الأخبار العاجلة
يوم التراث في مدرسة الحكمة الشاملة في كابول
وإن عثرتُ يومًا على الطريق،
يُقيلُني أصلي
توفيق زيّاد
أحيت مدرسة الحكمة الشاملة في كابول يوم التراث بأجواءٍ من الفرح الممزوج ببريق الدموع حيث بُنيَت الجسور بين الماضي والحاضر، بين وجوهٍ يُشرقُ فيها أمل المستقبل ووجوهٍ يفوح منها عبق الزعتر والزيتون.
ترجمت الحكمة الشاملة هذه الجسور من خلال استقبال وتكريم ذوي المعلّمين والمُعلّمات الذين غيّبهم القضاء وحُفِرت أسماؤهم في لُبّ الذاكرة. رحّب مدير المدرسة الشاملة الأستاذ سليمان شراري (أبو عمر) بالضيوف من خلال كلمةٍ شدّد فيها على قدسيّة الجذور ولو غابوا عنّا، لِما تركوه من أثرٍ طيّب. فكان هذا ترجمة رائعة لِما يمكن أن نسمّيَه الغياب الحاضر فينا، وهذا ما عبّر عنه سابقًا الشاعر المصريّ أحمد شوقي:
"وكُن رجلًا إنْ أتَوْا بعدهُ
يقولون مرّ وهذا الأثرُ"
ألقى نائب مدير المدرسة الأستاذ أحمد طه (أبو بشّار) كلمة طيّبةً ازدانَ بها الدرع شكلًا ومضمونًا، فأُهدِيَ للضيوف تكريمًا على عطائهم الذي لا ينضب. فحرّكت الكلمات في الحضور مشاعر الحنين.
لم تنسَ المدرسة تكريمَ مَن غيّبَهُم القضاءُ عنا. فدعَت أُسَرَ معلّمينا ومعلّماتنا الذين فقدنا حضورَهم، لكنّ الذاكرة تأبى نسيانهم. وقد جاء تكريمهم رسالةً واضحةً على تخليد ذكراهم وعطاءهم، والتمسّك بقيمهم ونهجهم.
انعكس نجاح هذا اليوم من خلال المردود المُعبّر الذي جنيْنا ثماره من مداخلات كمداخلة سعادة القاضي الدكتور محمّد علي الذي أشاد على رُقي اللقاء وسُموّ التكريم الذي نالهُ في مثل هذا اليوم. وأثنت المربّية إيمان ريّان حرم المُربّي منجد ريّان رحمة الله عليه على عِظم البرنامج جملةً وتفصيلًا. وقد شكرَت بدورِها المدرسة؛ إدارةً ومعلّمين وعاملين الذين ساهموا بتكليل هذا البرنامج بالنجاح. وتتالت المداخلات حيث أبرق الأستاذ عمّار طه الذي أسعدَ الحضور بحُسنِ كلماته، وتعبيره عن استثنائيّة هذا البرنامج باحتفاء المدرسة بمَن كانوا جزءًا لا ينقطع عن تراثنا. واسترجعت المربّية سناء حمادي ذكريات الماضي مع الحضور، فلامست قصصها نبض قلوبنا ودموع عيوننا. وأعربَ السيّد محمّد حسن بشير عضو المجلس المحلّيّ عن مُفاجأة مهيبة فجّرها هذا البرنامج حيث فاق التوقّعات. وتتالت المداخلات فكان لكلّ من السيّد عمّار بشير والشيخ راسم ريّان أسلوبه المميّز في التعبير عن مشاعره بما لمسَ في هذا اليوم المبارَك.
تخلّل البرنامج عدّة نشاطات حيث التقى الأجداد والجدّات بطلبتنا، وقد روَوْا ظمأهم بحكايات الماضي الجميل. فتلا ذلك وجبة غداء فيها نكهة التراث. ولا ننسى ارتواء نفوسنا بالعرق سوس، وارتواء أرواحنا بالنظر في صور معلّمينا الذين رحلوا عن دُنيانا، وفرحة طالباتنا بتزيين أيديهم بالحنّاء، وبهجتنا جميعًا بالسحجة والحدّاء.
تشكر المدرسة رئيس المجلس المحلّيّ السيّد نادر طه (أبو عفو) على مشاركته الفعّالة في هذا اليوم. كما تشكر لجنة أولياء أمور الطلّاب، مُمثّلة بالسيّدة رانيا ابداح.
توجّه المدرسة شكرها للمربّية مرفت ريّان مركّزة التربية الاجتماعيّة على جهدها في التخطيط والتنفيذ، والشكر موصول لطاقم التصوير الذي صاحبنا في البرنامج إلى نهايته السيّد علي ريّان (أبو مصطفى). تشكر المدرسة أيضًا المُربّين والمُربّيات وطاقم الهيئة التدريسيّة والعاملين الذين كانوا جزءًا لا يتجزّأ من نجاح البرنامج.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency