الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 14:02

منظمات أممية تشكك في جدوى إغلاق المدارس/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 25/03/20 14:48,  حُتلن: 17:08

أحمد حازم في مقاله:

 مهما كان رأي الخبراء والعلماء والمجتهدين في فيروس كوفيد 19 فالمنطق يقول لمن يفهم المنطق، وحسب مفهوم "الوقاية خير من قنطار علاج: "خليكو في البيت"

بالرغم من أن وزير التعليم العالي الإسرائيلي، رافي بيرتس أعلن في الثاني عشر من الشهر الجاري أن مدارس البلاد ستبقى مفتوحة رغم القيود الصارمة المتزايدة من قبل مسؤولي الصحة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تحدث في مؤتمر صحفي في نفس اليوم عن قرار ينص على إغلاق كافة المدارس والجامعات بهدف منع مواصلة انتشار فيروس كورونا.
"منظمة يونيسكو" الأممية أصدرت بيانا في العاشر من الشهر الجاري، نشره موقع ""أخبار الأمم المتخدة" تقول فيه، إن أزمة فيروس كورونا الجديد تؤثر الآن على ما يقرب من 363 مليون متعلم في جميع أنحاء العالم، من مرحلة ما قبل الابتدائي إلى التعليم العالي، بما في ذلك 57.8 مليون طالب في التعليم العالي، وهذا يعني أن واحدا من كل خمسة طلاب في جميع أنحاء العالم يتخلف عن الدراسة بسبب أزمة فيروس COVID-19. ويظل طالب واحد من بين كل أربعة طلاب خارج مؤسسات التعليم العالي. وكانت خمس عشرة دولة فقط قد أمرت بإغلاق المدارس على مستوى البلاد و14 دولة قامت بتنفيذ عمليات إغلاق محلية.

صحيح أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة" يونيسف" لم تتخذ موقفا إزاء قرار الدول إغلاق المدارس من عدمه، لكنها أعربت عن قلقها مما أسمته "الآثار الجانبية للوباء والإجراءات للسيطرة عليه بما في ذلك إغلاق المدارس". وقد جاء في بيان نشرته "يونيسف" مع منظمة الصحة العالمية "WHO" ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، إن إبقاء المدارس مفتوحة قد يساعد في مكافحة الفيروس من خلال تلقين الأطفال كيفية الوقاية منه، ويمكنهم بدورهم أن يفسروا لأفراد آخرين في المجتمع.

ولا شك أن هذا البيان يعتمد على مصادر موثوق بها تؤكد عدم خطورة فيروس كورونا الجديد على الأطفال. فقد جاء في نقرير مشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية نشر نهاية شباط/فبراير الماضي أن فيروس كورونا المستجد لا يشكل خطرا كبيرا على الأطفال، لكنهم قد يحملونه.
ويبدو أن هناك رأيان مختلفان حول موضوع إغلاق المدارس: فهناك من يقول أن طلاب المدارس هم في الواقع عبارة عن تجمعات قد يكون فيروس كورونا معشعشاً داخلها. ويرى أصحاب هذا الرأي أن موضوع الإغلاق ليس مبالغاً فيه، كونه اجراء معقول جدا في هذه المرحلة. فعندما لا يكون التلاميذ كلهم مجتمعين في المدرسة فهم سينقلون الفيروس إلى عدد أقل من البالغين الأمر الذي يخفف الضغط على المستشفيات.

أما أصحاب الرأي الثاني، فيرون عكس ذلك استناداً إلى دراسات أممية. فهؤلاء يعتقدون بأن إغلاق المدارس يتسبب بمشاكل أوسع للمجتمع، مع حرمان الأطفال من الدراسة والأهل من العمل. ويزداد الأمر تعقيدا عندما يكون الأهل يعملون في مجال الرعاية الصحية ويضطرون إلى البقاء في منازلهم بدلا من الاهتمام بمرضى.
وكان خبراء آخرون قد وجهوا انتقادات لعملية إغلاق المدارس على اعتبار أنه قد يأتي بنتائج عكسية. الخبير الإيرلندي كيث أونيل عالم الأوبئة في جامعة نوتينغهام، ذكر في تعليق له على موضوع إغلاق المدارس، انه قد يدفع ذلك الأهل الذين لا حيلة لهم إلى وضع الأطفال في عهدة الأجداد وهم فئة معرضة جدا للخطر.

على كل حال، مهما كان رأي الخبراء والعلماء والمجتهدين في فيروس كوفيد 19 فالمنطق يقول لمن يفهم المنطق، وحسب مفهوم "الوقاية خير من قنطار علاج: "خليكو في البيت".

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة