الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 29 / مايو 09:02

الشعب يريد الوحدة/ بقلم: كايد القصاصي

كل العرب
نُشر: 09/12/14 15:10,  حُتلن: 18:06

كايد القصاصي في مقاله:

حلم الوحدة كبير كان يراود العرب جميعا منذ سنوات طويلة وهو مطلب الملايين من اجل اسقاط ثقافة التشرذم والاقصاء واحتكار الفكر والتهميش

لا بد من إطلاق دعوة مخلصة صادقة الى التعاون والوحدة والتماسك لأنه بدونها لن نستطيع ان نتغلب على عدونا المتربص بنا في كل جانب

الشعب والتاريخ لن يغفر لهذه القيادة السياسية عجزها في تحقيق الوحدة فحينها يصفهم الشعب ويشبههم بباص موديل الخمسينات مخلخل الدواليب مخلع الابواب ممزق المقاعد

نحن في مرحلة سياسية حرجة يمر فيها شعبنا العربي الفلسطيني وخصوصا كل ما يتعلق بالاستيطان وتهويد القدس العربية واقتحامات المسجد الاقصى المبارك من قبل غلاة المستوطنين وهدم البيوت العربية في كل مكان ومحاولة تهجير وترحيل

يشغل موضوع الوحدة اليوم حيزاً واسعاً من تفكير المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني وخاصة في ظل ما نمر به من أزمات وتحديات ولحظات حاسمة ومنعطفات تاريخية ومن سياسة عنصريه متمثلة بسن قوانين جائرة وعنصرية تريد من خلالها المؤسسة الاسرائيلية ان يكون المواطن العربي صاحب الدار مواطن من الدرجة الثالثة، وتمهد الطريق لطرده من ارضه وتهجيره قسريا.

الوحدة كانت مطلبًا من مطالب الجماهير العربية في ظل وجود هذه العنصرية وهي الغاية الاساسية الآن فالشعب يريد كلمتهم موحدة وقرارهم جماعي ديمقراطي وعملهم متناسق حتى لا نعطي اليمين المتطرف فرصه للنيل منا او تهميشنا وكذلك لا نعطي فرصه للمهووسين او المتآمرين ان يشعلوها نارا وفوضى وحرب اعلاميه وفيس بوكيه لا تبقي ولا تذر.

إن حلم الوحدة كبير كان يراود العرب جميعا منذ سنوات طويلة وهو مطلب الملايين من اجل اسقاط ثقافة التشرذم والاقصاء واحتكار الفكر والتهميش فالشعب يستحق كل خير من ممثلية، فالجميع يحب أن يرانا موحدين متفقين لا اختلاف بيننا ولا صراعات ولا تناقضات في مواقفنا. من حقنا بل الواجب علينا أن نحلم بالوحدة ونحققها على ارض الواقع، ولكن من الواجب علينا ايضاً أن نحمل أحلامنا على محمل الجد، فالوحدة العربية قد تكون ضرورة ملحة وهي ممكنة وفي متناول الأيدي فنريد وحدة ما يغلبها غلاب .

إنّ التعاون والتكاتف والتضامن لا بد منها للبناء السليم للمجتمع العربي، وكلما كان التعاون قائماً على أوسع صورة كلما كان هذا المجتمع مبنياً بناءً قوياً وسليماً، وإنّ نظرة واحدة في أوضاع مجتمعنا وفي أحوال شعبنا المتردية هذه الأيام كفيلة بإيقاظ الحس والضمير للسعي نحو المزيد من التكاتف والتآلف والتعاون.

نحن اليوم إزاء ما نعانيه من تشتت وتباعد وتشرذم، لا بد من إطلاق دعوة مخلصة صادقة الى التعاون والوحدة والتماسك لأنه بدونها لن نستطيع ان نتغلب على عدونا المتربص بنا في كل جانب، والذين دبروا ويدبرون المكائد والمؤامرات لضربنا وقهرنا.الشارع والشباب يريد وحدة قوية ويطالب بأن يقود هذه الوحدة قيادي مقبول عليها ويستطيع ان يخرج الناس من سباتها للتصويت من اجل توصيل اكبر عدد من النواب للبرلمان حتى يكون لنا ثقل ووزن في اتخاذ القرار السياسي، كل الاحزاب والحركات الفاعلة على الحلبة السياسية تدعو للوحدة وجميعهم يستشهدون بنبض الشارع، فلماذا لا نحتكم لرأي الشارع في كل صغيرة وكبيرة حتى في اختيار من يقودهم وتكون كلمتهم الفصل وذلك من خلال انتخابات تمهيدية او استطلاع للرأي شامل وعملي ومهني مدروس تديره مجموعة اكاديمية عربية مستقلة ومحايدة وكل نتيجة تلزم الجميع وبهذا يمكن تخطي هذه المشكلة لأنه هناك تغيرات في موازين القوى ولا نريد ان نظلم احد على حساب الآخر.

مرحلة سياسية حرجة
فإذا استعرضنا الأحداث التاريخية القريبة والبعيدة التي تدل على مدى تكالب الأعداء علينا وكثير منا غافلون عن ذلك، لقد علمتنا ضربات الجلادين كيف نصنع الوحدة ونمشي نحو الانتصار بكل اصرار. نحن في مرحلة سياسية حرجة يمر فيها شعبنا العربي الفلسطيني وخصوصا كل ما يتعلق بالاستيطان وتهويد القدس العربية واقتحامات المسجد الاقصى المبارك من قبل غلاة المستوطنين وهدم البيوت العربية في كل مكان ومحاولة تهجير وترحيل ما يقارب اربعين ألف مواطن عربي من النقب الصامد عن ارضهم وقراهم، فكل العيون متجهة نحونا، فواجبنا الوطني والقومي والديني يفرض علينا ان نكون متحدين ضاربين بكل خلافاتنا عرض الحائط، فلا يوجد فرق في طرحنا السياسي، فمجتمعنا هنا تحت مطرقة الترحيل والتهجير وجميعاً نعاني من القهر، التمييز، الهدم والترحيل، لذلك نحن بحاجة ماسة لقيادة سياسية واعية هدفها الأول والأخير هو وحدة الشعب والتنازل عن المصالح الشخصية وتقودنا الى بر الأمان، فمن هنا دعوتنا الى كل الأحزاب والحركات السياسية والدينية بكل أطيافها : ضعوا أمام أعينكم الوحدة واتركوا خلفكم كل النزاعات والخلافات، فبوحدتنا تعلو كلمتنا وبوحدتنا ننال كل حقوقنا وبوحدتنا تعشقنا الجماهير وبوحدتنا نصنع التغيير.

قضية واحدة
فقضيتنا هنا قضية واحدة ومطلبنا مطلب واضح وصريح هو الحرية والكرامة التي بدون الوحدة لن نصل إليها، وكل هذه الأمور هي بيد قادتنا السياسيين الذين لا نشكك يوماً بقدراتهم في صنع التغيير، اذا وضعوا "نصب أعينهم هذا الشعار في اتحادنا قوتنا". لذلك ندعوهم بكل امل ورجاء ان يعيدوا التفكير حتى يصنعوا لنا التغيير والأصغاء الى مطلب الناس والمواطن والاحتكام لهم في كل شيء لانهم هم في النهاية من يقررون.


إنّ الشعب والتاريخ لن يغفر لهذه القيادة السياسية عجزها في تحقيق الوحدة، فحينها يصفهم الشعب ويشبههم بباص موديل الخمسينات مخلخل الدواليب مخلع الابواب ممزق المقاعد بلا مصابيح والسائق بدون رخصة وهو يترنح بركابه ذات اليمين وذات الشمال ويسير على طريق وعرة وجبلية لا يعلم الا الله اين يصل في نهاية المطاف!.

باختصار شديد، المؤسسة الإسرائيليّة هي الرابحة من عدم تحقيق الوحدة وكان هدفها عندما سن قانون رفع نسبة الحسم واضح وصريح هو طرد العرب من الكنيست بواسطة تشريع قانون عنصري، فنريد تفويت الفرصة عليهم وايصال اكبر عدد من البرلمانيين العرب، فلا نريد أن تأكل هذه الحكومة الموز ونحن ننزلق بالقشور، وهذا يمكن أن يكون في حالة فشلنا في الوحدة المنشودة فالشعب يريد وحدة عربية خلص افهموها؟؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة