المرأة عاشقة للتسوّق؟ بقلم:رنا حكيم
عادة ما يُنسب التسوّق الى المرأة, في حين أنّه لا يقتصر عليها إنما على الرجل أيضا. لكن تسوق المرأة يختلف نوعا ما عن الرجل, حيث يعتبرنه البعض حاجة ماسّة في حياتهن ورغبة مُلحّة يجب الخضوع لها بين الفترة والاخرى, وأخريات يلجئن اليه فقط عند الحاجة.

رنا حكيم
فكثيرا ما تدخل المرأة المجمعات التجارية والأسواق وتمضي وقتا طويلا في التسوق وتزور متجرا تلو الآخر, وقد تكرر الزيارة ريثما تشاور عقلها وتتأكد من صحة اختيارها. بينما يمضي الرجل (زوج, أب, أخ, صديق...) وقته خارجا منتظرا إيّاها ومجبرا أن يتمالك نفسه فما بيده الّا الصبر. وقد يدخل المتجر فقط وقت الحساب أو اذا كان بحاجة لشراء شيء ما. وكأن على الرجل تخصيص ميزانية شهريا للتسوق, رغم أنّ اليوم معظم النساء هن من الفئة العاملة ولهذا أصبحن يعتمدن ميزانيتهن الخاصة للتسوق. لكن لا بأس اذا خصّص لهن الزوج جزءا من ميزانيته أيضا.
إنّ من أكثر ما يهم المرأة في المكان هو وجود الأسواق, وقد تدخل المرأة مجمعا أو متجرا لمجرد الدخول حيث تمتّع عينيها بالنظر الى الملابس والأحذية ومستحضرات التجميل والماكياجات .. والخ وتعطّر أنفاسها بالروائح الشهية وتتقصى عن أحدث ما نزل الأسواق من سلع وبضائع. هذا وتثير انتباهها الماركات والشركات العالمية فتسأل عن هذا المنتوج وعن ذاك.
لكَم هو جميل ذلك الشعور الذي يُخالج المرأة وقت التسوق وخاصة حين تكون جعبتها مملؤة بالمال فتصرف من هنا ومن هناك لشراء ما يحلو لها فيمنحها ذلك احساسا بالثقة والمسؤولية. وترجع أدراجها محمّلة ومثقلة بالأكياس المختلفة, فما أن تدخل البيت حتّى تعود وتلقي أنظارها على مشترياتها وتتمتع بهم وتتأكد من قياسات الملابس والأحذية ومن جودة المستحضرات .. والخ.
ولكن السؤال هو: هل تشعر المراة بالاكتفاء؟ وهل تقتنع تماما بما تسوّقت؟ وما هي مدّة الفترة التي تحتاجها بين تسوق وآخر؟
فاحذروا أيّها الشباب من النساء عاشقات التسوق لأن ما أن يُشرف الشهر على نهايته حتى تكون الخزينة قد أشرفت على الخلاء.
جميل هو التسوق وضروري للإنسان لتلبية حاجاته الأساسية من مأكل وملبس ومشرب وأضافة عليهم بعض الاستمتاع, ولكن كل شيء زاد عن حدّه انقلب ضدّه. في كثير من الاحيان علينا الوصول الى اقتناع واكتفاء ذاتي والسيطرة على رغباتنا الجامحة.
وفي النهاية تهدف المتاجر والأسواق الى إغراء المشتري ويكون ذلك بالتركيز على حواسه من نظر وسمع وشم. وكلما غُرّر به أكثر كثرت مشترياته, وكأنّها وسيلة لخداع المستهلك من أجل تسويق المنتوجات.
ومع ذلك تبقى المرأة عاشقة للتسوق.
* موقع العرب يدعو كل فتاة لها رأي او موقف او قضية اجتماعية تريد ان تطرحها من على منبره ارسال مقالها مع صورتها الشخصية لننشره في زاوية صبايا على البريد الالكتروني fayez_khlaif@alarab.co.il
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency