الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 14 / مايو 10:02

لا يا عايدة /بقلم:وديع عواودة

كل العرب
نُشر: 21/09/15 10:03,  حُتلن: 13:23

وديع عواودة في مقاله:

لا أفهم موقف عايدة (والجبهة) بالذهاب لعبد الله الثاني والامتناع عن لقاء أردوغان فالثاني موقفه من إسرائيل أفضل من الأول

القدس تستحق أن يتغاضى الفلسطينيون ع طرفي الخط الأخضر عن مواقف غير مقبولة لأردوغان وغيره من أجل حماية ما تبقى منها ومنع تقاسم الأقصى

 "المشتركة" تحتاج للشراكة وبناء صورتها الإيجابية وبلورة عملها الجماعي. البيان أقرب للحسابات الحزبية الزائدة وأبعد عن كونه تعبيرا عن تعددية سياسية بهذه الفترة الحساسة التي تواجهها القدس المحتلة

فور عودتها من عمان بادرت عضو المشتركة عايدة توما- سليمان لإصدار بيان للصحف قالت فيه إن الاجتماع مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كان جيدا بعدما عبر عن استيائه من "المجريات" الأخيرة في الأقصى وعن قلقه بأن هذه "الأحداث" ستؤدي لإشعال المنطقة. لفت انتباهي المصطلحات الملطفة على لسان الملك: "مجريات" و "أحداث".
في البيان تتهم توما الاحتلال بالتصعيد لفرض الحقائق ع الأرض مؤكدة وبحق أن حماية الأقصى بإنهائه وقيام دولة فلسطينية. وبررت اللقاء مع الملك بكونه الولي ع المقدسات في القدس وأوضحت عدم مشاركتها باللقاء مع أردوغان اليوم بالقول إن الجبهة تنظر بقلق شديد لدور تركيا في الحرب بالمنطقة ولعلاقتها ودعمها مجموعات إرهابية وللقمع الذي تمارسه ضد أقليات قومية تعيش فيها..." الخ.

لا أفهم موقف عايدة (والجبهة) بالذهاب لعبد الله الثاني والامتناع عن لقاء أردوغان فالثاني موقفه من إسرائيل أفضل من الأول. تركيا قطعت علاقاتها على خلفية حصار غزة وترهن استئنافها بإنهائه. أما العرب رؤساء وملوك فيكتفون بالاستياء من "الأحداث"(الاعتداءات على القدس والأقصى) وإسرائيل تمضي بانتهاكاتها ولا تأبه بالثرثرة العربية. صحيح تركيا تستغل الحرب الأهلية في سوريا لكن مقاطعتها لا تستوي مع منطق العمل السياسي وهي تبدو محاولة لا حاجة لها للتميز الحزبي في قضية جامعة وحارقة لأن بمقدور تركيا الضغط ع إسرائيل أكثر من دول عربية كثيرة. كذلك الحديث عن قمع تركيا لقمع أقليات قومية : في الماضي شارك مندوبون عن الجبهة بقية الأحزاب بزيارة أنظمة تدوس ببساطير عساكرها الناس كل الناس لا الأقليات فحسب كالعقيد الراحل معمر القذافي عام 2010 فهل القذافي الذي حرم " وفد فلسطينيي الداخل " من زيارة مدينة بن غازي وتلاوة الفاتحة على ضريح عمر المختار أسوأ من أردوغان من هذه الناحية؟.

القدس تستحق أن يتغاضى الفلسطينيون ع طرفي الخط الأخضر عن مواقف غير مقبولة لأردوغان وغيره من أجل حماية ما تبقى منها ومنع تقاسم الأقصى. ومع ذلك بحال قررت الجبهة التي كان يفترض أن ينوب عنها عضو المشتركة د. يوسف جبارين لولا انشغاله باجتماع لجنة المعارف البرلمانية(موضوع المدارس الأهلية) فهذا حقها طبعا. لكن كان بوسع عايدة الانسحاب من عمان وتمتنع عن لقاء أردوغان اليوم دون بيان صحفي يمكن أن يفسر كمزاودة على زملائها في المشتركة الذين يصلون أنقرة اليوم وكأنهم لا يكترثون بمن يلعب بمستقبل سوريا ولا يهمهم قمع الأقليات. البيان ربما يهدف لخدمة الجبهة لكنه لا يخدم القدس ولا المشتركة فما بالك والجبهة تنظيم سياسي عريق واثق من ذاته ولا أحد يستطيع المزاودة على رؤيتها ومواقفها الليبرالية التقدمية. "المشتركة" تحتاج للشراكة وبناء صورتها الإيجابية وبلورة عملها الجماعي. البيان أقرب للحسابات الحزبية الزائدة وأبعد عن كونه تعبيرا عن تعددية سياسية بهذه الفترة الحساسة التي تواجهها القدس المحتلة. هذا ناهيك عن أن زيارات ولقاءات رؤساء في العالم خدمة لقضايا عامة ترفع من شأن جمهور المشتركة أيضا، المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل الذي ما زال مغمورا حتى الآن رغم عدالة قضاياه وبسبب عدم مبادرتنا لتعريف العالم بنا وإفراطنا بالحديث مع أنفسنا حتى الآن.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة