الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 20:01

السلاح المهرب ليس فقط مع عصابات الاجرام بل معكم أيتها العائلات المتصارعة والمتنافرة!

بقلم: الدكتور صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 30/10/21 09:35

للاسف نحن شعب يغطي رأسه في الرمل كي لا يرى الحقيقه، نحن شعب لا زلنا نعيش في الجاهلية الاولى وحتى لو عشنا في مدينة او قرية بها كل الكماليات وتقنيات ووسائل التكنولوجيا الحديثة، البارحة ليلا كنت في احدى القرى المجاورة، ونتيجة خلاف معين كما اخبروني ادى الى نشوب شجار عنيف والتراشق بالسلاح الناري العنيف بين عائلتين، وللأسف كل واحد من أفراد العائلتين عنده قطعة سلاح ادخرها لمثل هذه الحالة اخرجها من مخبئها واستعملها ضد ابن بلده ضاربين عرض الحائط كل القيم والعادات والتقاليد.

اصبح أزيز الرصاص كالمطر , حرب اهلية طاحنة , فجأة تعكرت الأجواء , فجأة أصبح الجيران أعداء , فجأة تحرك الحقد والكراهية في اعماق القلوب حركته العصبية العائلية البغيضة وكان الدافع مزيدا من العنف وإطلاق النار بين العائلتين , قلت لنفسي هل هؤلاء مسلمون ؟ فلو كانوا كذلك طبقوا كلام الله ورسوله واحترموا الجيرة والجيران ,وطبقوا كلام الله وتمسكوا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا كما دعا الله ولنبذوا العنف وحلوا مشاكلهم بالتي هي أحسن .كيف تريدون تربية اولادكم في هذه الأجواء السلبية يا سادة وكل ما دق الكوز بالجرة , عليهم عليهم وتجعلون السلاح والشجار الوسيلة لحل المشاكل ؟ ماذا تعلمون أبناءكم ؟ كيف تطالبون بعلاج العنف و أنتم تزرعونه في نفوس أولادكم صباح مساء ؟ كيف تريدون نبذ ومحاربة العصبية العائلية وانتم تزرعونها عميقا في نفوس اولادكم ؟ كيف ستعيشون في بلد واحد وانتم متنافرون و تكرهون بعضكم بعضا ؟ كيف تريدون جمع السلاح وانتم تمسكون به قويا لتستعملوه في شجاراتكم؟ نحن شعب لا يعرف العيش المشترك ولا احترام الجيرة والجيران , ولا يطبق كلام الله ورسوله , فشعبنا بواد ودينه وقيمه في واد آخر , وللأسف لا زلنا نعيش في الجاهلية الاولى , ولا نتعظ ولا نتعلم الدروس , فالعصبية العائلية هي معول هدم لاساسات مجتمعنا , وعلينا ان لا نلوم الا انفسنا بالاوضاع التعيسة التي تسود قرانا وبلداتنا .


لنواجه الحقيقة بكل صراحة ووضوح , السلاح المهرب لم يمتلكه المجرمون فقط بل اصبح بيد ابناء العائلات التي بيدها السلطة المحلية , فقبل ان نطالب غيرنا بجمع السلاح علينا اولا جمعه من أيدي ابناء عائلاتنا , وقبل ان نطالب غيرنا بعلاج العنف في مجتمعنا علينا اولا الا نغرسه صباح مساء في نفوس اولادنا , فهذه هي الحقيقه ومن ينكرها فقد أصيب بالعمى البصري والعقلي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة