْ نُورِ العِلَالَةِ أَنْفَاسِ.
​وَيَصْحُو عَلَى صَدْرِي غَدٌ مُتَمَرِّدٌ،
يُنَقِّي طَرِيقِي مِنْ غُبَارِ العَنَاسِ.
​وَيَخْتِمُ فِي عَيْنَيَّ المَدَى سِرَّهُ الَّذِي،
تَسَرْبَلَ فِي دَمْعِي كَنُورٍ بِلَا نِبَاسِ.
​وَيَبْقَى صَدَى شِعْرِي عَلَى ضَفَّةِ المَدَى،
يُؤَرِّخُ نَبْضَ الوَقْتِ فِي صَدْرِهِ النَّاسِ.
​وَيَسْقُطُ مِنْ فَجْرِي وَمْضٌ مُبَرَّقٌ،
يُفَجِّرُ أَرْوَاحًا عَلَى بَوَّابَةِ الرَّاسِ.
​وَيَنْهَضُ خَاتِمُهَا عَلَى وَتَرِ اللَّيْلِ،
يُرَوِّي حَدِيثًا لَا يُقَارَبُ بِالأَقْيَاسِ.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة