يقولُ عنّي: مَجنونٌ!
وأنا أبتسمُ...
كأنّي أسمعُ العقلَ يضحكُ
مِن داخِلِ أقفاصِ الجهلِ المُذهَّبِ بالألقابِ.
هوَ المُرتشي،
الذي يجعلُ مِنَ الباطلِ طريقًا،
ومِنَ الحقِّ سِلعةً في مِزادِ المصلحةِ.
هوَ السياسيُّ الذي يُنمِّقُ القولَ،
يضعُ السُمَّ في العسلِ،
ويبيعُ الشرفَ بتوقيعٍ باردٍ على ورقٍ صَدِئٍ.
يا سيِّدَ الزَّيفِ،
كم مرَّةً بدَّلتَ القِناعَ،
حتّى نَسيتَ وجهَكَ الأصليَّ؟
تتزيَّنُ بالكلماتِ،
وتتخفّى خلفَ ابتسامةٍ مُصطنعةٍ،
تدَّعي الحِكمةَ،
وكلُّ حرفٍ فيكَ شاهدٌ على الخِداعِ.
تظنُّ أنّي أحسدُكَ؟
كلاّ،
إنّي أُشفقُ على نفسٍ
تَرى الرذيلةَ إنجازًا،
والكذبَ دهاءً.
أنا المَجنونُ في عَرفِكَ،
لأنّي لا أُجيدُ المُساوَمةَ،
ولا أُتقنُ طقوسَ السجودِ للباطِلِ.
أنا المَجنونُ لأنّي أقولُ الحقيقةَ،
وأحمِلُها عاريةً مِنَ التجميلِ،
صافِيَةً كالماءِ،
صلبَةً كالصَّخرِ،
حارِقَةً كالشَّمسِ.
تتحدَّثُ عن المبادئِ،
وأنتَ آخِرُ مَن يَفهمُ معناها،
تتحدَّثُ عن العدالةِ،
ويداكا مبلولتانِ مِن دماءِ الحَقِّ.
أيُّها الرَّجُلُ الموشَّى بالأكاذيبِ،
أنتَ لستَ سِوى ظِلٍّ باهِتٍ
يَمشي خَلفَ مصلحتِه،
ويَتوهَّمُ أنّهُ يُديرُ العالَمَ!
أمّا أنا،
فسأبقى كما أنا:
أقولُ كلمتي،
وأمضي،
لا أبيعُ قناعاتي،
ولا أشتري رضاكَ.
وفي آخرِ الطريقِ،
حينَ يَسقُطُ القِناعُ عن وجهِكَ،
وحينَ يَنكشفُ الزَّيفُ أمامَ الناسِ،
سيَعرِفونَ أنَّ المَجنونَ...
كانَ هوَ العاقِلَ الوحيدَ.
فأمشي...
وفي يدي جَمرَةُ الصِّدقِ،
وفي صدري رايةُ النقاءِ،
لا أخافُ الحريقَ،
لأنَّ النورَ يُولَدُ دومًا
مِن رَمادِ العُظماءِ.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency