الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 23:02

أشكال الاستعمار المختلفة

صالح نجيدات
نُشر: 28/10/24 17:57

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

في الماضي كان المستعمر يأتي بجيوشه لاستعمار بلد ما حتى يستغل ثرواته او استغلال موقعه الاستراتيجي لتعزيز قوته، وكانت الشعوب المستعمرة تحاربه وتوقع به الخسائر بالأرواح والعتاد والأموال لتحريرها من ظلمه، ولكن الاستعمار طور وسائله واجرى ابحاث على الشعوب الطامع بثرواتها لاستغلالها، فعرفوا نقاط الضعف لكل شعب، ومفكري وسياسي الاستعمار الجدد وجدوا سياسة وأسلوب جديد للتعامل، وهو كيفية السيطرة على الشعوب الضعيفة الجاهلة مثل الشعوب العربية والحصول على ثرواتها بدون احتلال بلادهم!!! ففكروا ووجدوا الحل الاسهل والملائم بالنسبة لهم، وهو دعم العشائر الكبرى في الوطن العربي مثل آل سعود في السعودية وآل جابر في الكويت والإمارات والمغرب وغيرها من أنظمة فاسده، وقسموا الوطن العربي الى دويلات لكي يسهل عليهم السيطرة عليها، ونصبوا القيادات الفاسدة وحموها مقابل امتيازات ووضع رأس مالهم من فائض البترول في بنوك الاستعمار وهذا ما حصل.
واليوم يوجد استعمار جديد وهو استعمار ثقافي وإعلامي وكذلك استعمار الكتروني، فالاستعمار الإلكتروني والإعلامي له آثاره السلبية على شعوب الدول النامية مثل مجتمعنا العربي. فهم يبثون وينشرون عبر الوسائل الالكترونية كل ما هو سيء لتخريب عقول أجيالنا.
من الأهمية القول إن حركة الاستعمار المُتجددة - التي تسعى ليل نهار لتحقيق أهدافها وغاياتها الاستعمارية - تعمل بهدوء، وصبر، وذكاء شديد، لهدم وتدمير المُجتمعات المُستهدفة من داخلها لِتتمكن - يوما بعد يوم - من التحكم بمصائرها، ولتُرسم مستقبلها، بما يخدم أهداف وغايات أُولئك المُستعمرين. إنها حرب شرسة تختبئ خلف ستار ناعم من المُصطلحات البَّراقة التي تزرع الوهم والأحلام الزائفة في قلوب عديمي المعرفة وضعيفي النفوس المُستعدين للتسليم والانقياد من غير وعي وإدراك بمُخططات أعدائهم.
إن ثورة التكنولوجيا أسهمت في إحداث التغيير والتطور الإعلامي، لكن علينا أن ندرك أن هذا التغيير كانت له آثار سلبية خاصة على الدول النامية والمجتمعات العربية، فما انبثق عن هذه الثورة من اعلام جديد جعلنا نشعر بالخوف والقلق والفوضى والانحرافات والتشكيك بمصداقية المعلومة المقدمة عبر وسائل الإعلام المختلفة سواء أكانت وسائل قديمة أم حديثة، الأمر الذي أدى إلى تدهور أخلاقيات مهنة الاعلام بحيث أصبحت الأخيرة تتغول على البشرية مستخدمة شتى أنواع الوسائل وشتى أنواع السبل في السيطرة على العقول البشرية من خلال ما تقدمه من برامج وما تتطرق اليه من أحداث خصوصا السياسية منها والتي جعلت شعوب العالم تعيش فوضى الإعلام والانفلات الإعلامي والحروب الإعلامية وربما كان الاستعمار الالكتروني أحد أهم الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تدهور ليس إعلامنا العربي فحسب وإنما تدهور أوضاعنا الاجتماعية والثقافية من حيث أنماطها و سلوكياتنا وأخلاقنا و لغتنا وهويتنا حيث أثرت تأثيرا سلبيا عميقا في مجتمعاتنا.
يؤثر الاستعمار الإلكتروني على حياتنا وحضارتنا وقيمنا وهويتنا ولغتنا لان هناك عمليات تجسس إلكترونية وجرائم الكترونية تحدث وتنفذ ولها تأثير خطير على مجتمعنا.
والشيء بالشيء يذكر، قبل فترة نشرت الجزيرة فلما وثائقيا حول التقاط الاقمار الاصطناعية الامريكيه كل مكالمة او فكس يرسل في أرجاء العالم وتحوله الى مواقع تحليل لاستقاء معلومات منه لصالحهم، حتى اجهزة البلفونات التي نملكها كلنا ونتكلم بها، وهي مغلقه تصور كل شيء في محيطها وترسله الى هذه المواقع، فاحذروا هذه البلفونات وبالذات الآيفون منها ولا تضعوها في غرف نومكم لأنها تتجسس علينا وتخترق خصوصياتنا دون ان نعلم.

مقالات متعلقة