الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 17 / يونيو 13:01

كاد المعلم أن يكون قتيلا / بقلم: مي أحمد اغبارية

كل العرب
نُشر: 31/10/17 21:44,  حُتلن: 08:09

مي اغبارية في مقالها:

لا أكتب اليوم لأدافع عن المعلم بشكل مطلق، فمنهم على خطأ كبير، حيث أن جميعنا يعرف بوجود الكثير من المعلمين الذين لا يستحقون لقب المربي

قلّت ثقافة كانت تنادي بأهمية المعلّم في المجتمع ومركزه المرموق، وانقلبت السطور

بيت الشعر الذي لطالما رددناه وسمعناه منذ سنوات عديدة، وما زال الطلاب حتى يومنا هذا يرددون نفس الكلمات، وهنا أتوقف للحظة وأتساءل، أهي نفس الروح التي تتحدث؟ لا أذكر أن حدثت إساءة لمعلم خلال سنوات تعليمي خاصة في المرحلة الابتدائية والاعدادية، أتذكر أننا تعلمنا بيت الشعر وشعرنا به وبروح الشاعر الذي قدّر معنى الرسالة التي يحملها المعلم لبناء جيل مُزهر وعظيم، لا أذكر أبدا بأن والداي قد حرّضاني يوما على إهانة أحد المعلمين والمربين، فقد كان المعلم في ثقافتنا قدوة لطلابه ورمزا للجدّ والاجتهاد، كان، فعل ماضي ناقص، أنقص الكثير من تقدير المعلم ورسالته. وانا في دائرة تفكير تحوم حول تساؤلاتي وأهمها: لأي رمز ممكن أن يُنسب اليه المعلم؟ 

بدأت يومي في سماع شكاوى في الاعلام من قبل معلمين ومعلمات تعرضوا للعنف من قبل الآخرين، سواء من قبل أهالي، طلاب وللأسف الشديد أحيانا من معلمين اخرين يجب أن يكونوا بمركز الدعم وليس بعامل الهشم. هل يجب فعلا أن نبدّل بيت الشعر كما قيل في احدى مقابلات الإذاعات صباحا ونقول: "كاد المعلّم أن يكون قتيلا"؟ 

لا أكتب اليوم لأدافع عن المعلم بشكل مطلق، فمنهم على خطأ كبير، حيث أن جميعنا يعرف بوجود الكثير من المعلمين الذين لا يستحقون لقب المربي، فالبعض يعنّف طلابه او يدخل سلك التعليم كحلّ أخير وكاستخفاف في المهنة ليس لتقديم كل الجهود المطلوبة لإفادة جيل كامل وهنا المصيبة الكبرى، فحينها المصلحة الشخصية تهدم كل المصلحة العامة والتي بموجبها يعمل المعلم من أجل تمرير الرسالة السامية لطلابه. 

منذ دخولي سلك التعليم ومراقبتي للعديد من المواقف والمراحل التي يمر بها المعلم من بداية توظيفه وحتى وقوفه أمام الإدارة، الطلاب وأهاليهم، ومع عصر السرعة الذي نعيش به والتكنولوجيا التي فتحت أبواب كثيرة للتعلّم والتطور وأيضا الانكشاف على العديد من الأمور الحياتية، منها الإيجابي ومنها السلبي، قد لاحظت بتغيير وانقلاب الكثير من ثقافتنا، وتعلّمنا السلبي وذوتناه قبل أن نتعلّم ونذوّت الإيجابي، فقلّت ثقافة كانت تنادي بأهمية المعلّم في المجتمع ومركزه المرموق، وانقلبت السطور، فبدلا من أن يصغي الطلاب لمعلميهم، وبدلا من أن يحثّ الأهالي أبنائهم على احترام المربي الذي يجتهد دائما لتقديم أفضل ما لديه وكل ما يملكه من معلومات لإفادة طلابه، أصبح للطالب دعم قوي في الكثير من الأحيان من قبل الأهل لإهانة وتهميش المعلم. ثقافة أقلّ، عنف أكثر، علاقة عكسية نلاحظها بين الجانبين، فلنحسّن ثقافتنا، لنقلّل عنفنا، لننعم بحياة أفضل وباحترام أكبر.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     

 

مقالات متعلقة