لجنة المتابعة… بين الصوت العالي والفعل الغائب

عماد زايد
نُشر: 05/11/25 21:20

رغم مرور عقود على تأسيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، ما زال الشارع العربي في الداخل يتساءل:
أين الفعل؟ وأين اختفى ذلك النفس الوطني الذي جمع الناس حولها في بداياتها؟

كانت لجنة المتابعة يومًا الإطار الجامع وصوت الفلسطينيين في الداخل، تعبّر عن قضايا الأرض والمسكن والهوية، وتوحّد الصفّ في مواجهة سياسات التمييز والإقصاء.
لكنّها اليوم، في نظر كثيرين، فقدت دورها الطبيعي، وتحولت إلى منبر بياناتٍ وخطاباتٍ موسمية، لا تمسّ حياة الناس اليومية ولا تغيّر واقعهم الملموس.

لم يعد النقد يأتي من خصومها السياسيين، بل من داخل المجتمع نفسه، من ناسٍ تعبوا من الضجيج الإعلامي ومن الاجتماعات التي تنتهي بالتصوير والبيانات.

واقع مأزوم:
-قيادات تتمسّك بالكراسي لسنواتٍ طويلة، حتى صار تداول القيادة حلمًا بعيد المنال.
-اجتماعات تصدر بياناتٍ عالية النغمة، لكن بلا أثر على الأرض: لا مشاريع إسكان، لا خطط فعلية لمواجهة العنف والجريمة، ولا حماية حقيقية لقضايا الأرض والهوية.
-غياب الشباب والنساء والمنظمات الأهلية عن مواقع القرار جعل اللجنة جسمًا متعبًا يتحدث بلغةٍ قديمة لجيلٍ تغيّر ولم يعد يصغي.

ما المطلوب إذن؟
الناس لا تطلب المستحيل، بل نظام عمل حقيقي:
- انتخابات داخلية شفافة ودورية، تُعيد الثقة وتمنع التكلّس.
-فصل بين السياسة والإدارة، ليقوم كلٌّ بدوره بوضوح.
-تقارير أداء ومالية سنوية تُنشر للعلن — ليعرف الناس من يعمل، ومن يتحدث فقط.
-تمثيل فعلي للشباب والنساء والمجتمع الأهلي، لا حضور رمزي في الصور.
-خلايا عمل ميدانية تتابع القضايا اليومية في القرى والمدن، بعيدًا عن موسمية الشعارات والمهرجانات.

لقد سئم الناس من الكلام المكرّر والابتسامات الرسمية أمام العدسات.
سئموا قيادةً تكتفي بالتصريحات وتغيب عن الميدان.
الوطن لا يُدار بالبيانات، بل بخدمة الناس.

القيادة التي لا تقدر أن تخدم، ينبغي أن تفسح الطريق لمن يستطيع.

فقد آن الأوان أن تعود الكلمة إلى معناها، وأن تُستعاد القيادة من الرموز إلى الفعل،
من الكراسي إلى الناس، ومن الجعجعة… إلى الطحين.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة