عندما أعود
أعود من بلادٍ شمسُها
تضيعُ في الربيعْ
أحطُّ في بلادٍ
لا تغيبُ فيها الشمسُ
ألا حينما تحينُ ساعةُ الهجيعْ
أرى في قريتي قرىً
تعانقت في واحدةْ..
أرى السكانَ قد تجمعوا
في أسرة ٍكبيرةٍ، جميلةٍ
كأنهم معاً في مهرجانْ
أرى النساءَ رافعات الرأسَ
قد نزلن للميدانْ
أرى الشبابَ والصبايا في صعودٍ
يرفعون رايةَ النهوضِ بالإنسانْ
أرى كرامةً أصيلةً
فيها الغِنى تواضعٌ
والفقرُ لا يهانْ
أرى شعباً أبيّاً
يسير في تضامنٍ
لا ينحني
أمام البطشِ
والتمييز والطغيانْ
***
أعود للبلاد في الربيعْ
فأنتشي بزهرها
وجوِّها البديعْ
وأنحني لشعبها
المكافح العنيد والوديعْ
ما أجملَ البلادْ!
أحبّها
كما تُحَبُّ أمٌّ
كلما لمستُ
رملَ شاطئٍ بعيدْ
وعندما أعودُ من جديدْ
أحبُّها قريبةً قُربَ الوريدْ
وكلما قضيتُ فيها ساعةً
شعرتُ أنّني
أعيشُ يومَ عيدْ.
يوسف حمدان - نيويورك