الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 09 / مايو 20:02

الثوب الفلسطيني التراثي المدروز بنقشة ابرة فنّان .. وريشة شاعرة/ منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 12/12/21 07:32,  حُتلن: 08:09

الزي الفلسطيني الشعبي التراثي من أجمل وأعرق الأزياء التراثية في العالم، فكل منطقة في فلسطين من شمالها لجنوبها ومن بحرها لغورها تمتاز بدرزات ثراثية بديعة تُزيّنها ألوان متعددة مُتدرّجة من اللون الفاتح إلى اللون الغامق.
والزي الفلسطيني التراثي ككل ما يملك الفلسطيني من أرض وماء وهواء وثقافة ولغة ومأكولات عُرضة لسرقات الإحتلال وإعتداءاته ولصوصيّته و"دسدساته وخندزاته" وألاعيبه ومداهناته وتمويهاته و"تدليساته" كُلٌّ على غرار المقولة الصهيونية منذ مؤتمر بازل 1897: "أرضٌ بلا شعبٍ لشعب بلا أرض"!!!.
في عُروض اختيار ملكة جمال العالم الدائرة حاليا في مدينة إيلات، على البحر الأحمر، في إسرائيل، تمّ إلباس "الملكات" بالزي الفلسطيني، مُنتحلين هكذا وسارقين زيّنا التراثي الشعبي التقليدي.
لكن كلّ العالم الذي تابع ورأى كان يعرف أن هذا الزيّ هو فلسطيني وفلسطيني أصيل وأنّهم، أي الإسرائيليين، لا زيّ لهم أو يجمعهم، وانما أزياءهم بولندية وروسية وأمريكية وأرجنتينية اثيوبية (زي الفلاشا)، وربما أنّهم دون أن يدروا أو يعوا أثبتوا أمام العالم أن فلسطين للفلسطينيين وأن هذا الثوب التراثي هو جزء ى يتجزّأ من هوية وتراث الفلسطيني المُنغرس في أرضه منذ فينيق وكنعان.
أود في هذا المقام والمقال والصدد أن أوجّه تحية اعتزاز وفخر ومودّة لملكة جمال اليونان رافائيلا بلاستيرا، التي قاطعت ورفضت المشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل .. وكما يقول المثل الشعبي الفلسطيني "الدم بيحن على بعضه".
كما نوجّه تحية مماثلة لحكومة جنوب أفريقيا الصديقة لإمتناعها عن دعم مرشحة بلدها لمشاركتها في المسابقة المذكورة في الدولة العنصرية المذكورة.
أمّا "بيت القصيد" في هذا المقال والمقام والصدد، فهي القصيدة البديعة، التي نظمتها الشاعرة الفلسطينية المُبدعة ندى أبو شاويش، في جمال الثوب الفلسطيني التراثي، بقطرات من الندى:
- "ثوبٌ أسطوري .. في عرش المجرّة
عُرسٌ يغرس سلالة الآلهة في خيوط الشمس .. القطنيّة
مزيجٌ قزحي يتلاشى .. في أخدود أديمها
مُتعمّدا ببوح الربيع
يرتق قماش القطيف بدمع القمح
بغرزة تسند خيط .. النُزوح
عند الساقية .. على شفا أكمام المردن
من غيمة الانتظار .. ترقص للوجود
تُهلّل لانبعاث الزرع والضرع
تتلألأ كنجمة كنعان ...
في حُلم أنوارها الخالدة .. يعزف حكايا
الخصب المدمي
نبيذٌ مخلوط بعصافة .. العروق وقصب السكّر
من ثغر الكرز يرجع كثيف السنابل .. قُرمزي المُشتهى
كانت أنثاه .. غُرزة تميد تحت رحى .. الظلام
تنثُر بذار النّور .. فوق ركام الزمرّد والياقوت
تُرمّم يباب القدر
كانت أنثاه .. بنولها تقتصر المسافة
تتعثّر بزرقة إزارها على حائط الفقد
أصابعها تغزل
لهفة الثوب ورائحة .. القرنفل
ونسوة الأمس .. في منعطف الطريق .. ينتظرن المطر
كانت أنثاه .. تقطر في سمّ الخيّاط
نحيب الجسر الخشبي .. على كتف الطريق
سكن في خيطها وداعٌ .. على قصبِ الحصيدة
على هيئة قمر
كانت أنثاه تجدل أنوثة .. الكون
تمنح الحرير تواشيح القداسة
تُداعب أفراح اللون
فلم تبتر أذرع المناجل .. شجرة التوت
لكن .. بترت وخز الإبر
ما زال في حدائق جُذورِها
رسم الخيال للحواش .. البعيدة
وعاجت مُخمليّة .. تنساب كجدول الحكمة
تُربّي أيتام الفراشات
تُروّض خجل العطر على صدرها .. لنرجستين
ما زال
الأرجواني يسكب .. الرُّمان
على طقوس الخصب .. وإناث الأيل
محبوكة أهدابها بالكحل .. والزيتون وهجرتين
ما زال خيطها .. يرفل شهقة الوجع
وبعض ما تبقى .. من أعراسٍ مُهجّرةٍ
على بساط الجوع والتعب خلف حنايا النوافذ
تلتقط أهازيج السبل .. لكوكبين
تلك نقوش الحناء التي .. ردّت إلى الأكوان أغنية
نقشت سروها .. كغربةٍ في مغزل ِ الضباب
حيث رحلوا بعباب الأساطير .. والتعذيب
تلكم هي شملة الصاية
زنّر مرج هواجسها .. في عُرسِ جفرا
لملم بقايا السلسلة .. الهلاليّة
اجعلها قديسة التصليب
ما عادت تُجيد الحياكة
وسماء أسملت عينيها .. بالذكريات والأنين
وثوب ذاب فيه جسد .. الورد والحنين والتغريب".
سيبقى الثوب الفلسطيني عصيّا على السرقة والتدليس، وسيبقى فلسطينيّا أصيلا شامخا يُزيّن وتتزيّن به ماجدات فلسطين الشامخات.
 

مقالات متعلقة