زاهر عيسى
عندما سافرت الى القاهرة، كنت مطمئناً، ولم اتوقع ان تنتقل أحداث تونس الى الشعب المصري
عندما وصلت القاهرة، بدأت أسمع شكاوى غريبة من الناس هناك تتعلق بغلاء الأسعار وصعوبة المعيشة
عندما بدأت المظاهرات كنت اشاهدها وانا على شرفة غرفتي في الفندق ، وفي تلك المرحلة رايت اطلاق الرصاص والقنابل والغاز المسيل للدموع
عاش زاهر عيسى من سكان مدينة كفر قاسم حالة من الخوف والرعب والارتباك الشديد خلال تواجده في العاصمة المصرية، القاهرة أثناء رحلته الاستجمامية، بعد ان شاهد المظاهرات واعمال العنف مطالبة بإسقاط الرئيس المصري حسني مبارك، من قبل الشعب المصري، والتي جرت أمام عينيه.
.jpg?auto_optimize=high?auto_optimize=high)
زاهر عيسى
عيسى كان قد سافر في تاريخ 16 كانون الثاني إلى مصر وعاد الى البلاد في يوم 27 من الشهر ذاته، أي في اليوم الخامس من الأزمة التي تتواصل أحداثها في مصر، لكنه لم يتوقع ان تصل الامور الى هذا الحد من الاحتجاجات، وبعد ان شعر بالخطر قرر العودة الى مسقط رأسه في بلدة كفر قاسم.
زاهر عيسى : شعرت كانني اعيش باجواء حربية عنيفة
مراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب تحدثت الى زاهر عيسى الذي قال :" عندما سافرت الى القاهرة، كنت مطمئناً، ولم اتوقع ان تنتقل أحداث تونس الى الشعب المصري، وذلك بسبب متانة الجهاز الامني وقوته، وبعد أيام من رحلتي شعرت وكأنني اعيش تحت أجواء حربية قاتلة وعنيفة، وهذا الشعور أعيشه لأول مرة واشعر به، كوني اعمل منذ سنوات طويلة كمرشد سياحي في مصر واتعامل مع الشعب المصري كأني أحد أبناء هذا الشعب، والجميع هناك يحترمني، وخاصة ان هذا الشعب معروف بصبره الواسع، وان ما حصل هو امر غريب جدا من الصعب استيعابه على ارض الواقع، وذلك بعد ان رأيت أمامي الجماهير الكبيرة التي خرجت الى الشارع تطالب بإقالة حسني مبارك، بالاضافة الى حرق المركبات وتكسير المحلات التجارية وغيرها من الاعمال العنيفة الاخرى التي تثير القلق والخوف في قلب كل انسان".
عندما وصلت مصر بدأت اسمع شكاوى تتعلق بغلاء المعيشة والاجور المتدنية
وتابع عيسى :" عندما وصلت القاهرة، بدأت أسمع شكاوى غريبة من الناس هناك تتعلق بغلاء الأسعار وصعوبة المعيشة، فعلى سبيل المثال وصل سعر كيلو اللحمة (90 جنيه) أي ما يقارب 60 شيكل وارتفعت أسعار الخضروات والفواكه وبقيت الأجور كما هي تتراوح معدل أجور العمال والموظفين بين 600 إلى 1000 جنيه (200 دولار) شهرياً، وجميع هذه الشكاوى كانت تشير الى ان امراً ما قد يحصل، لكنني لم اتوقع حدوث مظاهرات وقتل ابرياء".
عندما بدأت المظاهرات غادر النزلاء من الفندق وتحول الفندق مسكن للاشباح
ومضى عيسى :" عندما وصلت الى مصر، بدأت أشعر بعدم الطمأنينة في أيامي الأولى في مصر، وقررت ان لا أذهب إلى الأماكن التي كنت أزورها دائماً بسبب الاوضاع الامنية وعدم الشعور بالأمان، وكان داخل الفندق ما يقارب 400 زائر، وبعد ان حصلت المظاهرات وجدت نفسي لوحدي واصبح الفندق كمسكن للاشباح ، حتى ان موظفين الفندق تركوا عملهم وعادوا الى بيوتهم ".
رأيت اطلاق الرصاص والقنابل باتجاه المتظاهرين
ومع بداية المظاهرات قال عيسى :" عندما بدأت المظاهرات كنت اشاهدها وانا على شرفة غرفتي في الفندق ، وفي تلك المرحلة رايت اطلاق الرصاص والقنابل والغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين ، وكانت تلك بداية الفوضى ، وكنتُ أرى الناس يتحركون ويتنقلون من مكان إلى آخر عن طريق المترو (قطار الأنفاق) ، اذ انني أستخدمت نفس الوسيلة للتحرك من مكان إلى آخر ، وفي تلك الاثناء إدارة الفندق طلبت منا عدم الخروج إلى الشارع كي لا نتعرض للخطر ، وعلى الرغم من هذه التحذيرات كنا نخرج من حين إلى آخر ونذهب بعيداً عن مناطق التظاهرة والتجمعات الكبيرة ، وعندما كنا نخرج كنا نلاحظ انعدام وجود المواصلات العامة اذ ان الشوارع كانت مليئة بالمواطنين وحركة سير خفيفة لخوف أصحابها من وقوع أي ضرر لممتلكاتهم ، وفي اليوم الثالث من المظاهرات خرجنا أنا وصديقي متوجهين بعيداً عن مناطق التوتر والمظاهرات من أجل التسوق ولاحظنا أنّ أغلب المحلات التجارية كانت مغلقة بالاضافة الى المطاعم مغلقة".
لم أتوقع من الشعب المصري شتم الحكم بهذه الطرق
واستطرق عيسى :" ما اود ان اقوله انني أحب دائماً زيارة الأحياء الشعبية أمثال الحيّ الشعبي ، وخلال زيارتي لها كنت أرى المواطنين بحالة غضب شديد من النظام وكثير من الناس كانوا يقولون "أنّ تونس عشر مليون وإنقلبوا على الطاغية احنا تسعين مليون ومش عارفين نعمل حاجة" وأول مرة في حياتي أسمع الشعب المصري يشتم النظام علناً دون خوف من قلة وجود عناصر الشرطة في الشوارع بسبب ذهابها إلى ميدان التحرير والمناطق التي تواجد بها المتظاهرون ، ورأيت خلال تجولي بالشوارع بعض السيارات المكسرة والاملاك التي تم تخريبها ".
شعرت بالراحة لدى وصولي المطار
في نهاية حديث عيسى قال :" عندما جهزت أمتعتي لمغادرة الفندق أصروا في الفندق ان يقوم رجل أمن بمرافقتنا حتى وصولنا إلى المطار وكانت مدة سفرنا من الفندق الموجود بحيّ الزمالك إلى المطار ساعتين وأربعون دقيقة بدلاً من خمسة وعشرين دقيقة في الأحوال الطبيعية، وعندما وصلت المطار شعرت بالراحة الكبيرة ".
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency
مقالات متعلقة
| المدينة | البلد | درجة °c | الوصف | الشعور كأنه (°C) | الأدنى / الأقصى | الرطوبة (%) | الرياح (كم/س) | الشروق | الغروب |
|---|