الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 15 / مايو 05:02

لن تنجو أي عائلة في اللد من هذا السرطان/ بقلم: شادية جريري

كل العرب
نُشر: 03/07/14 13:14,  حُتلن: 13:16

شادية جريري في مقالها:

كعادتنا في اللد نصمت كل يخاف على نفسه وعلى أولاده وعلى عائلته وتبدأ التكهنات في غرفنا المغلقة حول الفاعل والاسباب

الوضع الطبيعي لأية أقلية في أي مجتمع هو ان تتحد لتحمي نفسها بينما الذي يحدث في مجتمعاتنا العربية هو تكريس العداء والتشرذم

فجأة يصاب أحد ما في اللد برصاصة أو برصاصات تكون نتيجتها كارثية، وكالعادة لا يكتشف الجناة، وكأن من يقوم بهذه الافعال يتمتع بذكاء يفوق ذكاء جيمس بوند حيث لا تتمكن الشرطة رغم امكانياتها المتطورة من اكتشافه.
وكعادتنا في اللد نصمت، كل يخاف على نفسه، وعلى أولاده وعلى عائلته. وتبدأ التكهنات في غرفنا المغلقة حول الفاعل والاسباب ويشطح خيالنا ونبدأ باتهام بعضنا البعض، كل حسب مشاعره وخلافاته مع الاخر.

وفجأة وبقدرة قادر تسرب جهة ما " أرجو أنكم تعرفون عن أي جهة أتكلم" معلومات عمن تريدنا ان نصدق أنه الجاني. لا أحد منا يحاول ان يفحص صحة هذه المعلومات التي سربها عملاء هذه الجهة. لا نسأل انفسنا ما هي المصلحة من وراء هذا التسريب، لا نسأل عن هدف هذا التسريب. لا نسأل لما لم تحقق هذه الجهة بناء على المعلومات التي يدعى أنها تملكها.
الخطوة التالية في هذا المخطط هو ان تحاول عائلة المستهدف الانتقام والاخذ بالثأر. لقد نجح التسريب الذي غالبا ما يكون كاذبا باثارة واحياء النائم من عادة الاخذ بالثأر المتأصلة فينا منذ الجاهلية، والتي جاء الاسلام لينهانا عنها.

ان سيناريو التسريبات هذا يتكرر كثيرا في مدينة اللد. فمرة نتهم نساءنا بكل الرذائل ونقتلهن غير ملتفتين لاولادهن وما يخلفه قتل أمهاتهن في نفوسهم الغضة. وتارة نتهم شخصا ما ونحكم عليه دون ان نفكر ولا نولي أي اهمية لحقيقة ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته.
تتفرق العائلات ويسود الكره ويخيم الظلام على حياتنا لاننا نصدق كل شيء ونقتل بعضنا دون أي دليل.
لقد اصبح الدليل الوحيد الذي نحتاجه لنقتل بناتنا وشبابنا هو ما تسربه تلك الجهة التي كلمتكم عنها. لا احد منا يسأل نفسه لما لا تقوم هذه الجهة في التحقيق بنفسها اذا ما كان لديها كل هذه المعلومات. هل ينتظر من يخططون لنقتل بعضنا أولا، ثم يتدخلون ويدعون انهم يحاولون اصلاح ذات البين بيننا ." لاننا مجتمع قبلي لا نفهم القانون" .

هذه الجهة تعطي الشارع اشارات أو أدلة قد تكون مزيفة وتعتمد على خوفنا لتستر تورطها في قتلنا.
ان الوضع الطبيعي لأية أقلية في أي مجتمع هو ان تتحد لتحمي نفسها، بينما الذي يحدث في مجتمعاتنا العربية _ ليس في مدينة اللد فقط - " هو تكريس العداء والتشرذم.
يتغاضون عن السلاح حين نوجهه لصدورنا، ويحكم بأقصى العقوبات اذا ما صوب هذا السلاح لغير العربي. " لا أريد أن يصوب السلاح لاي انسان".

أعتقد ان كل العائلات في اللد تعرف انها غير محصنة وأظن اننا جميعا نريد الخروج من هذه الدوامة الظلامية. للاسف لا أملك حلا سحريا لكارثة التدمير الذاتي التي ارى اننا نتبعها، لكنني ممن يؤمنون بالتربية . تربية اولادنا على حب بعضهم ، وعلى انتمائهم لمجتمعهم وعلى أن حياة الانسان هي خط احمر . أنا اومن ايضا بقوة شبكات التواصل الاجتماعية.
أطالب كل الشباب باستغلال قوة هذه الشبكات لينشروا السلام فيما بيننا وان يكتبوا عن المشاكل الاجتماعية " دون التطرق للتجريح أو العتاب" اننا بحاجة الى المخلصين حقا، الى من تهمهم مصلحة الاجيال القادمة.
نحن جميعا مسلمون ومسيحيون، بدو وحضر مجتمع واحد وامة واحدة قوتنا في اتحادنا . فلنوجه كل امكاناتنا، العلمية والثقافية والدينية والمالية لهذا الموضوع لانني أعتقد أن تفككك مجتمعنا هو الاخطر من بين كل ما يحيط بنا من مخاطر.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة