الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 17:02

حفظتَ شيئا وغابت عنك أشياءُ .. إعلام المشتركة - بقلم : مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 03/09/19 23:50,  حُتلن: 18:55

مهند صرصور في مقاله:

اعلام المشتركة .. منشور لخطوط عريضة تخلو من المضمون، وحملة إنتخابية تقف خلف شعارات دعائية دون خطط معلنة او مجدولة، وآمال وأحلام لا تحاكي فعل الواقع

في العالم المثالي قد تشفع لك أفعالك وحدها إن كانت تستحق التقدير ، دون إعلام او دعاية تروّج لها وتقنع بها العقول او القلوب . ولكن في عالمنا الحالي والسياسي والذي تملؤه وجهات النظر والتنافسات والمتشابهات ، ويطفو من على سطحه الكم الهائل والغير نهائي من الرسائل المباشرة وغيرها ، والتي تكاد لا تدع لعمل او لموقف او لجهة من سبيل الا حرَّفته وفق اهواء مهندسيها ، ولا طريق ميسر الا القت فيه العقبات حسب أجندات مستأجريها ، في عالم كهذا غير متاكفئ الفرص لا بد من صنع الفرصة بأيدينا والحرص على تجاوز كل العقبات من أجل الوصول الى شاطئها الاخير ، الى عقل وقلب من يقدرها حق التقدير .

هو ليس سحر ولا عبقرية ؟ وأنما علم له قوانيه واساسياته وقواعده ، والتي يتقنها بل ويتفنن فيها كل من يحيط نتانياهو .
فكم من جملة قالها غيرت كل مجريات الامور ( הערבים נוהרים לקלפי , אין כלום כי לא היה כלום ) ، وكم من متعارفات بدّلها بأصابعه ( השמאל החלש ) ، وكم من موقف ظنناه مهلكه خرج من بين براثنه بكل سلاسة ؟ وفي كثير من الأحيان قلبه لمصلحته ( באו מקללים יצאו מברכים ) . جمل ومواقف وردود فعل أبعد ما تكون عن العبثية او ضربة الحظ، وانما هي محكمة ومهندَسة وفق خليط من علوم متشابكة خلاصتها التأثير على الرأي العام بالشكل الذي يراد لها ان تكون .

علم تغفله مركبات المشتركة ، حتى كاد ان يصيبهم في مقتلهم ( استطلاعات انتخابية تعطيهم 9 مقاعد بعد ان كانت تشير الى 13 ) ، فتراهم يتخبطون كالمغشي عليه ، فسبلهم الدعائية والترويجية لا تتعدى صور لحلقات بيتية ضئيلة رغم وصفهم اياها " بالحاشدة " ، وصفحة رسمية فيسبوكية نزلت منازل عرض الازياء لشباب وخلفهم جمل مرددة ومتكررة بلا طعم او رائحة ، ومنشور لخطوط عريضة تخلو من المضمون، وحملة إنتخابية تقف خلف شعارات دعائية دون خطط معلنة او مجدولة، وآمال وأحلام لا تحاكي فعل الواقع .

علم يغفلونه لعدم دراية وقلة مهنية في الأساس، حيث أن أحد الناشطين الجديين رددها مرارا عند نصحه بالاستعانة باستراتيج مشهور لخبيرٍ ما قال : " وبماذا سيفيدنا ذاك الرجل ، وهل هو أدرى بالعرب ، وضعنا ليس كوضع أي من المجتمعات " ، إجابة تدل على عدم الدراية في أقله ، والغرور في أوسطه ، وعلى الجهل في عليائه ، فكيف يا اخي ستعلم ما لا تفقه ؟ وهل نحن العرب منزلون من كوكب اخر ؟ وهل قوانين الطبيعة تفقد فاعليتها مقابل عقولنا ؟وهل وضعنا قد أوْجد العجلة أم أنّ التاريخ قد توقف عند أبوابنا !!!

فالحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحقّ بها .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة