الأخبار العاجلة

Loading...

ما بعد البنفسج والجسد

خالد قعبور
نُشر: 15/04/25 09:13

ما بعد البنفسج والجسد

رحيلُكِ أضنى القلب

وعمَّدَني بالحزن والنارْ..

وعبيرُكِ القادم من دِيار الأبدية

يعبق حولي أينما حَلَلْتُ

يكلّلني بالوردِ والغارْ..

شربتُ الدموع كؤوسًا صافية

إنكسرَ أغلى ضلع من الضلوع

وزارني طيفُ موتِكِ والجارْ..

----------------------

أعودُ من المستشفى مهيضَ الجناحِ

وكُريات الدمع تملأُ أحداقي وشراييني

كيف لا، وهناكَ بَلَغَني وفاةُ نيسانتي

في ذلك النيسانِ!!

مِن مَوْتِها والدتي إلى مَوتي أنتقلُ

فهل تُراني أتقَبَّلُ؟ هل أستوعبُ؟

ما لا يتقبّله القلبُ ولا يستوعبه العقلُ؟

هل سأعْبُرُ سالِمًا حقلَ نيراني؟

في ضباب أحاسيسي قبِلتُ قَدَري

وحَمَلْتُ صليبي..

أصِلُ الدارَ وأتعزّى بحضور الطيّبين

من أُناس ورِفاقِ دمٍ وجيرانِ..

شُعورِي مسائيٌّ جليلْ، يلتحِفُ

حقيقةً غزيرةً أو فُتاتَها القليلْ:

ترثيكِ البلادُ بأسرها

من حضنِ إيلاتَ إلى بيسانِ..

ورغم مُرِّ لَيْلِهِ وقبضته اللئيمة

الموتُ ليسَ إلّا قفزة الروحِ

نحو سَرْمَدٍ بَهِيٍّ يسمو ويعدلُ

فتتساوى كَفَّةٌ بكَفَّةِ ميزانِ..

----------------------

أَغمسُ بذورَ الروايةِ بالحِبرِ

أَنتقي للحَبَّةِ مَغْزًى وكُنُوزا

فترتوي الواحدةُ أدبًا

وعِبَرًا

وشُعورا..

وعلى ساقِ سُنونو الشِعرِ

يُعَلَّقُ كيسٌ صغيرٌ مِلْؤُهُ بِذارُ العَجَبْ

يحمله عصفورٌ.. صَوْتُهُ غناءٌ ورَغَدْ..

على تراب القصيدة ينثرها، يعلو ويطيرْ

فوق البِقاع العديدة يفردها وفي جنبات الغديرْ

لتبزُغَ لنا ثَمَرًا وشمسًا أو قمحًا من ذَهَبْ،

من الأُفُقِ إلى الأُفُقِ طليقًا يمضي.. بطول الأَمَدْ..

إلى وُجْهَتَيْنِ تفترقُ البذرةُ في داخلها.. عبر زمانٍ ومُدَدْ..

تضربُ الأولى جذورًا رحّالةً فتدركُ العِبْرَةَ الدفينة
والأُخرى إلى العلاءِ تطمحُ فتعرفُ فرحةَ السكينة

الكاملُ هو الشيءُ وضدّه هو النتيجةُ والسببْ..

وبين الشِّعابِ المعتمة ألمحُ نورًا وَسْطَ الدُّخان

وفي زحمة أكاليلِ الشَّوكِ تنبعثُ زَهِيَّةً زهرةُ النُّعمان

لا تهزمني الأشجانُ ولا أندثرُ

أنا عُشبةٌ تحنيها الريحُ ولا أنكسرُ..

على عَتَباتِ الأُلوهيّةِ
أراكِ حاضرةً خالدة
بعيدةً قريبة
فتعالي إليَّ.. أُمّي .. تعالي إليَّ..
لأُطيِّبَ جُرحًا وليدَ الأحزان هدّهُ تَعَبْ..

تعالي إليَّ..

في أحضانِ الأُلوهيّة

يتّحد الوقتُ مع الأبدْ

واللاجسدُ مع الجسدْ

والواحدُ مع العددْ..

يضعُ السونو حبَّةَ الرجاءِ الأخيرة

فتكتمل مساحةُ القصيدة

مُشَجَّرَةً.. ملوَّنَةَ المعاني

مُزْهِرَةً.. مُثْمِرَةَ الأماني

وشَهِدَ مَن كَتَبْ..

أكلِّمُ الفقيدةَ في جسد القصيدة

وها قد اكتمَلَت مساحةُ القصيدة

فجاء فلّاحُ النصوص وحَصَدْ...

----------------------

أَنظرُ إلى سطح البحيرةِ العذبة

أو إلى...أعماقِ الأعماقْ..

أرى جسدًا وظِلالًا حيّة

عنها تعجزُ الأحداقْ..

جمالُكِ مَسَرَّةٌ للعين ومدرسةٌ للخيال

يتكلّمُ صامتًا فيُلمحُ

أو مُخبّأً، بعين البصيرةِ يُرى

يُضيءُ مستترًا فيُسمعُ..

للصفاءِ والرهبةِ حُضورٌ

في الوجهِ المرئيّ من القمر

أو وجهه البعيد..

للنقاءِ والرحمةِ مُلتقًى

في طيفٍ منسيّ من كيانٍ حَضَرْ

أو في وَقْعِهِ الفريد..

يرمشُ رمشُكِ كالطفل الخجول

فيعمُّ سلامٌ بين أطرافٍ وطوائفْ

بين يساريٍّ ويمينيّ بين مؤمنٍ وملحدْ

أو وثنيٍّ في مُصَلّاهِ عابِدْ..

يتصافحُ السماويّ مع الأرضيّ

فيختلجُ الوجدانُ ألوانًا وعواطفْ

وتُحيّي الخَلوةُ آلَ الكنيسةِ وآل المسجدْ

وتحيّي كنيسًا في مثواهِ صامِدْ..

----------------------

أغراضُ أُمّي،

بعضُها شيفرةُ دُخَانٍ سائرٍ من ماضي شَمْعِها

وبعضُها جداول ترتسم وترتحل من بحرِ نَفْسِها..

جواهرها، في عَقْدها الأخير، غَزَلَتها يدَيها وعلّقتها

في خاطرةٍ من الخواطر..

وبأناملها أبرقت لنا الخاتمَ السحريّ وسلسلةً

وإسوارةً من الأساور..

مِشْطُها يسرحُ بموج شَعرها مجازًا من الحرية

فِكْرُها حُرٌّ أبيضُ الرايةِ.. سَمْحٌ لا يغزو شُطآنَ الآخَرين

حُضورها يتنفّس الحُريّةَ بوقار، ويُجيزُها صوتَ حقٍّ للعابرين..

نقودُها شاهدةٌ على تاريخِ مُكافِحَةٍ

مؤمنةٍ مُدرِّسةٍ للعربية،

تُعَلِّم الابتسامةَ قبل الرسوم اليدوية..

شالُها

يعبقُ بعطر الأُمومة الدافئة وسيلٌ من حنان..

دفاترُها

مرابضٌ للحروف الأبجدية وجزءٌ من إنسان..

----------------------

أسألُ شقيقي النعمان المنزليّ الكرمليّ

ألا تدُلُّني إلى غدي الواعد الخالد

الطبيعةُ لي مُعَلِّمٌ وأعزُّ الصحاب..

حنيني إليكِ موسيقى ناعمة رقيقةٌ عميقةٌ

أُعانِقُكِ في الممكن والمستحيل في صَحْوَتِي وغَفْوَتِي

أعرفُ كيف أَهتدي واحَتَكِ من بين لوحاتِ السراب..

سمِعَت تينتُنا بُكائي فبكت هذه الرحومة الحنونة

بكاؤُها الصامت يلمسُ الوجدانَ والإنسانْ

الشجرة أُمٌ عطوف ومرأة التراب..

ما بينَ حقيقةٍ وحقيقةْ رأيتُها تغادرْ وتسافرْ

إلى دُنيا اللاحدود خلفَ الأكوان والأزمانْ

لا وَجَعٌ هناك ولا بؤسٌ ولا عذاب..

أتأمّلُ المسافات في ما وراءَ السُّحُبِ والشُّهُبْ

علَّهُ يصلني ولو بِلُغَةِ الهَمْسِ كلامُها وسلامُها

هِيَ تلازمني كجسدي رغمَ بُعدها خلف القباب..

أُصَبِّحُ عليك أُمّي مع القهوة والرغوة

أحيانًا أبسطُ الأشياء هي أعمقها وأشرقها

من الرمل البدائيّ نصنعُ الأفنانَ العجاب..

تجفُّ الرسالةُ إذا خَشِيَت بقاءَها مُتَفَرِّدَةً مُتَمَرِّدَةْ

يفقد الحُلْمُ طَعْمَه إذا رَفَضَ المغامَرةَ والمقامَرةْ

تَحْبَلُ فكرتي بطفلٍ مِعْماريٍّ في بلاد اليباب..

داخلَ قصر السعادة رُكْنٌ للنايات والآهات

وفي مَغَاوِرِ الشجن بعضُ نورٍ من الفرَح والمرَح

قد تنامُ حمامةُ الأمل جنب رفيقها الغراب..

تَطْرَبُ العينُ وتنتشي الأُذنُ وَتَرًا وسَمَرًا

أَصنعُ اللحظةَ الرشيقةَ مع الحبيبِ والقريبِ

يُسْعِدني ليلٌ غنائيٌّ تَعُمُّهُ الحباب..

هناكَ عند اليمامِ والسلامْ

أَسْكُنُ بِحارًا صامتةْ ساكنةْ واسعةْ

مرجي واضحٌ فيه ينقشعُ الضباب..

هناكَ ما بين الجمالِ والخيالِ

أرى وجه الجميلةِ الحزينةِ

تُطِلُّ الحلوةُ من غياهب الغياب..

----------------------

سمفونية پيوني peony symphony

لكلِّ زهرةٍ ووردةْ

قصّةٌ أو حكمة

لونًا

أو شكلًا أو حِسَّ..

لكلِّ زهرةٍ ووردةْ

رقصةٌ وكِلْمَةْ..

للياسمين حكايةُ عشقٍ أو عطرُ سعادة..

ولونُ البنفسج يلمسُ كُنْهَ الجَمال

وما وراء النفس

والجسد

سائرًا نحو العُلى والعجابة..

وردةُ پيوني وردةُ عود الصليب

من بحر العذاب تتلألأ أطياف الفرح

ومن الذبول والموت قيامةٌ وولادة..

   {{ تلتفُّ عِصْيُ الراعي

في دبكة وهمية حَلَقية

فولكلورية

قَرَوِية

رَعَوِية..

في أرض المجازِ هذه

يتآلفُ الرمزُ مع الواقع

مع نفحةِ عتابا }}

زنبقة السلام

آه لو ندرك كم وكم

من سلامٍ

في نفوسنا وامتدادِ ذاتنا

كم من طمأنينةٍ ونقاوة..

زُهَيْراتُ الأمل

تصوِّر لنا

اندثارَ الشكل في اللاشكل

وكيف أنَّ نهرَ الزمن سائرٌ إلى الأزليّة..

الزهيرات تخبرنا أنَّ التُرابيّ

ختامُهُ النفاد والهشاشة..

القندول يدق جرسَ الكنيسة

هو نسمةُ الروح

هو رمزُ التسامي

هو القداسة..

{{ تجتمعُ الفاوانيا الجبلية مع الورود

لتُؤدّي سمفونيةَ التناغُم والوجود

في لوالبَ رقصاتُها

  غناءٌ صامتْ ورشاقة }}

الأمارلس

منه تولدُ الفكرة أو الشخص

أو الحضارة..

الوردة البيضاء تقول لنا

أنّ الجوهر في التقليل

والجمال في البساطة..

----------------------

ميلادٌ جديد

بين ضفّتَي الولادة والموت

يجري نهرُ الحياة

تموتينَ هنا فتُولَدينَ في الضفة الأخرى

ليتبارك ميلادُك..

هل لك موعدٌ مع أنشودةٍ عُلْوِيّة؟

أو ملاكٍ بشريّ قريبٍ بعيدْ؟

ليتألّق ميعادُك..

----------------------

السفر بين حلقات زُحَل

رحّالٌ أنا بينَ حلقاتِ زُحَل

أتنقّلُ سائلًا نفسي:

هل إنّي

أتقدّمُ

أم أسبحُ مِثْلَ زُحَلِ في دوائرْ..

هل أَصِلُ جسدًا للمنشودِ

أم أَصِلْهُ في مكاني؟

في الحالتَين

انتقلُ من حلقةٍ لأخرى

بقفزاتٍ فلكّيةٍ وأحلُمُ وأسافرْ..

وحينَ أنزعُ ثوبيَ الحريريّ

وارتدي عباءتي الكونية

الآنِيّة أو الآتية

تَصيرُ لحريّتي معنًى وكيان

وتنطلقُ حُرَّةً مع الحرائرْ..

لنجمتي التي توارت نصيبٌ من ذاتي:

من المحبّةِ من الشوقِ من الافتقاد..

لي رحلةٌ إلى هذا الموطنِ الجديد

مع العنقاءِ والنسرِ والسندباد..

أشرقت الشمس وقد غابت الشمس

لا يُريعني مشهدٌ يصوِّرُ الابتعاد..

----------------------

لا يعترفُ الرَّوضُ الأعلى بِمَرِّ السنينْ فَدُومي هناكَ ريحًا غيداءْ

حُلُمٌ مُتَفَرِّدُ مُتَألِّقُ يُسمّى   جَسَدُكِ يمشي يسيرُ شمسًا نضراءْ

معدنُها يرفُضُ روحَ الطائفيّةِ  مُحِبُّ لا كُرْهَ فيهِ فبقت عذراءْ

تحوي بشرًا آخَرَ بعضُهُمُ بنتُ  الرسولِ فتكونُ عَطْفَ أُنثى زهراءْ

شَعَّتْ وَأَنارتْ رَوْنَقَ وقَمَرًا في جَلَلِ بهاءِ السماءِ فَغَدَت حوّاءْ

تمدحُها فتياتٌ مِنْهُنَّ ظَهَرَت  فتاةْ تُجَاوِرُ وتقفُ نَفْسًا شقراءْ

بنتٌ أُخرى تأتي تمسكُ بيَدِها يسارَ أُمّي فَنَجِدُ مَلَكًا سمراءْ

ما أعمقَ عَيْنَكِ في مَجْدٍ عَلٍ حَيّْ  وما أَرَقَّكِ كَنايِ غِنْوَةِ علياءْ

رِقَّتُها رَحْمَتُها لا يفنَيانْ لا  فَنَاءَ في حُبِّ أُمِّ يَدُها ملساءْ 

سِحرٌ وعبيرٌ ينتفضانِ ثَمَرَا وعَسَلَ يغزو زُهورَ تفرُشُ بيداءْ

----------------------

على سفينة الأحلام أَرسُمُ نفسي

مُبْحِرًا إلى جُزُرِ المَنِيّةْ..

حاملًا لمَلَكي بعضَ كأسي

وحُبًّا على شكلِ هديةْ..

أَسألُ الموتَ في سِرٍّ وهَمْسِ:

كيف حالُها الأُمومةُ الزكيةْ..

لها الخُلودُ كما لها سِحْرُ أمسِ

هكذا أجابني وأَرْسَلَني التحيةْ..

أُكلّمها بصيغة الحاضرِ أو المَنسي

أنتِ الأحلى أو هي حُلوةٌ زهيةْ..

----------------------

أُمّي – رحاب اسمُها - لتَسرح
روحُكِ في رحاب الفضاء الشاسعةْ
أنيري طريقي في رهبة السماوات
نجمةً عاليةً ساطعةْ..
وأمطري

وأبرقي لنا،

كالغيمة الناصعةْ،

حُبًّا

وقَطْرًا

ودِفئا
ومعاني غامضةْ..
أمطريها فوق الجبالِ والبِطاح
وعبر النسائم والرياح..
أمطريها بلسمًا على جُرح الوريدِ
أمطريها أملًا على غالِيكِ البعيدِ
أمطريها قلوبَ حُبٍّ قانيةْ..
أمطريها على ترابنا
على بكائنا

على صوتنا
على وردنا
على شوكنا
على حنطتنا
وعلى لَيمونتنا والداليةْ..
الآن على ضفّةِ عَدَنْ
استريحي بين الفَراشِ ومفاتنِ السماءِ،

وكطيرٍ سيأتيكِ غدًا

انتظري بُشرى صُعودي ولحظةَ اللقاءِ
يا أُمِّي الحبيبة الغاليةْ..

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة