الأستاذ محمد حيادرة رئيس لجنة متابعة شؤون التعليم في الوسط العربي:

ظاهرة التدخلات في التعيينات ما زالت موجودة في السلطات المحلية العربية وهذا امر له انعكاسات خطيرة وتاثيرنا كلجنة محدود لأننا لا نشرك في لجان التعيين

النائب عيساوي فريج:

كل منا يريد أن يصبح ميسي وأن يحرز الهدف وحده والفوز بعنوان صحافة فنحن نفتقد للعمل الجماعي

النائب مسعود غنايم:

سلك التربية والتعليم لا تقتصر قراراته على تأثير الهيئة الوزارية عليه فحسب انما هناك اعتبارات سياسية في أحيان كثيرة

إبراهيم أبو راس (أبو عاهد) رئيس مجلس عيلوط المحلي:

هنالك سياسة لتجهيل مسيرة التربية والتعليم والطلاب

إن قضية التربية والتعليم تأخذ منحى بعيدًا نسبيًّا عن المسار المخصص لها، وهذا ما تشير اليه الوقائع والحقائق ونستطيع أن نقول أن النتائج تتكلم، فإن مراوحة المكان في السلك التعليمي وبالتحديد في المجتمع العربي وسيرورة التقدم البطيئة جدًّا، مقارنة مع تطور وتحضر الدولة، يتنافى مع كل المخططات العلمية التقدمية المطروحة للحفاظ على مكانتها في عملية إدراجها بين دول OECD عالميًّا. وهذا يتنافى كليًّا مع عملية التطبيق في مجتمعنا العربي في الدولة، وايضًا كل ما تتحدث عنه النظريات والأبحاث، فبين النظرية والتطبيق هناك مساحة شاسعة، ولماذا التعيينات في سلك التعليم مهمشة ومتروكة بين أيدي السياسيين وأصحاب النفوذ؟ وأين هي رصانة الديمقراطية في الدفاع عن حقوق الأشخاص المثقفين، وليس المتعلمين الذين يفتقدون السلطة والنفوذ؟! 

حنان أشقر 

يقول النائب عيساوي فريج، عن حزب ميرتس وعضو في لجنة التربية والتعليم: "هناك خطأ شائع فان دور عضو الكنيست ليس التدخل بالتوظيفات في البلديات والسلطات المحلية، بالنسبة لقضية التوظيفات التي تحمل الطابع السياسي، فالنائب ليس وساطة إنما يطالب ومطالب بحق، برفع الظلم. يجب إستغلال الأدوات البرلمانية الكبيرة التي بحوزتنا وتوحيدها من اجل القضايا الداخلية للمجتمع العربي واخص بالذكر قضية التربية والتعليم".

وأضاف فريج قائلا: "إن وزير التربية والتعليم شاي بيرون في بداية تسلمه زمام الأمور أصدر تصريحات في لقاءات صحفية، وأيضًا في لقاءاته مع أعضاء كنيست بأهمية التعليم في الوسط العربي، وخططه المستقبلية بالنسبه لهذا الموضوع، حتى انه تمادى وأبدى تاييده وفاجأ الجميع " انه يجب أن يكون لجهاز التعليم في الوسط العربي إستقلاليته.....".
"اعطي حقائق ووقائع لهذا الاتجاه بما يخص رؤية الوزير بالنسبة لموضوع المعارف العربي.
لماذا بعد التصريح الإيجابي والمتعاون من قبله في إعطاء المعارف (التربية والتعليم) في المجتمع العربي حكمًا ذاتيًّا، أي إدارة ذاتية للجهاز، ومع مرور الوقت أصبحت مجرد تصريحات وتمثيلية في النوايا الحسة كان وراءها إرضاء النواب العرب، حتى تمكنه من مكانته في الوزارة؟... فكيف يمكن تفسير عدم زيارة الوزير للمدن والقرى العربية لغاية الان ما عدا زيارة لرهط.... كيف يمكن تفسير الغاء التعليم الالزامي للغة العربية في المدارس الثانوية اليهودية..... كيف ؟....كيف ؟...

تقول بأن سلك التعليم يمر بأسوأ فتراته مقارنة مع القفزات النوعية لموضوع التعليم في الماضي ما هو دور القانون والسياسة في هذا الاتجاه؟
-الجواب جدا بسيط: "من طرف واحد نسمع الكلام الجميل والإبتسامة التي تعني ضحكًا على اللحى من الوزير الحالي للتربية والتعليم، ولكن بالمقابل حصاد العمل في الميدان من قبل الوزارة صفر.
حسب رأيي لسنا في حساب وزارة التربية والتعليم ولسنا في مخططاتهم. ومن هنا يكون دور القيادة العربية وأصحاب صنع القرار في المجتمع العربي اكبر بكثير. عندما يكون فشل يجب فحص الموضوع بعمق، فنلاحظ خلال السنوات الأخيرة ان نسبة النجاح بالبجروت والحصول على شهادات بجروت لا تتعدى 32% في الوسط العربي، وان دل ذلك على شيء فيدل على فشل مستمر، وعندما نتحدث عن هذا الفشل واسبابه في الوزارة آتي الى السبب الرئيسي المباشر الا وهو السياسة المحلية المتبعة في جهاز التربية التربية والتعليم، هناك مثل شعبي يقول "سوس الخشب منه وفيه"، يعني العيب فينا، نحن لا نحاسب المسؤولين على انجازاتهم بل على الوعود الانتخابية".

كلمة توجهها الى السياسيين العرب في الكنيست من جميع الأحزاب
رد الناب عيساوي فريج قائلا: "لدينا قوة كبيرة غير مستغلة، فالتصريحات النارية التي نطلقها يجب أن تكون موجهة لقضايانا في الداخل، وعندها نجد الكثير من الشركاء اليهود يناصروننا، وأخص موضوع التربية والتعليم لان 90% من مشاكلنا تعود الى بناء الفرد في المجتمع، وبناء الفرد يعود الى التربية والتعليم، فإذا بنينا الفرد بالشكل السليم يسهل علينا قيادة الحضارة العربية على جميع الأصعدة وبالتالي عدم مراوحة المكان".

عيساوي فريج 

وأما النائب مسعود غنايم، فقال: "أعتبر قضية التربية والتعليم هامة وإستراتيجية بالنسبة لنا كأقلية عربية فلسطينية داخل دولة إسرائيل، وهي لا تقل أهمية عن أي قضية أخرى، لأننا من خلال هذا المجال نبني الانسان ونعمل على تطوير مجتمعنا وتغيره نحو الأفضل. سلك التربية والتعليم لا تقتصر قراراته على تأثير الهيئة الوزارية عليه فحسب، إنما هناك إعتبارات سياسية في أحيان كثيرة".
وأضاف قائلا: "نعم أرى أن هذه الإعتبارات كانت كثيرة في السابق، واليوم ما زالت موجودة بشكل أقل، ولكن إذا أردنا أن نبني جهاز تربية وتعليم صحيًّا وسليمًا، من المفروض أن تكون المقاييس مهنية، وبناء على قدرات المتقدمين للعمل في هذا السلك، وهذا المبدأ هام جدًّا خاصة في مجال التربية والتعليم، لانه له تاثيرًا كبيرًا على بناء أجيال المستقبل ويؤثر في حياة المجتمع والناس، ويجب أن يكون قدوة ونموذجًا في تطبيق الأخلاق والقيم العليا التي تقدم الكفاءة على الولاء السياسي او المصالح الشخصية. لجان التعيين تفتقد الى المهنية والضمائر الحية في إختيار المرشحين للوظائف المختلفة، وأخص بالذكر إختيار المعلمين في السلك التربوي في المدارس".
وأضاف: "ليس مهمًا من يكون في اللجنة، المهم ما هي القواعد والخطوط الأساسية التي يعتمد عليها في هذه التعيينات، من المفروض ان تكون القواعد مهنية بعيدة عن الاعتبارات السياسية الجماهرية، وعدم طبخ القرارات المسبقة في جلسات خاصة، فان قرارات هذه اللجان هامة جدًّا سلبًا وايجابًا، بمعنى اذا كان اختيار المعلمين والمديرين غير موفق وتم اختيار أشخاص غير ملائمين، فان ذلك سوف يضر بالطلاب وبالعملية التربوية وسيعطي رسالة سلبية".

كلمة توجهها لمديري المدارس في الوسط العربي ما بين السطور
النائب مسعود غنايم: "أنتم قواد سفينة التربية والتعليم إذا أحسنتم الإدارة، وأحسنتم إتخاذ القرارات المهنية، ووضعتم الضمائر الحية نصب أعينكم، فإن المجتمع سيقطف الثمار الطيبة والنافعة لهذه الإدارة، وسوف يؤثر ذلك على كل عملية العطاء للهيئة التدريسية وتعاون الأهل والطلاب، وبرأيي المتواضع يجب أن يدير مدير المدرسة بروح رب العائلة والعمل الجماعي المهني في إتخاذ أي قرار داخل المدرسة".

ابراهيم أبو راس 

ويقول الأستاذ محمد حيادرة رئيس لجنة متابعة شؤون التعليم في الوسط العربي، عن دور اللجنة ورقابتها في قضية التعيينات في السلطات المحلية بشكل خاص ووزارة التربية والتعليم بشكل عام: "أود أن أوضح أن عملنا أصلاً متطوعين في هذا المجال، والهدف الطلب والتوصية من الجهتين أن تكون التعيينات حسب الكفاءة وليس حسب أي إعتبارات، سواء كانت علاقات شخصية او حزبية عائلية، وهذا ما طرحناه بكل قوة أمام وزير التربية والتعليم مؤخرًا في جلسة 11.8.2014 التي كانت بحضور الوزير شاي بيرون في لجنة التربية والتعليم في الكنيست".

لماذا حتى الان هناك تصفيات سياسية لتعيين المعلمين في المدارس الثانوية بشكل خاص في المجتمع العربي؟
مع الأسف، إن هذه الظاهرة ما زالت موجودة في السلطات المحلية العربية، وهذا أمر له إنعكاسات خطيرة، تأثيرنا نحن كلجنة محدود لأننا لا نشرك في لجان التعيين، والرقابة غير رسمية من طرفنا، وهذا يحد من دور إبداء التوصيات والمطالبة في أن تكون التعيينات على أساس الكفاءات بغض النظر عن جميع الإعتبارات".

إذا طلب منك أن توجه كلمة للقيادة التي تؤثر فعلاً في عملية صنع القرار والتعيينات وابداء الرأي ماذا تقول؟
بكل وضوح "نطالب وزارة التربية والتعليم كما نطالب انفسنا، وأعني السلطات المحلية، أن تتعامل بموضوعية مع المتقدمين للوظائف في السلطات المحلية والمدارس الثانوية على حد سواء".

إبراهيم أبو راس (أبو عاهد)، رئيس مجلس عيلوط المحلي يقول: " فشل أي جزء من أجزاء السلطة الإدارية يعود على القائد الكبير في راس الجهاز، الرئيس اذا كان على صعيد بلدة، وعلى المدير إذا كان على صعيد مدرسة.
حسب رأيي كرئيس لسلطة محلية 17 سنة خدمة، فإن مستوى التعليم يعود الى الوراء لا يتقدم، 30% من المعلمين يذهبون الى العمل ليمرروا وقتًا، والحصول على أجر في نهاية الشهر على حساب الطالب، فالمعلم يدرس 150 يومًا في السنة تقريبًا ويغيب 30 يومًا منها... وهذه سياسة لتجهيل مسيرة التعليم والطلاب".

ما هو سبب فشل مدرسة عيلوط الثانوية حتى الان في ان تكون من المدارس الرائدة والأولى في البلاد......ما هو سبب عدم الاستقرار لطلاب هذه المدرسة وأبناء هذا البلد حتى الان؟
سبب إفشال أي مدرسة يكون من الرئيس ويكمل المدير، عندما يختار الرئيس إدارة غير مناسبة او مناسبة، فالنتيجة أما تقدم او تأخر المدرسة. وانا أرى انه يجب فصل السياسة عن التعليم، وعلى رئيس المجلس ان ينظر فقط لمصلحة المدرسة ولا يختار المدير لأسباب سياسية، يجب ان يختار الرجل المناسب بالمكان المناسب.

ما هي الشروط الإدارية الناجحة حسب اعتقادك؟
يجب ان يكون صاحب قرار ويستطيع حمل المسؤولية لوحده، ويكون هو المسؤول الرئيسي والقرارات بيده وممنوع بتاتًا تمريرها لاحد غيره.
أن يكون قياديًّا بطبعه وصاحب حضور قوي.
يجب أن يكون ملمًّا بموضوع تدريسه بداية وبعد ذلك ينتقل ليوسع نطاق مسؤولياته.. الأمانة، التعليم هو أمانة بين المعلم والطالب، المعلم والمعارف، وأمانة بين المعلم والاهل.

رسالة توجهها الى رؤساء السلطات المحلية.
بالنسبة لقضية التعليم يجب أن تكون إختيارات المعلمين والمديرين وكل السلك التعليمي على الاطلاق مهنية، خالية من أي ضغوطات سياسية واجتماعية شخصية، أي يجب على كل رئيس سلطة محلية ان لا يخضع لأي ضغوطات بشكل خاص في موضوع التعليم.

الأستاذ محمد حيادرة

النائب مسعود غنايم