في انتخابات رئاسة لجنة المتابعة للجماهير العربية والتي جرت في شهر أكتوبر عام 2015 تنافس عليها أربعة مرشحين بينهم السياسي القيادي محمد بركة "أبو السعيد" الذي فاز في الانتخابات. أما في انتخابات رئاسة اللجنة في شهر ديسمبر عام 2020 كان بركة المرشح الوحيد لولاية جديدة، وهذا يدل بوضوح على الثقة به واعترافاً بما فعله بركة خلال توليه منصبه. لكن "أبو السعيد" لم يرشح نفسه مجدداً بعد انقضاء فترة ولايته رغم مطالبة مكونات المتابعة له بترشيح نفسه، إلاّ انه أصر على فتح المجال لغيره لتولي المنصب مكتفياً بعشر سنوات بذل فيها كل مال في وسعه لإحياء اللجنة والارتقاء بها إلى أعلى مستوى يمكن الوصول اليه. ولذلك فهو يستأهل الشكر الكبير على ما فعله. قد يتساءل البعض وماذا فعل بركة؟ 

الرد على ذلك يقوله "أبو السعيد" في تلفزيون "كل العرب" وفي برنامج "مواجهة" مع الزميل الاعلامي فايز شتيوي الذي استضاف رئيس لجنة المتابعة السابق محمد بركة.  الضيف كان في منتهى الصراحة وتحدث في المقابلة عن كل ما عنده حول فترة رئاسته (وأنا أنصح بمشاهدتها).

تصوروا أن محمد بركة ترأس لجنة المتابعة لمدة عشر سنوات بدون راتب، وكان يعمل ليل نهار لمصلحة الجمهور تطوعا. يقول بركة في المقابلة:" انا عملت في لجنة المتابعة دون راتب وانا اعيش من معاشي التقاعدي". وقد أعجبتني صراحة "أبو السعيد" برفضه تمويل المتابعة من المال الوسخ، حيث قال:" لم اقبل بتمويل المتابعة الا من مصدر نظيف، وليس من جمعيات عليها علامات سؤال بل يجب ان يتم ذلك من خلال تمويل المتابعة من شعبها وانا لم انجح في ذلك".

ما قاله بركة هو اعتراف منه بوجود مال وسخ يتم التعامل فيه لمأرب معينة ان كان ذلك عن طريق جمعيات أو مؤسسات أو أشخاص، ومن يرضى بارتداء الثوب الوسخ لا يمكن الوثوق به، ولذلك ابتعد "أبو السعيد" عن الوساخة وأخواتها.

لا بد للضيف أن يكون له موقفاً من دولة قانون القومية فيما يتعلق بالمجتمع العربي. يقول الضيف بدون تلعثم :"ان الدولة راعية لعصابات الاجرام وليست معنية بمكافحة العنف والجريمة." كلام سليم وصحيح. ولكن ما العمل يا أبا السعيد؟ يرد على ذلك بالقول:" العصيان المدني وسيلة ناجعة بالتأكيد، لاجبار الحكومة على محاربة العنف والجريمة" لكن الضيف يعترف من جهة ثانية بأن "مجتمعنا ليس ناضج كفاية من اجل القيام بذلك"

وبالرغم من وجود أساليب أخرى مثل إعلان إضراب شامل، قالها محمد بركة صراحة وبدون تردد:" انا كنت اتحفظ من اعلان الاضراب الشامل وبالتاكيد ضد اعلان الاضراب في الجهاز التعليمي."

 موقف عقلاني لمن يستوعبه.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com