الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 17:02

طيف-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 29/12/19 04:54

طيف
هل أقدرُ يوماً
أن أبعدَ طيفَك عني..
هل أخرجُ عصفَ رياحك مني
هل أقدرُ يوما أن أنساكْ..
كيف تُرى أنساكِ
وأنت خِصالٌ وصفاةٍ نادرةٌ
يتمناها أيُّ ملاك..
فأنا لا يُفرِحُ قلبي أحدٌ
من خلق الله سواكْ
أنساكْ؟
كيف تُرى أنساكْ؟
وأنا من دونك زهرةُ صيفٍ
تتضور ظمأى بين الأشواكْ
***
أشواقي أجرت تعديلاً
لفصول العامْ
فاتَّحَدَت كل فصولي
في فصْلَينْ
فصلٌ لقاءٍ تتجمّعُ فيه الدنيا
في عَينَيْنْ
تختالُ به الأزهارُ
وينسابُ الماءُ إلى النهرِ
من السفحِ الأخضرَ والعينْ
يتلقى فيه السهلُ هدايا
قادمةً من بين الجبلَيْنْ
إن سقطت أوراق الأشجارِ
تطيرُ كسربِ عصافيرٍ
ثم تحطُّ على وجه الأرضِ
فترسم ألوانَ الأزهارِ
على الخدَيْنْ..
الفصلُ الآخرُ
فصلُ الفُرقةِ والبَيْنْ
تتوشحُ فيه الدنيا
بوشاحِ حِدادْ
تشتاقُ به الساحاتُ
إلى ألعاب الأولادْ
تتساقط فيه دموعٌ
من عين سماءْ
وتفيض على السهل
مياه الوادْ.
***
بين غيابٍ وإيابْ
تمضي الأيامُ كماءِ النهرِ
ويخطفُ عيني في الأفقِ سرابْ..
مهما اقتصرَ الوجهُ على أحلامي
ستظلين حِبالي العصبيّةَ
تربطُ بين دماغي
ونخاع عظامي
ستزول حدودٌ بين بلادٍ
وبلادْ
وستُفتحُ كل الأبوابِ
ليدخل كل الأحبابِ إلى
الأحبابْ
ستظلين كما كنتِ تماماً..
ستظلين أمامي
ستظلين المُرضعةَ الأولى
قبل فطامي.
يوسف حمدان - نيويورك
 

مقالات متعلقة