بني معروف، جذور اصيله في اعماق بلادنا

د.أشرف هاني الياس
نُشر: 11/05/25 15:22

بني معروف، جذور اصيله في اعماق بلادنا.

الأشهر الاخيرة كانت ثقيلة عليّ كمتابع باهتمام للأحداث المتسارعة الجارية في سوريا، امتدادا من الشمال السوري توجهاً للساحل وحتى السويداء في الجنوب السوري الاشم، احداث اعادت الى ذهني شريطاً من معاناة وعذاباتٍ كثيرةً لاخوتي المسيحيين في هذا الشرق، هؤلائك الذين حملوا وما زالو يحملون بشجاعة صليباً ثقيلاً نحو جلجلة الحرية والكرامة.
أن قلمي يبكي من عمق الفقد والألم وها هو يتحول من الألم المبكر إلى نقوش وكلمات تنسكب مداداً احمراً فوق اوراقي البيضاء، كتلك الدماء الطاهرة التي انسكبت و امتزجت بالعمامات البيضاء الشريفة الابيه في جرمانا والسويداء واشرفية صحنايا ..
لا اخفي عليكم ان قلمي مسكور، وأي محاولة لبرية لا تزيد الانكسار ألا عظمة واتساعاً, مسكين هذا القلم النازف، سيحتاج للكثير من الوقت للملمة جراحة وانكساراته , لان القضية عظيمة, هي قضية كفاح وبقاء لطائفه حاربت بشرف من اجل وجودها في شرق بات غريباً و قاسياً أتجاة اهلة....
ليس غريباً أن تعيش الطائفة المعروفيه في زمن الكفاح في هذا الشرق للحفاظ على تاريخ وجودها العريق المتشبث في الأرض والمتغلغل في عظام هذا الكيان المشرقي, مكافحة ومناضلة من اجل حقوقها الأساسية ألا وهي البقاء في ارضها وجبلها مشكلةً جزءاً من تراب هذة الأوطان, واهبة إياها عراقة وأصولاً ومجداً وحضارة زغرد التاريخ لها لما قدمت من تضحيات وخيرات لشرقنا العزيز, أنها الطائفة التي صمدت في منطقة شهدت أحداثاً جساماً وكافحت في هذا الشرق من اجل البقاء والكرامة وها قد قدمت وما زالت تقدم اليوم خيره من أبناءها وفلذات أكبادها شهداء وقرابين لأوطان من تماثيل وانظمة فاسدة، حاقدة، ارهابية ....

رسالتي لاهلنا الموحدين الدروز، انتم جزء من التراث الوطني المختَزَن في الشرق، كنزٌ استراتيجي هام، لكم في كل زاوية من هذه البلاد الجميلة العظيمة جذور لا يمكن استئصالها للاستقلال والمجد والتنمية والمقاومة والشجاعة، لا تخضع ولا تكف عن الانطلاق والتألق، مهما حلّ الظلام، وجبروت الحاقدين، ولقد قدمتم التضحيات الجلل من كل بقعه من هذا الشرق ، تاريخكم صدىً لنداءٍ جلجل في فضاء وربوع بلادنا منذ عام 1925 حين حمل الباشا بندقيته، مجدداً، مطلقاً صيحته إلى السلاح أيها الوطنيون من أجل وحدة سوريا وأستقلالها.
أن بني معروف هم جزء أصيل وأساسي من النسيج الاجتماعي في هذا الشرق وأي مساس بهم سيربك هذا النسيج برمته، وطالما هم معافون سيبقى الشرقى معافى…وهذا الشرق لن يكون إلا لأهله وابناءة ولن نسمح ابداً ان يكون ممراً للحاقدين ومعقلاً للارهابين بل سيبقى عصيا عليهم، صامدا في وجوهم، شوكة في حلوقهم، ذلك بفضل الله أولاً ومن ثم بفضل تعاضد الشرفاء ابناء جميع الديانات.
ايها الموحدين إن مواجهتكم اليوم للارهاب هي مواجهة مقدسة في الدفاع عن وجودكم الاصيل الضارب في اعماق التاريخ، والمؤامرة عليكم هي مؤامره على شرقنا بكل مكوناته، أرضاً، رسالة، وحضارة.. وثقوا جيداً ان لكم أخوة شركاء في الاوطان ورجالاً اوفياء يؤمنون بقضيتكم العادلة ويقفون معكم بخندق واحد في مواجهة كل التحديات، فقوتنا تكمن في وحدتنا ووقوفنا صفاً واحداً تجاه كل من يحاول المساس بسمعة وكرامة هذه الأرض الطيبة والنيلُ من اهلها وشعبها، وتذكروا دائماً أن يد الله مع الجماعة .. مع الشرفاء والطيبين.
"فماذا نقولُ لهذا؟ إِنْ كانَ اللهُ معنا، فمنْ عليَنا؟" (رو 8: 31).


الكاتب د.أشرف هاني الياس.
شفاعمرو 08/05/2025
 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة