رؤية نقدية حول مسرحية "أنا ِمن ُهناك" ل عامر حليحل
أنا من ُهناك!
أم من هنا أنا....؟!
ا"
يْسكُن هؤالء "القائلون الهائمون ِشعًرا وشوًق
قديًما وحين كانت العرُب ُ-تؤمُن،- قالت بشْيطاِن الِشعِر
أَو للِشعر شيطان ٌيلقي على الشاعر قصيدَتُه؟!
أُجَّن المجنون من شيطان الَشعر أم من ُحِّبها؟!
الثامن من العاشر عام......
عاد!
الثامن من العاشر عام...... بعد الّسابع بيوم وعيد ميالد لسنوات ُت
َّول
غنية وأَّوِل كتاب وَأ
انية! الُحب والعشق والهيام يحملون األنسان الى أَّوِل ُأ
ّث
بدايات سنوات األلفّية ال
ي
ى ذاُت الُمحِّب في المحبوِب واولى ِسمات هذا التجّل
َّول العشق أن تتجّل
َّول َأ
قصيدة وَأ
ذي يتلبس القصيدة" كاّن ُمنتهى الهوى هو هوى الُمِحِّب لما يهوى
ّل
كما َوَرَد على لسان "الشيطاُن ا
الَمحبوُب!
ويأخذنا "أبو الِشعر" الى محطات تدرجّية ما بين االنا الخاصة واالنا الداخلية
وبين االنا الجماعية واالنا العمومية ويروي ما يدور في ستائر نوافذه الداخلية والنفسية، يروي تفاصيل
خرى ل عشق اخر.
مّرة من مرات العشق الى ان يلتقي بذات ُأ
حديثه لذاته في كِّل
"انا من هناك" ُتجّسد من خالل ابداع "عامر حليحل" الذي لم يعد خافيا على احد مقدار "هوسي"
ّتي ُيرصّعها ب "القاء شعرّي" يمكنني الجزم باّنه ان لم يكن
الشخصي بما يقوله في كل من مسرحياته ال
األفضل فهو ذلك االلقاء التذي يحّول القصيدة من كلمة الى جسد يتنفس- ُيحُّب- يغضُب- يكره- ينام-
يجثو- يلهو و "يقاوم".
منولوج "انا من هناك" يروي قصة شاب عربّي يحيى في مجتمع "ُمختَلط" إذا صّح التعبير او جاز-
ِّمه الصغير ليذهب للمرة األولى ليعرف اّن "جامعة حيفا" ليست
عربٌّي هو، عربٌّي يخرج من حضن ُأ
فقط "جامعة" – فيبدأ مشواره بالبحث عن "هويته" ويكون الُحّب لذلك الشاب العشريني طريقه للمرور
بمراحل مختلفة من تقشير قشور ذاته:
فنراه مرة يركض وراء شعر نزار قباني
ومرة نراه يهوال سماع األغاني العبرية لزوهر ومرة االجنبّية ولكنه ال يفهم لغة مايكل جاكسون
تي تنقله الى
ّل
ويعود لقراءة الشعر وتضعه "الكوميديا السوداء" امام االعمال الكاملة ل سميح القاسم، وا
ذي ُسرعان ما ُيخبئ الديوان خوفا من "ُمالحقة الجهاز".
ّل
دور "الُمثقف الوطني" وا
مرورا بمرحلة "لبس العلم الفلسطيني" في جامعة حيفا، حادثة يرويها حليحل ضمن اطار الُسخرية من
"االنا" التي قد تعلو وتقوم بفعل يوصله للتجّرد من هذه االنا في محاكم الطاعة لطالب الجامعة
ومالحقات الجهاز األمني لهم.
يستمر منولوج "أبو الِشعر " مرصعا بأبيات الِشعر متجانسة مع سياق تطور "االنا" وانسجامها مع بناء
االنا الجماعية" وذلك حين يشتاق حليحل من المسرح في عاصمة الضباب – لندن الى صراعاته اليومية
والدائمة ك "عربّي" يحاول ان يجد ل "أناه" سبيال فتختلط عليه الُسبل.
وها نحن في الذرّوة لسؤال "االنا" : أنا من هنا! أنا من هناك
أنا قادر على أن احمي "بناتي" من السواد القادم!
وصار الِّشعر أيضا يأتي من هناك :
- في بالدي تمطر الغيوم دمعا- اسف يا سرب الحمام بالدي تضيق هل تحملوننا معكم الى فوق
)مصعب أبو توهة(
تموء االن في رأسيحين تسألني عن خوفي احكي عن موت بائع القهوة.... وعن قطتي التي تركتها في المدينة الفارغة
- أحبك املك الشجاعة الكافية التسلق عمارة غير موجودة ثم اقفز لذراعيك العترف انني بخير.....
- هكذا يدفعنا اهلل للتجربة ينفجر الدم باالسئلة وتفور القهوة التي ليست على النار ... على حرقة
االختيار )ناصر رباح(
- ذاكرتي ترُّص اسماء الشهداء..... على صدري اهدهد األمل بأظفاري أنّبش عن اسماء الناجين ليت
رحمي يتسع لهم واخبئهم واعيد والدتهم.... )فداء زياد(
في مونولوج "انا من ُهناك" قام صاحبنا "أبو الِشعِر" بنقل الكلمة من ُبعد "القول" الى ُبعد "الفاعلية" ،
فتصير الكلمة أمرأة ناضجة تهدهد من يسمعها وتأخذه اليها... في رحلتها الخاصة العامة وفجأة، تصير
ا . رحلة تشبهنا
واحد مّن
الرحلة رحلته الفردية والخاصة التي يأخذنا بها عامر حليلحل الى رحلة كّل
كرر فتتحّول عبر
عاد وُت
جميعا فندرك ان التجربة االنسانية على اختالف تفاصيلها وأحداثها ُت
خصوصيتها الى العموم.
وتمام في لحظة الذرّوة ينهي "صاحب القّصة" حديثه بالِشعر رفيقه طوال وقوفه على مسرحه قائال
ومستشهدا بِشعر اتى من هناك..... :
-اذا كان ال بد ان أموت فال بد ان تعيش انت لتروي حكايتي... ليبصر طفل قي مكان ما من غزة
فيبصر الطائرة الورقية..... فيظن للحظة ان هناك مالك يعيد الحب....
اذا كان ال ُبّد ان أموت فليأتي موتي باألمل، فليصبح حكاية....
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency