يقوم المصور محمّد غنّام بشكل مثابر بتوثيق الأشخاص الأمكنة الأحداث واللحظات في حارة البلدة التحتى المتجدّدة في حيفا 

يسعى المعرض الذي اعتمد على بحث مفصّل قام به أعضاء "المنتدى المؤقت" إلى التمعّن في أمكنة وأشخاص غير مرئيّين تقريبًا للسابلة في الموقع المتجدّد بالمدينة

افتتح في مدينة حيفا معرض للصور بعنوان "اهل القاع"، من إنتاج المصور الحيفاوي حمودي غنام في قاعة متحف حيفا. وقد تم افتتاحه بحضور الاستاذ ماجد خمرا المسؤول عن التعليم في حيفا من قبل البلدية، ونوال ابو عيسى مسؤولة الثقافة العربية في بلدية حيفا وشخصيات تربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين عرب ويهود من المدينة.

جانب من الحضور في معرض الصور

يقول المصور محمد غنام من مواليد حيفا 1986 :"في نيسان 1948 احتلّت قوّات "الهاغاناه" حيفا وحوّلتها، خلال فترة قصيرة، من "مدينة مختلطة" إلى "مدينة عبريّة". بعد انتهاء المعارك وتهجير أصحاب البيوت العرب أخذ يتبلور مخطّط هدم واسع، سُمِّيَ "عمليّة شكمونة". لم تقتصر العمليّة العسكريّة على هدم البيوت التي تعاني الخراب فحسب، بل شملت أيضًا، تلك البيوت التي شكّل موقعها عائقًا أمام التطوير المدينيّ المستقبليّ. ظلّت منطقة البلدة التحتى نحو خمسين سنة مهملة وخاوية، كجرح مفتوح يرفض الاندمال".

واضاف:"من هذا المنطلق وخلال السنتين الأخيرتين أقوم بتوثيق الأشخاص، الأمكنة، الأحداث واللحظات في حارة البلدة التحتى المتجدّدة في حيفا، وهو اختيار نابع من نشاطي هناك".

يسعى المعرض الذي اعتمد على بحث مفصّل قام به أعضاء "المنتدى المؤقت" إلى التمعّن في أمكنة وأشخاص غير مرئيّين تقريبًا للسابلة في الموقع المتجدّد بالمدينة، والذين تمّ إقصاؤهم من الفضاء العامّ الحيفاويّ، فظلّوا على قارعة الطّريق.

صور غنّام موجودة في كل مكان في حيفا

مجموعة صور غنّام تمتدّ ما بين خط السّاحل والسفح السّفلي للكرمل، من المحطة القديمة وحتى الحليصة، من وادي الصليب حتى وادي النسناس. تتركز صوره في مصالح تجارية محلية صغيرة وسكان قدامى من عائلات عربيّة من طوائف مختلفة، إلى جانب عائلات يهوديّة، وكلها تقريبًا من شريحة اقتصادية - اجتماعية.