الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 16 / يونيو 10:02

الرئيس القوي!/ بقلم: نايلة تويني

كل العرب
نُشر: 11/07/16 08:12,  حُتلن: 08:14

نايلة تويني:

الرئيس القوي الذي نطلبه، رئيس يعيد النظر في كل مواقفه، فيخرج الى اللبنانيين مقوماً المرحلة السابقة، ومعتذراً عن اخطائه

يحتاج لبنان الى رئيس منفتح على دنيا العرب وله علاقات وجولات دولية، اذ لا يمكن لبنان ان ينظم حياته من دون الدعمين العربي والدولي اللذين لا بد منهما لكل بلد صغير

يتحدث كثيرون عن حاجة لبنان الملحة الى رئيس قوي، ويحصر بعض المسيحيين تلك القوة بالتمثيل الطائفي وتالياً الشعبي، وهو معيار صحيح ولكن غير يتيم. فللرئيس القوي الذي يحتاج اليه لبنان مفاهيم ودلالات مختلفة اذ لا تقتصر القوة على التمثيل الشعبي. المطلوب رئيس يتمتع بحكمة ودراية أولاً لأن الفسيفساء اللبنانية والصيغة اللبنانية تعوزهما قوة ناعمة مختلفة قادرة على ادارة التنوع والتعدّد، والتنسيق بين المكونات المجتمعية والسياسية المتباعدة أحياناً كثيرة. ولا ينفع في هذا المجال رئيس يتهجم على مكونات طائفية ويتعرض لرموزها قبل ان يرتد على نفسه ويبدل مواقفه، لأن الامر يدل على عدم ثبات في المواقف، ويفسد دوره كحكم بين اللبنانيين على تنوع انتماءاتهم.

ويحتاج لبنان الى رئيس منفتح على دنيا العرب وله علاقات وجولات دولية، اذ لا يمكن لبنان ان ينظم حياته من دون الدعمين العربي والدولي اللذين لا بد منهما لكل بلد صغير، فكيف للبنان الذي يعاني ازمات حدودية وامنية واقتصادية واجتماعية، ولم يتمكن يوماً من النهوض الا بفضل اخوانه العرب، وكلما اختلف هؤلاء اختل التوازن الداخلي فيه ونشأت حروب ونزاعات. فهل يمكن مرشحاً استعدى العرب ان يضطلع بهذا الدور؟
ويحتاج لبنان الى رئيس ذي خبرة في الحكم المستقر لا في تلك الفترات من عدم الاستقرار واحتكار السلطة والقرار وعدم الاحتكام الى المؤسسات وخصوصاً مجلس الوزراء ومجلس النواب، رئيس يقر بوضوح بأولوية الدستور المعدل من خلال اتفاق الطائف، رئيس يحترم الشرعية الدستورية ولا يقفز فوقها داعياً الى اعتماد اجراءات تتعارض واحكام الدستور.
ويحتاج لبنان الى رئيس يحترم ويلتزم انتظام عمل المؤسسات فلا يقاطع جلسات انتخاب الرئيس ولا يؤخر تشكيل الحكومات ولا يعطل عمل الحكومة، ولا يهدد ولا يتوعد بالنزول الى الشارع وهو مشارك في الحكم على كل المستويات.
الرئيس القوي الذي نطلبه، رئيس يعيد النظر في كل مواقفه، فيخرج الى اللبنانيين مقوماً المرحلة السابقة، ومعتذراً عن اخطائه، وعارضاً لمشروعه المستقبلي فيقنعنا بانه يستحق ان يكون رئيساً، وهكذا يكون قوياً.

نقلا عن جريدة النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة