* منذ أربع سنوات إنطلقت حلا بموهبتها بقراءة الاشعار الملتهبة فشاركت بعدد من المهرجانات الوطنية والشعبية وحملت مع صغر سنها وحجمها هموم اللاجئين المشردين في الداخل والخارج

عُذراً أيها السادة... فقد طلب مني العم علي، اللاجئُ في الشتات، ذات يومٍ، أن أصرخ عالياً بصوتهم.. وأن أحملَ آنـّاتِ عذاباتهم إليكُمْ.. أن أكونَ سفيرةَ أشواقهم وحنينهم  للوطن..
وها أنا .. أقفُ اليوم.. لأصرخ باسمهم ولهم...
*****
اليومْ... وَكـَكـُلِّ الأيّامِ الفلسطينيةِ الغاضبة..
تـَخـْرُجُ فلسطينْ..وَيَزْحَفُ الشجَرُ معها..تزحفُ القـُرى... تـَخـْرُجُ مِنْ رِدائِها الحَجَريّ لِتـَتـَخـَلـَّقَ مِنْ جَديدٍ بـِهَيْأتِها الأولى.. وجُرْحَها طريٌّ لـَمْ يَجـِفْ.
آآآهٍ يا بلادي...سِتـّون عاماً.. وما تراجَعْنا رَغـْمَ الألمْ..سِتـّون عاماً.. وما أخـْلـَيْنا السّاحاتْ...لـَمْ نَنـْسَ.. وَلـَمْ تـُنـْسِنا السّنواتِ الطويلةِ قمرَ حيفا.. وَدُروبَ يافا.. وَأزِقـَّة َ عكا... وَحَوارِيَ القـُدْس.
طالَ الشـَّـتاتُ... وسِتـّونَ عاماً تـَتـَوَغـّلُ في نهاراتِنا..

سِتـّونَ عاماً مِنَ المُقاومة ِ الصاعدةِ إلى أعلى القِمَم.. يتألـَّق ُ فيها وِجْهُ فلسطين..
يَشِعُّ في عُيون ِ أطفالِنا الذينَ كَبـِروا بَيْن َ التـَشـَرُّد ِ والإحْتِلال ِ.. وَأصْبحوا رجالاً، وَتوَزَّعوا في الخنادقِ والمنافي والسجونْ.
سِتـّونَ عاماً... وَفلسطين ُ تـُنادي على مَنْ ذهبوا.. ولمْ يَرجِعوا... طالَ الشـّتات.. وطالَ غيابَكُم... فـَعُودوا..
آآآآآآهٍ.. ستون عاماً لذاكرة ٍ لن تزول... لنا... للأمهاتِ الفسطينيات ِ الصابراتِ الراسخات ِ كالجذور ِ في الوطن... للأرحام ِ تظلُّ تبعث ُ ماء الحياة ِ في الأجنـَّة ِ،.. في الأرض ِ وأجيالها..
آآآآهٍ يا بلاد الطـُهْرِ.. يا مسرى مُحمّدٍ  ومَهْدَ يسوع..
يا مَنْ أعْطـَيْتِنا ملامحَ أديمَكِ منذ ُ الأزَلْ، إن السنوات تزدادُ وتكبر، لكن الذاكرة، كما الإرادة، ما زالت تورق وتتجدّد.. وستبقى فلسطين تنادي على أبنائها.. فالعودة قادمة ٌ قادمة.