* العملية الكبيرة ستأتي ردا على رفض واشنطن للهدنة التي قدمها التنظيم للدول الغربية

* تنظيم القاعدة في اليمن تفرغ خلال السنوات الماضية لترتيب أوضاعه الداخلية واستقطاب الشخصيات المؤثرة في المجتمع

كشف مصدر مقرب من قيادة التنظيم المحلي للقاعدة في اليمن أن زعيم (تنظيم القاعدة) أسامة بن لادن وجّه أتباعه بتنفيذ أكبر عملية عسكرية ضد الولايات المتحدة تفوق بكثير عملية 11 أيلول/سبتمبر، يطمح منها أن تغيّر وجه العالم سياسيا واقتصاديا.
وذكر المصدر لصحيفة (القدس العربي) اللندنية أن هذه العملية الكبيرة ستأتي ردا على رفض واشنطن للهدنة التي قدمها التنظيم للدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وأن "هذه العملية ستنفّذ في المستقبل القريب وستجعل من عملية 11 أيلول/سبتمبر في خبر كان".
وأكد أن "تنفيذ هذه العملية مسألة وقت، أما الأوامر التنظيمية بالتنفيذ فقد صدرت من زعيم التنظيم الشيخ أسامة بن لادن، ويبقى توقيت التنفيذ للعملية مرهونا باكتمال الإعداد الجيد والفرص المتاحة". وأوضح المصدر أن "القاعدة تمر حاليا بأفضل مراحله، حيث أصبح في أقوى مستوى له منذ تأسيسه عددا وعتادا وتدريبا في الكثير من دول العالم، وأنه أصبح تنظيما واسعا وليس نخبويا محصورا". ودلّل على ذلك بأن التنظيم أصبح حاليا يحكم أغلب مناطق الصومال، كما أن طالبان تحكم أغلب أراضي أفغانستان، في حين أن العديد من مشايخ القبائل في محافظات مأرب والجوف وصعدة وشبوة باليمن بايعوا رسميا قيادة التنظيم المحلي للقاعدة في بلادهم وأنهم انخرطوا في صفوف التنظيم من منطلق عقائدي وليس قبليا كما كان في السابق.

وأشار إلى أن تنظيم القاعدة تفرغ خلال سنوات المطاردة الماضية من قبل الأجهزة الأمنية الغربية والعربية لعمليات التدريب والاستقطاب والتوسع الأفقي، وأن الحرب العالمية ضد الإرهاب خدمت التنظيم ما لم تخدمه كل العوامل الأخرى، حيث "استفاد التنظيم من الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها واشنطن والأنظمة العربية المشاركة لها في الحرب ضد الإرهاب في استقطاب كل المتضررين من تلك الحرب الكونية من الذين لم تكن لهم أي علاقة بالتنظيم سلفا".
وكشف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية وهو قيادي سابق في (تنظيم القاعدة) وما زال على تواصل حتى اليوم مع بعض عناصرها وقيادتها، أن أسامة بن لادن وجه رسالة قبل نحو ستة أشهر لجميع خلايا القاعدة في العالم العربي برفض التفاوض مع الأنظمة السياسية، لعدم الجدوى من ذلك، مضمونها "اتركوا التفاوض مع الأنظمة فإنه شر محض". وذكر أن هذه الرسالة وصلت إلى قيادة التنظيم المحلي للقاعدة في اليمن على خلفية محاولة النظام اليمني فتح قنوات حوار مع عناصر القاعدة لإقناعهم بوقف العمليات داخل اليمن سواء ضد المصالح الغربية أو المصالح اليمنية مقابل تسوية وضعهم وإدماجهم في المجتمع.
وأوضح للصحيفة أنه "بمجرد تلقي الرسالة التنظيمية بدأت قيادة القاعدة في اليمن بالتخطيط النوعي لعملياته في اليمن أولها العملية الأخيرة ضد السفارة الأميركية بصنعاء في أيلول/سبتمبر الماضي، بعد توقف دام عدة سنوات". وأكد أن هذه العملية نفذت بتخطيط وتوجيه من قبل أمير تنظيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي، أحد أبرز الفارين الـ23 من سجن الجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات) بصنعاء.
وأشار إلى أن تنظيم القاعدة في اليمن تفرغ خلال السنوات الماضية لترتيب أوضاعه الداخلية واستقطاب الشخصيات المؤثرة في المجتمع، وبالذات تلك الشخصيات التي على خلاف حاد مع النظام السياسي، وأبرزها الزعامات القبلية في محافظات مأرب والجوف وصعدة وشبوة. وأوضح أن العمليات التي نفذت خلال السنتين الماضيتين ضد المصالح الغربية والحكومية في اليمن لم يقم بتنفيذها تنظيم القاعدة بل تنظيم قاعدة الجهاد في شبه الجزيرة الذي تزعمّه حمزة القعيطي ولقي حتفه في مواجهة مع قوات الشرطة قبل بضعة أشهر في حضرموت.
وتوقع أن تشهد الساحة اليمنية خلال الفترة القادمة عمليات نوعية للقاعدة وهو ما تحاول السلطات اليمنية التخفيف من حدتها من خلال مضاعفة إجراءاتها الأمنية.