1) القدس المدينة المباركة التي يسكن في قلبها المسجد الاقصى المبارك تعاني منذ الإحتلال البغيض عام 1967م من حفريات أحدثتها المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية ، وتحت وطأة الحفريات الاسرائيلية المتصاعدة على إمتداد  الجدار الغربي للمسجد الأقصى والناحية الجنوبية حيث بلدة سلوان ، أخذت رقعة التشققات والانهيارات أسفل بيوت القدس تتسع يوماً بعد يوم تهدد بيوت البلدة القديمة بالإنهيار الكامل ، وبالتالي تعريض المسجد الأقصى للضرر والهدم والأذى المتزايد .
فقد توالت الإنهيارات في طريق باب المغاربة .. وبالقرب من سبيل قايتباي .. وفي ساحة آل الزربا وآل عوض عبد الجواد  خلف حمام العين ، وكان آخرها الانهيار في حوش آل العسيلي المجاور لباب السلسلة احد ابواب المسجد الاقصى المبارك .
2) لم تمر الا ساعات معدودة حتى اتسعت الحفرة والانهيارات في الحوش ، واصبح اهل الحي جميعا في خطر ، وارتسمت علامات الخوف والجزع على ملامح أطفالهم ونسائهم ، وهذا حال كل من تشققت بيوتهم من اهل القدس ، وهاكم أنات آلامهم وصرخات تحذيراتهم ، فتعالوا نصغي وننصت اليهم ، وهم يدلون بشهاداتهم الواحد تلو الآخر .
3) بعينه قد رأى كل شيء وبعيونهم كثيرون أمثاله قد رأوا ما رأى ، حفريات وفراغات وأنفاق تحفرها يد المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية تحت بيوت اهل القدس ، فترتعش فرائصهم من هول ما يرون ، حتى باتوا على قناعة أكثر بأن الخطر الداهم قادم .
4) عمارة داخل بناء المسجد الأقصى عند باب المطهرة توشك أن تقع على ساكنيها ، فالتشققات واسعة وخطرة ، ولا يأمن أهلها أن ينام أحدهم ليلته فيها ، ويخشى أن يستقبلوا الضيوف حرصا على سلامتهم ،  كما لا يأمن أهل القدس أن يصعدوا الى سقف بيتهم القريب او المطل على المسجد الأقصى المبارك  فالكاميرات البوليسية ترصد كل تحركاتهم ، وما تلبث الشرطة الإسرائيلية تحاصر بيوتهم ، فيلج صاحب البيت في القدس الى بيته والألم يعتصر قلبه والقلق يملأ نفسه  ، أي وكأن البيت ليس بيته ، ولا السقف سقفه ، ولا الفناء فناؤه ، ولا الدرج درجه .

5) انفاق تحت المسجد الأقصى طولها مئات الأمتار تمتد باتجاه حائط البراق نحو بلدة سلوان تنهش في عمق الأرض وتحت بيوتهم ، انها يد المحتل تستهدف سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الاقصى المبارك .
6) فحفريات المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية  تشقق ساحات وجدران بيوت سلوان  حتى بات شبابها  يمسكون بحجارة بيوتهم وهي تتصدع  وتتهاوى بين أيدهم ، اما نساؤهم فإشاراتها الصامتة الى موقع التشققات فهي أبلغ من  كل وصف ، اما الأطفال فقد ظنّوا ان زلزالا هزّ اركان بيوتهم  فيخيم عليهم الخوف ، وأنّى لأهلنا في بلدة سلوان وقد استشعروا الخطر الواقع ان يسكتوا عن هذه الحفريات والأنفاق ، وعلى وجه السرعة ينصبون خيمة إعتصام  لتصبح عنوانا للتصدي لمخططات المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية  ، يصرخون ويستصرخون حفر الأنفاق رمز للهدم والخراب .
7) أطفال يلعبون فوق أرض قد تستحيل ركاما في كل لحظة  ، في روضتهم يمرحون بأراجيحها وينتقلون بين ألعابها بصمود وثبات ، ويبدو أنهم عرفوا تغريدة القدس وتسابيح المسجد الأقصى المصابر ، فقد علّمهم أباؤهم وأجدادهم انه ليس لهم من ذنب ارتكبوه الا انهم مقدسيون يحمون المسجد الأقصى من حفريات المؤسسة الإسرائيلية ومسعاها المحموم لتهويد القدس ، ولكنهم المقادسة والشعب الذي يمتدّ شموخا وإباءً ، ومن هنا من الحامية الجنوبية من سلوان يمضون بعزة وإباء يتسلقون أدراج المستحيل للوصل الى المسجد الأقصى ينضمون الى ركاب أهل القدس ليتردد صدى صوتهم قائلين ..
8) فيا أيها العرب والمسلمون هذه أصوات اهل القدس تردد نحن صامدون رغم أوجاعنا وآلامنا ، نحن صامدون من اجلك يا قدس ومن اجلك أيها المسجد المبارك ، نحن صامدون تحت وقع خطر الإنهيارات والتشققات ، ولكننا في نفس الوقت نستصرخكم جميعا من اجل القدس والأقصى قائلين : أنقذوا القدس قبل أن تنهار ..