وَجاءَتْني مَدائِنَ مِنْ كَلامٍ .. بِلا نُقَطٍ وَلا يَحْوي فَواصِلْ

مَضَتْ تَحْكي، تُحَدِّقُ بي كَخَصْمٍ .. وَبِالْعَيْنَيْنِ تَسْأَلُ كَمْ تَواصِلْ؟

فَأَيْنَكِ يا "جَزيرَةُ" لَقِّنيها .. "نُواصِلُ لِلْبَرامِجِ بَعْدَ فاصِلْ"

وَلَمْ أَفْهَمْ رَطانَتَها وَإِنِّي.. لَأَجْهَلُ ما الْحِكايَةُ وَالْـمَفاصِلْ

سِوى عَتَبٍ تَبَدَّى في عُيونٍ .. وَقَبْلَ الصَّمْتِ صاحَتْ: ذاكَ حاصِلْ؟

كَزَمْزَمَةِ الْحَداثَةِ حَدَّثَتْني .. وَصِرْتُ بِعَيْنِها يا قَوْمَنا صِلْ

وَهذا دَأْبُها مُنْذُ الْتَقَيْنا .. لِحِدَّةِ طَبْعِها تُعْزى الْـمَقاصِلْ

وَتَرْجِعُ بِاعْتِذارٍ حينَ تَهْدا .. تُقَبِّلُني كَما ذاتِ الْحَواصِلْ

مَضى حَوْلانِ مِنْ وَجَعٍ دَهاني .. مَلا روحي عَيًا يُدْمي الْـمَفاصِلْ

جُنوني جُنَّ مِنْ صَبْري وَحِلْمي .. وَلَحْمي عَنْ عِظامي وَيْ كَناصِلْ