الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 29 / مايو 08:02

في ذكرى رحيل شاعر الذاكرة والوطن

العرب - الناصرة
نُشر: 07/11/08 14:40

وصلت الى موقع "العرب" رسالة من محمد جمال بصول، من الرينة، كتب فيها نص مقال في ذكرى الاربعين لرحيل جده الشاعر الزجّال محمد سعيد بصول (ابو عاطف الريناوي). ويرثي الحفيد جده الذي كان شاعرا شعبيا، زجالا، واحد افراد المقاومة الفلسطينية الذين واكبوا احتلال فلسطين بمختلف فتراته، بدءا من الاتراك ومرورا بالبريطانيين وانتهاءا باليهود، وعاش على أمل ان ينتهي الاحتلال لتعود فلسطين عربية قبل ان تتوقف قلبة عن النبض.. وجاء في نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
باسم اسرة الفقيد أبو عاطف الريناوي ,اتوجه بالشكر والعرفان لكل من واسانا في مصابنا الجلل.
هكذا هو رحيل الكبار مدو موجع مفجع, كيف لا وأنت الجد الشاعر ,المتكلم المثقف اللبق,ها نحن اليوم نجتمع في ذكرى الاربعين من رحيلك وما هو برحيل عادي لانه أتى سابقا لموعده رحيل خاطف بلا انذار مسبق, ليس ككل اللقاءات التي عهدناها وكنا نختتمها على أمل اللقاء مجددا لاستكمال ما قد بدأنا مناقشته.
كيف لا وأنت سيد الحوارات وسيد الكلام وكنت الحديث كل الحديث, وما نحن بحضرتك سوى بمدعوين للاستماع , وما نحن بغيابك الا بعاجزين عن تنسيق بعض المفردات عما يراودنا من ذكريات شاركناها معا.


 شاعر الذاكرة والوطن- أبو عاطف الريناوي

كنت نجاحنا وعزنا وكرامتنا كنت ناجينا كلما اشتدت الايام علينا, كم من لحظات صعاب مرت علينا وكنت ملجأنا الذي يحمي  ويخفف ويضمد جروحنا, كم لجأنا اليك في ضعفنا وهزولنا, وخرجنا من حضنك شامخين.
ولهنيهات أٌقف لاستذكر شِعرك فالمس مخطوطات شعرية واسترجع رائحة الارض الطيبة والامس الاغصان الندية وأشم رائحة العبق وأتذوق من ثمار الزيتون الاخضر,هذا المزيج الفكري الذي يلامس الروح والجسد.
تلك المخطوطات التي نقشت بأنامل سحرية وغنت بصوت الحسون ولامست بقاع الوطن من مشرقة لمغربة بل وأجمل من ذلك تلك القصائد التي جمعت المسجد والكنيسة وحطت عند العين.
ولا ننسى أنك لم تبخل على بلدك من نحت اسمها على صخور وجدران هذا الوطن, الرينة التي احتضنتها في شتائها بعباءتك الزكية الدافئة, وزينت ربيعها الوانا شعرية, وكالعروس زففتها في صيفها وها هو خريفها المشؤوم سينقش ذكراك على أوراقه.
كم احببتها واحببتك , ولم تخذلها فبكتك وكانت مولولة في رحيلك وكئيبة لوداعك.


محمد جمال (حفيد المرحوم)

سيشتاق الزيت والزيتون لحامله, وستشتاق الارض لفلاحها, وسيشتاق الشعر لمبدعه, وستشتاق الاعراس لشاعرها, وستشتاق الرينة لعميدها, وها نحن نشتاق لحضنك, يا من استطعت ببراعه أن توازن بين نضالك وشعرك وعائلتك, فكنت المناضل السباق على خطوط الدفاع عن تراب هذا الوطن وكنت المخطط لأجمل الصور الشعرية والاب الاكثر حنانا والجد الاكثر صبرا ومحبة.
ما هذا التزامن لرحيل الكبار , لشعراء هذا الوطن, فقد افتتحت بوداع درويش وانتصفت بوداع الديراوي وإختتمت بوداع الريناوي, وكما قال درويش: "أن الشاعر الحق ليس فقط الذي يصور واقع شعبه ونفسيته , ولكنه الذي يربط هذا الواقع بتاريخه الماضي وتراثه القديم , يجب ان تكون للشاعر جذور عميقة وأرض يابسة يقف عليها".
وهكذا كنت الزيتونة الشامخة التي احتضنت جذورها, وكانت عميقة مرتبطة بأرضها راسخة صامدة, جعلتنا نعشق, وهكذا سيبقى الوطن في الذاكرة وستبقى ذاكرة هذا الوطن يا شاعر الوطن والذاكرة.
مررت كريما كبيرا عزيزا في هذه الحياة,وقد اصطفاك عزوجل لتكون كبيرا في رحيلك.
المجد والخلود لذكراك العطرة ولروحك الطاهرة نطلب الرحمة ونتلو "الفاتحة".

6.11.08
ذكرى الأربعين

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
4.01
EUR
4.72
GBP
251273.90
BTC
0.51
CNY