الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 19:01

إلى الإرهابي المجرم .../بقلم: ميشيل تويني

كل العرب
نُشر: 04/01/17 08:01,  حُتلن: 08:05

ميشيل تويني:

لى من يعتبر أن الكحول حرام والخمر محرم والسهر ممنوع، كيف أمكنه أن يعتبر أن قتل ريتا الشامي حلال؟

الى كل لبناني أو غير لبناني جرح أو أصيب أو استشهد يوم عيد رأس السنة في تركيا، نقول: أنتم أبناء الحياة والقيامة والنور

أَي دين يسمح بأن يُخطَف إيلي ورديني بهذه الوحشية من شقيقاته اللواتي ربينه من دون أب وأم؟ أي دين يسمح لمريض نفسي بأن يقتل هيكل مسلم العريس الجديد الذي ما لبث أن تكلل مع عروسه حتى أرداه هذا المتوحش؟

الى الإرهابي المجرم الذي مهما كان اسمه أو جنسيته، لا يُختصَر ولا يُعرَف إلا بالارهابي المجرم القذر المريض.
الى إرهابي قرر يوم عيد رأس السنة أن يعاقب الناس لأنهم يفرحون ويحتفلون ويحبون الحياة، أما هو فليس إلا أداة حقد لدى تنظيمات إرهابية هي أوراق بيد دول، من روسيا الى تركيا الى الولايات المتحدة وسوريا وغيرها، يؤدي دوراً حقيراً صغيراً تحت راية الدين والتعصب. وكأن من يقتل الناس ويمشي على الجثث ينتمي الى دين أو يكون ابن الله.
الى من يعتبر أن الكحول حرام والخمر محرم والسهر ممنوع، كيف أمكنه أن يعتبر أن قتل ريتا الشامي حلال؟ أي دين يسمح بأن تقتل فتاة في ربيع عمرها، خسرت والدتها منذ فترة قصيرة جراء مرض خبيث، يبقى أقل خبثاً من مجرم متوحش مريض يهتف زوراً "الله أكبر" وهو يجسد الشيطان والشر وجهنم؟

هؤلاء هم الشر في ذاته، والجنة التي وُعدوا بها بعيدة جدا عنهم وعن وحشيتهم.
أَي دين يسمح بأن يُخطَف إيلي ورديني بهذه الوحشية من شقيقاته اللواتي ربينه من دون أب وأم؟ أي دين يسمح لمريض نفسي بأن يقتل هيكل مسلم العريس الجديد الذي ما لبث أن تكلل مع عروسه حتى أرداه هذا المتوحش؟
ما ذنب شقيقات الياس وزوجة هيكل ووالد ريتا؟ وما علاقتهم بالمؤامرة على تركيا ومن تركيا؟ وما ذنبهم حيال الحرب السورية؟ وما علاقتهم بالدول التي أوجدت التنظيمات الإرهابية للسيطرة على المنطقة ولعب أوراق دولية؟ ما ذنب هؤلاء الابرار وما علاقتهم بمؤامرات قذرة؟
ذنبهم الوحيد أنهم يمثلون الفرح والحياة والازدهار وحب الشباب. أما الإرهابي المتنكر بزي العيد فهو يمثل الظلام والكراهية والشيطان الذي يصلب من دون رحمة، كل ما ومن في وجهه، من دون أن يعلم من هم أو ما دينهم أو ما قصتهم أو معتقداتهم! يقتلهم من دون رحمة، فقط لأنهم يسهرون ويفرحون بسنة جديدة. أما الإرهاب فهو عنوان دماء وحقد وشر تجاه الآخرين.
الى كل لبناني أو غير لبناني جرح أو أصيب أو استشهد يوم عيد رأس السنة في تركيا، نقول: أنتم أبناء الحياة والقيامة والنور، أما من قرر ان يقتلكم من دون رحمة فهو من ابناء الظلمة والجهل والكفر والمؤامرات التي لا يسمح بها أي دين أو أي معتقد. ولن تذهب دماؤكم هدراً، بل ستبقى صوت إيقاظ الضمائر التي لا بد من ان تستفيق يوماً على هذا الشر الماكر وتردعه قبل ان يأكل الانسانية.

نقلا عن جريدة النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة