اعتلت الشبيبة المنصة حاملين لافتات تحوي أسماء، اعمار وتواريخ وفاة الضحايا باخر سنتين مع مراعاة التحفظ بتعميم أسماء بعض الضحايا

تحدث كل عضوة من أعضاء شبيبة بلدنا عن ضحية من ضحايا العنف تخليدا للذكرى وإحتجاجا على موتهم حيث كانت اخر لافتة تحوي جملة توعوية تحذيرا من خطورة ظواهر العنف "اليوم هم، بكرا يمكن انا او انت"

المرشدة نور قربي:

التغيير في موضوع العنف هو سيرورة ومسار يجب العمل جاهدين عليه وهو من واجب ومسؤولية كل فرد في المجتمع

إنّ كون العنف متجذر في مجتمعنا بشكل غير واعي نمارسه ويمارس علينا وإن خلق اطار داعم لجيل المراهقين يشعرهم بالانتماء والتقدير من شأنه أن يقلل من ظواهر العنف

نظمت شبيبة بلدنا كفرقرع التابعة لجمعية الشباب العرب بلدنا أمسية مميزة تنديدا بالعنف، وذلك في مركز الحوارنة، كإنجاز اختتامي لسيرورة دورة القيادة الشابة فيه طبّقوا مضامين سبق وأن تعلموها خلال السنة.

خلال الأمسية 

لقد أفتتحت الأمسية بعرض مسرحي يحمل بين طيّاته جثة تحيطها شموع في ظلام دامس وفي الخلفية تسجيل صوتي يجسّد شجارًا بين بلال – صاحب الجثة، وشخص آخر الذي يقوم بإطلاق النار عليه عند إزدياد المشاحنات بينهما، ومن ثم يبدأ بلال باطلاعنا على اخر أفكاره قبل أن تصعد روحه الى السماء.
ونقل تسجيل الصوت غير المسموع، حول ما يدور في رأس المصاب من أوجاع، اشتياقات، وداع ووصايا اخر حياته، كما ونقل وصاياه وندمه على تورطه بمشاكل أدت الى قتله. الفكرة والسيناريو للمرشدة نور قربي، صوت بلال في التسجيل لباسل زعبي وفي الإعداد والتوليف (المونتاج)  منى حاج.
ومن ثم، اعتلت الشبيبة المنصة حاملين لافتات تحوي أسماء، اعمار وتواريخ وفاة الضحايا باخر سنتين مع مراعاة التحفظ بتعميم أسماء بعض الضحايا. وقد تحدث كل عضوة من أعضاء شبيبة بلدنا عن ضحية من ضحايا العنف تخليدا للذكرى وإحتجاجا على موتهم، حيث كانت اخر لافتة تحوي جملة توعوية تحذيرا من خطورة ظواهر العنف "اليوم هم، بكرا يمكن انا او انت".

ورحب العريفان ميس عبادي وشادي أبو فنة بالجمهور ومن ثم قدما ميار مدلج لإلقاء كلمة الشبيبة، حيث قالت: "منذ بداية الألفية الحالية، بلغ عدد ضحايا العنف اكثر من 1160 ضحية ومنذ مطلع العام الحالي، حصد العنف 24 جثة ولم ينتهي المطاف بعد. لذا، شعرنا بمسؤولية كبيرة نحو المجتمع وكان لا بد من إتخاذ موقف صارم وصارخ وقد خصصنا انجازنا لندد جميع أساليب واشكال العنف، لعلنا ننجح بتأثير نفسا واحدة على الأقل وبذلك نمنع ولو حالة واحدة من العنف".
وتابعت موضحة أجندة مشروع القيادة الشابة وشاركت الجمهور بتجربتها الخاصة على مدار سنتين في الدورة وشكرت كل من قدم لنا دعما سنتين من العمل من اهل، أصدقاء أقارب وخصت بالذكر المربي الاستاذ عبد الكريم قربي والمديرة نوال عليمي على الدعم اللا متناهي وأنهت بتوصية للحاضرين، ذكوراً واناث، صغاراً وكبارا، أن لا يكونوا السبب في أن نفقد المزيد من غوالينا.
وقد القت الاخصائية الاجتماعية وطالبة الدكتوراة أديم مصاروة محاضرة بعنوان "ظاهرة العنف الحاد لدى المراهقين، المفهوم الإدراكي والتواصل الوالدي كعوامل وسيطة".

كما وفصلت دوافع ظواهر العنف لدى المراهقين: البحث عن الذات، تعزيز المكانة الاجتماعية، الأصدقاء وسهولة الإنحراف وعدم الشعور بالإنتماء والتقدير. وأنارتنا بجمل وتصرفات يومية من شأنها أن تغذي الشعور العدواني وتشجع بشكل غير مباشر من ظواهر العنف منذ الصغر.
وقد القى احمد أبوعطا شعرا غاضبا ينهى ويستنكر جميع ظواهر العنف ومن ثم أنشد الحضور النشيد الوطني الفلسطيني موطني احياءً لذكرى نكبته الـ68.

هذا، واختتمت المرشدة نور قربي الأمسية بتعبيرها عن شكر وامتنان لكل من حضر وساهم في إنجاح هذا اليوم المميز وقد خصت بالشكر الاهل والاقارب ورئيس المجلس المحلي حسن عثامنة الذي تعذر عليه الحضور وتابعت بتعبيرها عن تقديرها للشبيبة على مسار توّج بأمسية مثرية ومساهمة كل فرد منهم بإنجاح الأمسية بكل تفاصيلها.

وفي نهاية الأمسية قامت المجموعة بعرض دبكة شعبية فلسطينية كرمز لتمسكهم بهويتهم الفلسطينية في صدد هذا اليوم وفي تزامنه بين ذكرى النكبة بحسب التقويم العبري والتقويم الميلادي.
وتابعت المرشدة نور فربي قائلة: "إنّ التغيير في موضوع العنف هو سيرورة ومسار يجب العمل جاهدين عليه وهو من واجب ومسؤولية كل فرد في المجتمع"، كما وشددت قائلة: "إنّ كون العنف متجذر في مجتمعنا بشكل غير واعي نمارسه ويمارس علينا وإن خلق اطار داعم لجيل المراهقين يشعرهم بالانتماء والتقدير من شأنه أن يقلل من ظواهر العنف، كما ذكرت المحاضرة اديم، وإن لهذا الجيل المشحون بالطاقات والمبادرات دور كبير في بناء المستقبل لذا علينا استثمار طاقاتنا فيهم لنكسب مستقبلهم ومستقبل مجتمعنا".