الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 24 / مايو 07:02

قضية المهجرين واستمرارية المسار/بقلم:عاطف خالدي

كل العرب
نُشر: 15/09/15 21:13,  حُتلن: 07:40

عاطف خالدي في مقاله: 

ربما نحتج أحيانا وتقتصر الفعاليات على رفع الشعارات ودون الأخذ بعين الإعتبار القيام بفعاليات موضوعية وعدم الأخذ بعين الإعتبار مكانتنا الإجتماعية والسياسية مع نظام يدعي الدموقراطية والعدالة الاجتماعية

نحن القائمون وسوانا القادمون تعرض شعبنا ابان حرب الـ1948 لأبشع جريمة في العصر الحديث الاجلاء التصفية الجسدية هدم القرى والمنازل وارغموا على النزوح الى أقرب نقطة لم تصل اليها قدم الإحتلال حفاظا على البقاء وامل العودة

نحن القلة القليلة التي غامرت وبقيت على ارض الوطن بعدما رحل الباقون الى خارج الوطن حفاظا على حياتهم من رصاص الغدر الذي اسقط العديد من الضحايا من ابناء شعبنا وشاء لنا القدر ان نبقى ولكن خارج الديار التي نسفت ودمرت 

كوني اول من قام في هذه المبادرة وعمل على تأسيسها فكريا وميدانيا وأصدرت وثيقة تتضمن فعاليات هذا المشروع وكانت الزيارة الاولى الى قرية كراد البقارة والغنامة بمؤازرة جمعية دعم وفعالية أخرى بمشاركة بعض الأهالي من قرية ميعار المهجرة والقاطنين في قرية كابول وعلى إنقاذها أقيمت مستوطنة ياعد قمنا بإبراز معالم المقبرة وتنظيفها وكانت أولى الفعاليات من هذا النوع حيث تجرأ الجميع وراح الكل يعمل على الزيارات وإبراز المعالم كما شجعت على الحفاظ على تناول الذكريات بواسطة توثيق الشفة وكتابة المذكرات وجمع الصور للقرى التي دمرت وكل ما يتطلب من اجل الحفاظ على الذاكرة وكان لهذه المبادرة صدى عميقا في نفوس المجموعات العربية عامة على جميع الأصعدة المهجرين وسواهم.

وكوني لا أنتمي الى أية حزب او مؤسسة بل الى العمل الوطني جوبهت بالتصفية والاقتناص وهذا ما يحدث في مجتمعاتنا وبقية المجتمعات على مدى التاريخ ولم يضيرني هذا الأمر بل كلن يفرحني لانني لمست التهافت على هذا العمل حتى ولو كان يقتصر على الإحتفالات ومن ضمنها مشاعر الانتماء وكأن لا شأن الى المجريات السياسية على الأصعده المحلية والعالمية وكأن مصيرنا مرتبط بتلك المجريات ونحن على هذه الساحة وكاننا نتنكر لما يدعيه هذا النظام من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وترانا صامتين على الممارسات العنصرية والتنكر لحقوقنا دون محاسبة.
ربما نحتج أحيانا وتقتصر الفعاليات على رفع الشعارات ودون الأخذ بعين الإعتبار القيام بفعاليات موضوعية وعدم الأخذ بعين الإعتبار مكانتنا الإجتماعية والسياسية مع نظام يدعي الدموقراطية والعدالة الاجتماعية وراحت تصدر أقوالها ومقالاتها الى العالم أجمع ونحن متغاضين عن حقوقنا رغم معاناتنا وما نلاقيه من هدر لحقوقنا وما يمارسه النظام ضدنا.

ونحن من نحن
نحن القائمون وسوانا القادمون تعرض شعبنا ابان حرب الـ1948 لأبشع جريمة في العصر الحديث الاجلاء التصفية الجسدية هدم القرى والمنازل وارغموا على النزوح الى أقرب نقطة لم تصل اليها قدم الإحتلال حفاظا على البقاء وامل العودة.
وعلى اثر هذا تم اجلاء وطرد الـ80 بالمائة من ابناء شعبنا الى خارج الحدود الى مخيمات اللجوء.
وهناك مجموعة اخرى تجاوز تعدادها الى الـ20 بالمائة من الفلسطينين داخل ما يدعى بالخط الاخضر أي على مساحة فلسطين المحتلة من الـ1948 ممن هدمت قراهم ومنازلهم ولجأوا الى القرى الصامدة ومنعوا من العودة وكما صودرت املاكهم وهم لب هذه القضية وهم الحاضرون الغائبون.
هذه المجموعة التي قدمت منى شتى انحاء المعمورة ومارست العنف ضد ابناء شعبنا الفلسطيني تعرضت هي الأخرى الى التصفية الجسدية اثر الحرب العالمية الثانية على يد النازية وفقدت نسبة من افرادها.
أقدمت على هذه المبادرة بمؤازرة الدول الغربية والتي كان لها من الطموحات ما يدفعها الى التنسيق مع هذه المجموعات لتحقيق ما تصبوا اليه من الاستيلاء على ثروات هذه المنطقة قدمت لها جميع انواع الامكانيات المادية الاقتصادية العسكرية والبشرية كما صاغت التيجان وطرزت الجلابيب الى مجموعات عربية لتسير في ركابها ولتاتمر بتنفيذ أوامرها وتلتزم بالسمع والطاعة وان ما نشاهده اليوم على الساحة العربية ما هو الا نتاج هذه المعادلة السياسية.

التخطيط لهذه المؤامرة أخذت مداها منذ أمد بعيد وعند بوادر الضعف الذي حل بالدولة العثمانية التي سيطرت لعدة قرون على هذه المنطقة وما اورثته من جهل وضعف وفقر وحولت مجتمعاتنا بعد ما كانت متطورة الى العصور الوسطى.
ابتدات جحافل الباحثين تكتشف عوامل الضعف للسيطرة على الارض الانسان والثروة وما زالت هذه الابحاث تمارس دورها وسارية المفعول في وقتنا هذا حيث يلقن الباحث بطرح الاسئلة ومن خلالها يتصرف صاحب الامر – المخابرات طبقا للمعلومات التي استوردها وربما يكون الباحث على قدر ضئيل من المعرفة والثقافة او على معرفة وفي كلا الحالتين ينال المكافأة بالمال والشهادة ويُصَدَرُ للمجتمع ليحظى بمكانة وليكون مؤثرا حتى يضمن له الفتات والمكانة لاسيادة.
ومن خلال ما قامت به الابحاث توسيع الثغرات لتجعل من المجتمع مجتمعات متصارعة ومتناحرة لإضعافها لتكفل امكانية السيطرة والاستغلال وراحت تمارس أساليب الإغراء لتكفل استمرارية التناقضات لتبقى على رأس الهرم وتبرع العديد من ضعاف النفوس الى التهافت على مشاريعهم فكوفئوا بالالقاب والمكانة مقابل ما ارتكبوه بحق شعوبهم. قضايانا السياسية والاجتماعية كفيلة بالتعامل بالشكل الذي يضمن علاجا ايجابيا.

الحاضر غائب.. النهج السياسي
هذه القضية تتطلب نهجا حكيما واساليب موضوعية تتلائم مع وضعنا الخاص.
نحن القلة القليلة التي غامرت وبقيت على ارض الوطن بعدما رحل الباقون الى خارج الوطن حفاظا على حياتهم من رصاص الغدر الذي اسقط العديد من الضحايا من ابناء شعبنا وشاء لنا القدر ان نبقى ولكن خارج الديار التي نسفت ودمرت .
منعنا من العودة بأمر من جهاز الحكم العسكري الذي جعل من ديارنا مناطق حظروأًعلنت مناطق عسكرية 
تعاقبت السنين وتوالت الاجبال وامل العودة يتوهج في الأفئدة رغم توالي الأجيال على الصعيد المحلي والخارج امل العودة مشاعر موحدة وينبض في الأفئدة على حد سواء:
الفوارق الجغرافية تفرض اساليب خاصة نحن القائمون نتعايش مع القادمين وفي كثير من الحالات على اكمل وجه احترام متبادل نتعامل بصدق وامانة بمودة ومصداقية ونحيى حياة طبيعية لا يشوبها اية شائبة على الصعيد الاجتماعي وفي مجالات العمل نعمل نتقاضى نسهم في البناء التطور ونتطور.
اساليب النظام روتينية نتحمل ما نتحمل وهذا التحمل لا يبدد ثقتنا بالمجتمع ولا يعيق انتمائنا الى قضايانا العينية ولا ينسجم مع محاولات الاحباط المدروسة والمنظمة الذي يصيغها النظام بتسلطه وبواسطة اعوانه والتي لم تفاجئنا ولا تثنينا عن مطالبنا وحقوقنا.
نواجه النظام ونعاني ما نعانيه من تفرقه وسلب الحقوق رغم اسهامنا بالبناء والعمل على تطوير المشاريع الاعمارية الصناعية والتجارية ودفع الضرائب واسهامنا في الاقتراع والواجبات وحفاظنا على العلاقات الاجتماعية وخلق التعايش وما يدعيه النظام من الديموقراطية والعدالة الاجتماعية لا بأس من محاسبته على ما يدعيه ومن خلاله يتطلب التالي
 مشروع العودة
اليات العمل
التوجه الى الجماهير بجمع لا يقل عن ثلاث مائة ألف توقيع مطالبة بالعودة وإلغاء المرسوم القضائي الذي صدر عسكريا فترة الاحتلال ولست على يقين باستجابة النظام لهذا المشروع أما المحاسبة محليا وعالميا من شريعة العمل ولهذا العمل خلفيات عديدة
مطالبنا لا تقبل المساومة نطالب العودة الى عتبة البيت ساحته ومساحته حتى ولو كان مدمرا وبلا اثرالعودة الى حقولنا مزارعنا والغابات حتى ولو كانت مستغلة من قبل مزارعين اخرين والتعويض على ما تحملناه وخسرناه طوال السنين الغابرة حتى ولو كان هذا المطلب حلما ، حقنا ان نحلم مطالبنا لا تتجاوز الحث على التفاهم الصداقة المساواة والتعايش في اطار منطقة شمولية يتساوى فيها الجميع.

الوسيلة
نتوجه الى احزابنا السياسية والاحزاب عامة لتشجيع منتسبيهم الى طرح هذه المبادرة الى العمل الميداني لجمع التواقيع وان تاخذ دورها في على الساحة العامة وفي قاعة الكنيست حتى ولو كان لا امل في التجاوب على ساحة الكنيست يتوجب ان لا نابه بالتطرف ورد الفعل الطاقم السياسي--التاسيسي
يشرف على فحص ايها اقتراح واتخاذ القرار بعد التشاور مع المجموعات الاخرى ولا يتخذ قرارا عفويا والطاقم التمثيلي يمثل جميع الاقسام المؤسسة 
المشرف العام حلقة الوصل مع المجموعات المؤلفة من اطار هذا العمل من داخل المؤسسة التي يتم القيام بتاسيسها

القضاء
للقضاء أهمية قصوى في هذا المجال وإن لم يكن الاهم فواجب المختصين أن ياخذوا على عاتقهم الاسهام بهذا الشأن قدر المستطاع وكل ماتحتاجه هذه القضية من كفاءة واصرار ويعتمد القرار على التنفيذ وَعند تَعَرقلَ التنفيذ
فالتوجه محليا الى العناصر التي تؤمن بالتعايش يًحدِثُ صدى ايجابيا وكذلك التوجه عالميا الى شعوب وبرلمانات وقضاء الدول المساندة لهذا النظام لا بد له من احداث ايجابيات لها ما بعدها

الاعلام
للاعلام مكانته الخاصة في شرح القضية على الأصعدة المحلية والعالمية اعتمد النظام الى طمس المعالم خلال عدة اجيال رغم انها راسخة في مشاعرالاجيال رغم الزمن ومشاعر العودة والانتماء تترسخ من جيل الى جيل .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة